عدنان القيناشي يكتب / يا مجلس ويا حكومة صفوا الفساد من مؤسسات الدولة
الجنوب اليوم | مقال
كتب : عدنان القيناشي
يظل الفساد مستشرياً في مؤسسات الدولة بكل أنواعه إلى يومنا هذا، وهو ما كانت الحكومة اليمنية السابقة تغض الطرف عنه لأنها هي من أوجدته في جميع مرافق الدولة وحاميها حراميها طوال السنوات التي عانى خلالها الشعب في المحافظات المحررة بعد عام 2015م، ومع ذلك، فقد كانت هناك مرحلة جديدة انتظرها الشعب طويلاً بعد مرارة العيش لسنوات عديدة، حتى أتى المجلس الرئاسي بقيادة الدكتور رشاد محمد العليمي وحكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك في أواخر عام 2022م، في ذلك الحين، كان الشعب يأمل في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتنموية التي وعدت بها الحكومة المشكلة من قبل المجلس الرئاسي.
مرت نحو سنتين منذ تشكيل الحكومة، ولا يزال المواطن يتطلع إلى الإصلاحات الخدمية والتنموية وإنهاء الفساد في مؤسسات الدولة، لكن هناك ما يعيق الحكومة، ويبدو أن ثمة تعقيدات من الداخل والخارج تحول دون العمل من أجل مصلحة الوطن والمواطن، إذا أراد المجلس الرئاسي والحكومة تصفية الفساد من مؤسسات الدولة، عليهم أولاً بتفعيل الجهاز القضائي لمراقبة ومحاسبة كل فاسد يثبت عليه الفساد في مرفقه سواء كان مدنياً أو عسكرياً، ويجب على الحكومة، إذا كان هناك أي تقاعس من قبل الجهاز الرقابي أو الحقوقيين المكلفين بقضايا الفساد بسبب الرشوة والمحسوبية من قبل الفاسدين، أن تستبدلهم بشخصيات كفؤة قادرة على استئصال الفساد من جذوره، وذلك عبر القضاء الأعلى في الدولة.
يا مجلس ويا حكومة، إذا أردتم الإصلاحات الحقيقية في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والإيرادية، فعند إثبات أي نوع من الفساد في مرفق حكومي، عليكم أن تعزلوا الفاسدين وتستبدلوهم بشخصيات كفؤة، مع التأكيد على أن القانون يجب أن يكون فوق الجميع والعصا لمن عصا، يا مجلس ويا حكومة، الفساد استشري في مؤسسات الدولة بشكل فظيع من قبل النظام السابق، وأنتم تعلمون ذلك جيداً، فكيف تصمتون حتى الآن؟ مضت سنتان منذ أن توليتم إدارة البلاد، فلتجعلوا بداية العام 2025م نقطة تحول وانطلاق لتصفية الفساد والفاسدين من المواقع التي لا يستحقونها، وعينوا بدلاً منهم ذوي الكفاءة والنزاهة.
أنتم تعلمون أن الفساد موجود في دوائر وزارتي الدفاع والداخلية، ممثلاً في الازدواج الوظيفي، وفي الوزارات المدنية، وخاصة وزارة الصحة، التي لا توجد في عدن وغيرها من المحافظات مستشفيات حكومية تخدم المرضى، بل هي خاوية على عروشها، مما يضطر المواطنين للذهاب إلى العيادات الخاصة، أما الكهرباء، فحدث ولا حرج انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظات لأشهر كاملة، وإذا عاد يعمل لساعات معدودة فقط، كما أن المؤسسة الاقتصادية لم تقدم أي شيء يذكر لصالح الشعب، أما المرافق الإيرادية مثل النفط والموانئ البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى الضرائب والرسوم، فلا أحد يعلم أين تذهب عائدات هذه الأموال العامة التي تخص اقتصاد البلد والشعب.
تكلمت الكثير من وسائل الإعلام عن الفساد في المؤسسات منذ أيام النظام السابق في عدن، لكن الدولة نفسها كانت راعية لهذا الفساد كما ذكرنا سابقاً، حاميها حراميها، ومع ذلك، يظل الأمل قائماً في نفوس المواطنين الذين عانت قلوبهم من سنوات المعاناة، بأن يسير المجلس والحكومة نحو الإصلاحات في أقرب وقت ممكن، وسيظل الإعلام والشعب إلى جانبكم لكشف كل مخططات الفساد في المرافق الحكومية، ولكن يجب أن يكون لصوتهم صدى تجاهكم، ويجب أن تتحركوا عبر جهاز القضاء والمحاسبة، أما إذا استمر الإعلام والشعب في فضح الفاسدين دون عقاب أو تحقيق العدالة، كما كان الحال في النظام السابق، الذي كان يحمي الفاسدين، فسيظل الوضع على ما هو عليه، بل للأسوأ