منبر كل الاحرار

الجنوب يستقبل شهر رمضان بغلاء فاحش وأزمات قاهرة والغضب يعود للشارع  

الجنوب اليوم | تقرير

استقبلت المحافظات الجنوبية شهر رمضان المبارك بأزمات خانقة في مادة الغاز المنزلي وتدهور في الخدمات العامة، وأبرزها الكهرباء، يضاف إلى ذلك ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار المواد الغذائية تفوق قدرات المواطن الجنوبي نتيجة انهيار سعر صرف العملة المحلية في عدن وفشل الحكومة في وقف انهيارها. كما شهدت المحافظات الجنوبية تراجعًا حادًا في مستويات دخل الأسرة إلى أدنى المستويات. ونتيجة لذلك، استأنف المواطنون في عدن ولحج والمكلا احتجاجاتهم خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، معبرين عن رفضهم المطلق للوضع الذي وصل إليه الجنوب.

 

شهدت مدينة عدن وعدد من المدن الجنوبية موجة سخط شعبي واسع جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية مع حلول شهر رمضان، وسط تجاهل الحكومة التي أعادت السعودية رئيسها إلى مدينة عدن ليستخف بمعاناة المواطنين. وقد وجه رئيس الحكومة، أحمد بن مبارك، توجيهات للسلطات المحلية في المحافظات التي تقع في نطاق سيطرة حكومته، داعيًا إياهم إلى مراقبة الوضع التمويني والسعري للسلع الأساسية. هذه التوجيهات جاءت في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة حكومته أشد أزمة معيشية وخدمية على الإطلاق.

 

فقد عاش سكان عدن أزمة حادة في الغاز المنزلي، مما ضاعف أعباءهم المعيشية وفاقم معاناتهم، خصوصًا في أول أيام شهر رمضان. وهذه الأزمة مفتعلة، يديرها قيادات نافذة تحقق مكاسب كبيرة على حساب ملايين المواطنين، وبغطاء حكومي واضح، إذ لم تتخذ الحكومة حتى الآن أي إجراء سوى الاحتفاء بتوجيهات بن مبارك.

 

أثارت الأزمات معاناة المواطنين مع أول أيام الشهر الكريم، وطالت أزمة الغاز المنزلي، حيث بلغت أسعاره في عدن مستويات قياسية. ومع انتشار السوق السوداء، كانت الأسعار خلال الساعات الأخيرة هي الأكبر. كما امتدت هذه الأزمة إلى قطاع المواصلات العامة في مدينة عدن، التي سجلت بدورها ارتفاعًا غير مسبوق في رسوم النقل. وبحسب المصادر، فقد رفع سائقو الباصات رسوم النقل داخل المدينة للمشوار الواحد إلى 700 ريال. وحالت الرسوم الجديدة دون تنقل العديد من المواطنين العاجزين عن تسديدها بفعل أزمة المرتبات.

 

وتشهد معظم المحافظات الواقعة تحت سيطرة فصائل التحالف السعودي الإماراتي أزمة حادة في مادة الغاز المنزلي، حيث تزامن أول يوم من شهر رمضان المبارك مع مشاهد الطوابير الطويلة التي اصطفت أمام محطات تعبئة الغاز، وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار في السوق السوداء. وقد ضاعف ذلك من معاناة المواطنين. ووفقًا لمصادر محلية، فإن الأزمة شملت عدة محافظات، أبرزها عدن، لحج، أبين، الضالع، شبوة، تعز، ومأرب، حيث بلغ سعر أسطوانة الغاز المنزلي ما بين 10,500 إلى 11,500 ريال يمني، وهو ارتفاع كبير مقارنة بالسعر الرسمي المحدد سابقًا، مما أدى إلى سخط شعبي واسع في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة المحلية.

 

اتسعت حالة الغضب الشعبي خلال الساعات الماضية من عدن إلى المكلا، التي شهدت احتجاجات واسعة ضد الانقطاعات المستمرة والطويلة للتيار الكهربائي. وجابت مسيرة حاشدة شوارع مدينة المكلا، تنديدًا بالانقطاعات المتكررة للكهرباء وتجاهل المسؤولين لمعاناة المواطنين، خاصة مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. وقد أمهل المتظاهرون السلطة المحلية لاتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين الخدمات الأساسية، وخاصة الكهرباء التي تشهد تدهورًا مستمرًا في حضرموت، متوعدين بالتصعيد في احتجاجاتهم في حالة استمرار تجاهل معاناتهم الناجمة عن الانقطاعات الطويلة للكهرباء، التي أصبحت تهدد حياة كبار السن والمرضى، خاصة المصابين بأمراض مزمنة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com