منبر كل الاحرار

اقتصاديون يهاجمون قيادة بنك عدن.. لا مجال للتدليس والهروب من المسؤولية 

الجنوب اليوم | خاص

 

حذّر اقتصاديون من تداعيات البيان الأخير الصادر عن بنك عدن بشأن انهيار سعر صرف العملة المحلية في الجنوب. وسُجل اليوم انهيار متسارع لقيمة العملة الوطنية مجددًا مقابل سلة العملات الأجنبية، حيث وصل سعر الدولار في عدن صباح اليوم إلى 2389 ريال يمني للبيع، فيما وصل سعر الريال السعودي إلى 624 ريال يمني للبيع، وفقًا لمصادر مصرفية.

 

وأدى الانهيار الأخير إلى ارتفاع جديد في الأسعار. ووفقًا لمصادر محلية في محافظتي عدن ولحج، فقد وصل سعر كيس الدقيق ظهر الأربعاء إلى قرابة 60 ألف ريال، وهو ما يفوق قدرات المواطنين على تلبية أدنى احتياجات شهر رمضان.

 

وفي هذا الصدد، وصف الأستاذ المساعد بجامعة عدن الدكتور مساعد القطيبي البيان الصادر عن البنك المركزي اليوم بأنه “إخلاء مسؤولية” من قبله تجاه ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية، وعلى وجه التحديد التدهور المريع لأسعار الصرف. وأضاف أن البيان يعكس حالة عدم الانسجام الحكومي، ويبرر عجزه الحالي، ويرمي بالفشل على جهات أخرى. واعتبر أن ما جاء في البيان يفاقم من حالة الإحباط والتذمر لدى عامة الناس في البلد.

 

من جهته، وصف الصحفي الجنوبي ومدير مركز “سوث 24” يعقوب السفياني ما جاء في البيان بأنه يؤكد أن بنك عدن رفع الراية البيضاء أمام المضاربين. وشكك السفياني بجدوى المزادات التي أعلنها بنك عدن خلال الفترة الأخيرة.

 

بدوره، أكد الصحفي عمار أحمد في صفحته على الفيسبوك أن الطلب الحقيقي للعملة الصعبة يأتي من أجل استيراد السلع، ويأتي عبر البنوك التجارية التي تملك أرصدة بالخارج. وأشار إلى أنه منذ مطلع العام، أي خلال أقل من شهر ونصف، أعلن البنك المركزي عن 4 مزادات لهذه البنوك لبيع 140 مليون دولار، لكن حجم العطاءات المقدمة بلغ 79 مليون دولار فقط، بنسبة 56%. ومع ذلك، قفز سعر صرف الدولار الأمريكي من 2070 ريال مطلع العام إلى 2379 ريال مساء اليوم، أي بزيادة تزيد عن 300 ريال.

 

وأوضح عمار خلال تعليقه على تدهور الأوضاع في الجنوب وتسارع انهيار سعر صرف العملة، أن الدولار قفز خلال ساعات وسجل زيادة قدرها 70 ريال، رغم أن البنك أعلن أمس عن مزاد لبيع 30 مليون دولار، واليوم أعلن عن مزاد قادم لبيع 50 مليون دولار. ولفت إلى أن ما يحصل للعملة من انهيار ليس له أي أسباب اقتصادية حقيقية، واصفًا ما يحدث بأنه “مضاربة بالعملة وجريمة”. وأرجع الانهيار إلى فشل إدارة مجلس العليمي وحكومة بن مبارك، متهمًا إياهم بارتكاب جريمة إبادة بحق المواطن في المحافظات الجنوبية. وأشار إلى أن انهيار العملة يعني انهيار حياة الآلاف، إن لم يكن الملايين، في هذه المناطق.

 

وفي الوقت الذي تماهى فيه رئيس مركز الدراسات الاقتصادية مصطفى نصر مع ما جاء في بيان بنك عدن المركزي، وربط أسباب الانهيار الاقتصادي بتوقف صادرات النفط الخام بسبب وقف الحوثيين للتصدير، هاجم الصحفي والخبير الاقتصادي رشيد الحداد قيادة بنك عدن، واعتبر أن ما جاء في مضمون البيان محاولة مكشوفة للهروب من المسؤولية وإقرار بعجز البنك عن القيام بأي دور لوقف الانهيار.

 

ووفقًا للحداد، فإن بيان البنك بشأن الانهيار الحاد الذي يشهده سعر صرف العملة كشف مدى حالة التخبط والارتباك والعجز الذي يعانيه البنك، إذ أسقطت إدارة البنك كل فشلها على الخصوم، متجاهلة أن إدارتها العبثية هي التي أوصلت الوضع إلى حافة الكارثة. وأضاف أن أي مواطن عادي يعاني تداعيات فشل حكومة المرتزقة وفسادها وفشل إدارة البنك في إدارة السياسة النقدية في تلك المحافظات سيسخر مما جاء في البيان.

 

وتساءل الحداد عن دور الحوثيين في انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي في الجنوب، ساخرًا من ادعاءات بنك عدن ومحاولته تحميل صنعاء المسؤولية. وقال في منشور له على صفحته في الفيسبوك: “هل الحوثيون صادروا وتقاسموا الإيرادات في المحافظات الجنوبية؟ هل عطلوا مصافي عدن ومارسوا أنواع الفساد في ملف الكهرباء؟ هل لهم يد في فساد البعثات والسفارات؟ هل يتقاضون مرتباتهم بالدولار ويتقاسمون الإيرادات النفطية وغير النفطية؟ هل هم من أقدموا على استغلال وظائف البنك المركزي لطباعة 5.3 تريليون ريال؟ هل حكومتهم تقيم في الخارج ورئيس حكومتهم يشتري فلل فارهة، ورئيس المجلس الرئاسي يقيم في حي السفارات بالرياض، ومعدل النفقات اليومية لمكتبه تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات؟ هل وزراؤهم يشاركون في مختلف الفعاليات الدولية بهدف هدر أكبر قدر من بدلات السفر؟”.

 

واشار الحداد: “أليس الأحرى بالبنك، إذا وصل إلى حالة العجز الكامل عن وقف انهيار العملة، أن يحمّل الحكومة المسؤولية لعدم قدرتها على استعادة الإيرادات وإدارة الموارد؟ وأن يكشف المستور، وأن يوقف تغطية نفقات تلك الحكومة في الخارج؟ وأن يكشف خفايا المضاربة بالعملة ومن يقف وراءها ودوره فيها، كونه يقوم بالمضاربة بالعملة على المزادات العلنية لبيع الدولار بأسعار توازي أسعار بيع وشراء السوق السوداء؟”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com