“أبو زرعة المحرمي يتقدم لتمثيل الجنوب في المجلس الرئاسي: هل يحل محل الزبيدي؟
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
في تطورات جديدة على الساحة السياسية الجنوبية، نجح أبو زرعة المحرمي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في تعزيز موقعه كممثل للجنوب في السلطة الموالية للتحالف، متجاوزًا عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية غربية، تم طرح اسم المحرمي من قبل اللجنة الرباعية (السعودية، الإمارات، بريطانيا، الولايات المتحدة) لتمثيل الجنوب، وذلك بسبب نهجه “الوسطي” وعدم تعصبه لخطاب الانفصال الذي يعيق عمل السلطة الموالية للتحالف. وجاء هذا الترشيح بناءً على اقتراح سعودي وموافقة إماراتية.
وأظهر المحرمي خلال الأيام الماضية تحولًا في خطابه السياسي، حيث أعاد تسويق نفسه كممثل “وحدوي” للجنوب، وذلك خلال لقاءاته الدبلوماسية، بما في ذلك لقاء مع السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، حيث وضع علم اليمن الموحد خلفه كرمزية واضحة.
كما أكد مدير مكتب المحرمي، جابر محمد، دعمه للاحتجاجات الشعبية في عدن، والتي حاولت فصائل موالية للزبيدي قمعها، بالإضافة إلى تأييده لعودة الحكومة إلى عدن لتحمل مسؤولياتها. هذه المطالب تتوافق مع شروط رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، الذي طالب بتحييد الزبيدي وعزله عن المشهد السياسي.
وتأتي هذه التحركات في ظل تقارير عن ترتيبات جديدة لهيكلة المجلس الرئاسي، تتضمن تعيين رئيس ونائب رئيس يمثلان الشمال والجنوب، مع احتفاظ الانتقالي بثلاثة مقاعد في المجلس، بينها مقعد المحرمي الذي يُرجح أن يصبح الممثل الرئيسي للجنوب في الفترة المقبلة.
من جهته، هاجم رشاد العليمي، خلال لقاءاته مع دبلوماسيين أجانب، عيدروس الزبيدي واتهمه بعرقلة عودة المؤسسات الحكومية إلى عدن، مطالبًا بتحييده سياسيًا، على غرار ما حدث مع نائبه السابق، هاني بن بريك.
وتسعى اللجنة الرباعية، بدعم من فرنسا، إلى إحداث تغييرات في هيكلة المجلس الرئاسي والحكومة، في محاولة لتعزيز الاستقرار السياسي في المناطق الخاضعة للتحالف.
ويُعتبر المحرمي أحد أبرز الشخصيات المدعومة من الولايات المتحدة في اليمن، خاصة في ظل تراجع الثقة الغربية بالزبيدي، الذي وُصف مؤخرًا بأنه “حصان طروادة” يحاول المناورة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الاستقرار.
هذه التطورات تكشف عن تحولات كبيرة في المشهد السياسي الجنوبي، حيث يبدو أن المحرمي في طريقه لتعزيز نفوذه على حساب الزبيدي، في وقت تسعى فيه القوى الدولية إلى إعادة ترتيب الأوراق السياسية في اليمن.