منبر كل الاحرار

تقرير يكشف: تلوث نفطي ممنهج في شبوة ومسؤولية التحالف في الكارثة البيئية

الجنوب اليوم | شبوة 

كشفت وثائق وتقارير بيئية سرّبتها مصادر متخصصة عن كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة في محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن)، تُهدد حياة آلاف المواطنين، جراء التلوث النفطي المستمر منذ سنوات من خط أنبوب نفط متهالك، تُسيطر عليه فصائل موالية للتحالف السعودي الإماراتي. وتتهم التقارير السلطات المحلية والحكومة التابعة للتحالف بـ”التواطؤ” في تفاقم الأزمة، عبر إهمال صيانة البنية التحتية وقمع أي محاولات لكشف الحقائق.

 

أنبوب الموت: تسرُّبات تنشر السرطان وتدمر الحياة

أكدت المصادر أن خط الأنبوب الناقل للنفط الخام من حقول عياذ بمديرية جردان إلى ميناء النشيمة الساحلي (المُسيطر عليه إماراتياً) تحوّل إلى “قنبلة بيئية موقوتة” بسبب تآكله منذ ثمانينيات القرن الماضي. التسربات المستمرة تسببت في تدمير المياه الجوفية والسطحية، وتلويث مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ما أدى إلى:

– انتشار أمراض سرطانيةبنسب مرعبة بين السكان، خاصة في المناطق القريبة من الخط.

– انهيار الزراعة والرعيبعد تسمم التربة، وتراجع خصوبتها بنسبة 70%.

– تدمير الثروة السمكية في بحر العرب بسبب تسرب النفط إلى السواحل.

 

 سلطات محلية تُعاقب المبلِّغين بدلاً عن المعالجة!

وفقاً للوثائق، حاول مهندسون بيئيون إثارة الانتباه إلى الكارثة، لكن السلطات المحلية التابعة للتحالف قابلت المطالبات بـ”الرصاص والتهديد”. وأبرز الحالات كانت إقالة المهندس محمد سالم مجور، مدير مكتب البيئة في شبوة، بعدما أعدّ تقريراً علمياً يوثق الكارثة، ويحذر من تحول المحافظة إلى “منطقة غير صالحة للحياة”. مصادر محلية أفادت بأن “الفساد المالي المتعلق بإدارة الموارد النفطية هو السبب الرئيسي في تجاهل المشكلة”، مشيرة إلى أن الفصائل الموالية للإمارات تُحوّل عائدات النفط إلى حسابات خارجية، دون استثمار أي جزء في تحسين البنية التحتية أو الصحة العامة.

شركات أجنبية تنسحب دون مسؤولية

كشفت الوثائق أيضاً عن انسحاب **الشركة النمساوية** العاملة في القطاع النفطي (S2) من منطقة العقلة) بشكل مفاجئ، دون سداد رواتب العشرات من الموظفين اليمنيين، أو دفع تعويضات عن الأضرار البيئية التي تسببت بها على مدى سنوات. وأشارت التقارير إلى أن الشركة أبلغت العاملين بإنهاء عقودهم عبر رسائل نصية، في خطوة وصفتها المصادر بـ”الاستهتار بحياة اليمنيين”.

نداءات استغاثة.. وخبراء يحذرون: “شبوة قد تُصبح مدينة أشباح

دعا خبراء بيئيون إلى تدخل عاجل من منظمات دولية لـ:

1. نقل الخط النفطي بعيداً عن المناطق السكنية.

2. تعويض المتضررينوعلاج المصابين بأمراض سرطانية.

3. محاسبة الفصائل والشركات المتورطة في التلوث المتعمد.

وحذروا من أن استمرار الإهمال قد يؤدي إلى نزوح جماعي، أو انقراض مجتمعات بأكملها بسبب تلوث الهواء والماء والغذاء.

 

صمت دولي مُريب.. وسكان: “التحالف شريك في الجريمة”

فيما تصمت المنظمات الدولية عن الكارثة، يوجه السكان اتهامات مباشرة للتحالف السعودي الإماراتي بـ”التواطؤ” عبر دعمه لفصائل تُسيء إدارة الموارد، وتمنع أي تحقيقات مستقلة. أحد المزارعين في مديرية رضوم قال لمراسلنا: “النفط يسرقونَه، والأرض تموت، ونحن ندفن أطفالنا بسبب السرطان.. أين حقوق الإنسان؟”.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com