“كارثة اقتصادية في عدن: الريال اليمني ينهار أمام الدولار وسط غضب شعبي واحتجاجات عارمة”
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، اليوم الثلاثاء، ارتفاعًا كبيرًا، حيث اقترب سعر الدولار الأمريكي من حاجز الـ 2,306 ريال يمني ، مسجلًا بذلك انهيارًا غير مسبوق للعملة المحلية، مما يزيد من معاناة المواطنين الذين يعانون بالفعل من تدهور الخدمات الأساسية وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.
وفي المقابل، ظلت أسعار الصرف مستقرة في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، حيث استقر سعر الدولار عند 537 ريالًا، والريال السعودي عند 140,20 ريال يمني، مما يظهر الفجوة الكبيرة بين المنطقتين في استقرار العملة المحلية.
ويأتي هذا الانهيار في وقت تشهد فيه مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا موجة من الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع احتجاجًا على انقطاع الكهرباء، وانهيار الخدمات الأساسية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية بشكل يومي. وقد أدت هذه الاحتجاجات إلى أعمال شغب وقطع للطرقات في عدة مدن.
ويتزامن هذا التدهور الاقتصادي مع إعلان المملكة العربية السعودية مؤخرًا عن تقديم وديعة بقيمة 300 مليون دولار للبنك المركزي اليمني في عدن، بالإضافة إلى 200 مليون دولار لمعالجة عجز الموازنة. ومع ذلك، لم يظهر أي أثر ملموس لهذه الودائع في تحسين وضع العملة المحلية أو تخفيف الأعباء الاقتصادية على المواطنين.
وأرجع مراقبون اقتصاديون عدم فعالية هذه الودائع إلى أن الجزء الأكبر من هذه الأموال يُنفق على النفقات التشغيلية للحكومة، ورواتب المسؤولين الذين يقيم غالبيتهم خارج اليمن. وبالتالي، لا يتم توجيه هذه الأموال إلى المصارف المخصصة لتحسين الوضع الاقتصادي أو دعم العملة المحلية، مما يجعلها غير قادرة على وقف الانهيار المتواصل للريال اليمني.