بن لزرق يدعو الإعلام إلى تبني قضايا المواطنين وسط تصاعد الغضب الشعبي في عدن
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
دعا الصحفي فتحي بن لزرق وسائل الإعلام والصحفيين إلى تبني دور أكثر فاعلية في نقل معاناة المواطنين والدفاع عن حقوقهم، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، مؤكدًا أن الإعلام الحقيقي هو الذي يعكس صوت الشعب وهمومه، وليس مجرد أداة لنقل الأخبار دون موقف واضح. جاء ذلك في تصريحات له تزامنًا مع تصاعد الغضب الشعبي في مدينة عدن، حيث خرج المئات في مظاهرات احتجاجية ضد تردي الأوضاع المعيشية وانهيار الخدمات الأساسية.
وأكد بن لزرق أن الإعلام وجد ليكون صوتًا للشارع ومرآة تعكس هموم المواطنين، قائلًا: “من واجب الصحفيين اليوم أن يكونوا في صف الشعب، لا أن يكونوا مجرد متفرجين على معاناته. الإعلام الحقيقي هو الذي ينقل صوت الناس، لا الذي يتجاهل معاناتهم أو ينحاز للسلطة.”
وأشار إلى أن اليمنيين يعيشون أوضاعًا معيشية قاسية، تتفاقم يومًا بعد يوم، مع انقطاع الكهرباء، وانهيار الاقتصاد، وغياب الخدمات الأساسية مثل المياه والصحة والتعليم. ومع ذلك، تغيب أصوات الإعلام عن نقل هذه المآسي بالشكل الذي يفرض تحركًا حقيقيًا لإنهائها. وأضاف: “الصحافة الحرة يجب أن تكون في مقدمة الصفوف لكشف الفساد، وتسليط الضوء على المعاناة، والدفع نحو تحسين الأوضاع.”
وتأتي دعوة بن لزرق في وقت تشهد فيه مدينة عدن موجة من الاحتجاجات الشعبية، حيث خرج المئات من المواطنين إلى الشوارع للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية وإنهاء انقطاع الكهرباء المتكرر، الذي وصل في بعض المناطق إلى أكثر من 20 ساعة يوميًا. كما طالب المحتجون بتحسين الأوضاع الاقتصادية، التي تدهورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتردي قيمة العملة المحلية.
وأكد بن لزرق أن المهنة الصحفية ليست مجرد نقل للمعلومات، بل هي مسؤولية أخلاقية واجتماعية تجاه الشعب. وقال: “أي إعلام يفقد ارتباطه بقضايا الناس يصبح بلا قيمة، لأن الإعلام الحر هو الذي يعكس نبض المجتمع ويدافع عن حقوقه بلا خوف أو تردد.”
وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام انشغلت بالصراعات السياسية وتركت المواطن وحيدًا في مواجهة الأزمات، مما أدى إلى تراجع ثقة الجمهور بالإعلام. وأكد أن الإعلام يجب أن يكون شريكًا للمواطن في معركته من أجل حياة كريمة، وليس مجرد أداة لتبرير الأوضاع أو التغاضي عن الفساد.
وختم بن لزرق تصريحه بالتشديد على أن الإعلام الحر هو الضامن الأساسي لتحقيق العدالة الاجتماعية، وأن الصحفيين يجب أن يتحلوا بالشجاعة في نقل الحقائق، وعدم الانحياز إلا لصالح الشعب وقضاياه العادلة. كما دعا وسائل الإعلام إلى تغطية واسعة لمطالب المحتجين في عدن، وتسليط الضوء على الأسباب الحقيقية وراء تردي الأوضاع، والضغط على الجهات المعنية لتحسين الخدمات وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.