قيادات الحراك بين كماشة حلف 94م والإمارات
الجنوب اليوم
كتب المقال | سليم المغلس
اخيرا اتضح للكثير من ابناء الجنوب ونخبه السياسية وقيادات الحراك ان الإمارات خدعتهم وانها تمكنت من استخدامهم لمشاريعها ومشاريع اسيادها في السيطرة على بعض المناطق الساحلية والجزر والمواقع الاستراتيجية مقابل أوهام حاولت تسويقها في الشارع الجنوبي توحي بتمكينهم من الجنوب الأرض والقرار
ووراء هذا ذهبت قيادات الحراك ومعها جماهيرها لخوض معارك الامارات و السعودية واسيادها البريطانيين والامريكيين ، وتقديم أبناء الجنوب قربانا لها بالمجان بل على حساب قضيتهم الجنوبية التي حاولت الإمارات استدراجهم إلى معارك ومواقف تضرب قضيتهم وتفرغها من مضمونها خصوصا مع دفع أبناء الجنوب للمحرقة في المخا والخوخة وكذا في الحدود السعودية خارج نطاق الجغرافية الجنوبية التي يدعوا انها حد لعدالة مطالبهم وقضيتهم حسب قولهم
بدأت الامارات في التخلي عن الحراك ومايسمى بالمجلس الانتقالي وذهبت لتقدم الحراك الجنوبي وقضيته قربانا لتحالف 94م (الاصلاح وهادي وبعض قيادات المؤتمر )
الامارات لم تغفل عن مثل هذه اللحظات وهذا الظرف بل فعلت حسابها من بداية الامر حيث عملت ونجحت في تفخيخ المجلس الانتقالي والأحزمة الأمنية وجيوش النخب بشخصيات تحمل التوجه السلفي والطائفي والمناطقي وغير ذلك ممن ليس لهم أي صلة بالقضية الجنوبية والارتباط بها بشكل مباشر بما يسحب البساط على الحراك
ولم يتبق لدى الحراك إلا قليلا من القوات الأمنية والعسكرية
وفي هذا المنعطف تهتز ثقة أبناء الجنوب بقيادات الحراك الجنوبي جناح البيض الذين كانوا يعولون عليها الكثير فهاهي حاليا بين كماشة تحالف 94 والامارات
فأمامها خيارات صعبة وهي :
– امتلاك هذه القيادات الحراكية الجرأة الكافية وايضاح الحقيقة للناس والرجوع عن الخطأ والاعتذار لجماهيرها ورد الاعتبار لدماء الجنوبيين وآلامهم وللقضية الجنوبية واعلان تصحيح مسارها
– القبول بالاحتواء والتخدير الاماراتي وتحويل دورها الى دور سياسي باهت ومن ثم التلاشي
– الدخول في مغامرة بمواجهة عسكرية ضد الاصلاح وهادي ومن معهم وبدون الغطاء الإماراتي
– التواري عن المشهد وترك الساحة الجنوبية تفرز غيرها من القيادات الشابة المتطلعة وتتصدر القضية
– البحث عن المنقذ لها من الأطراف الأخرى المحلية والإقليمية والدولية والدخول في تحالفات جديدة معها
فأي الخيارات منها ستختار وهل تستطيع من خلالها الحفاظ على شعبيتها وجماهيرها ؟ ؟
وبخذلان الإمارات للحراك هل قيادات الحراك ستخذل جماهيرها ؟ ؟ سنراقب ذلك خلال المرحلة القادمة.
المقالات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها وليس بالضرورة عن سياسة الموقع