منبر كل الاحرار

ناشطون ينددون ببناء مطار إماراتي في جزيرة عبد الكوري: “استهداف للسيادة اليمنية”

الجنوب اليوم| تقرير

 

تصاعدت انتقادات واسعة من ناشطين إعلاميين واقتصاديين يمنيين ضد المجلس الانتقالي الجنوبي (المدعوم إماراتياً)، متهمين إياه بـ”التخلي عن السيادة اليمنية” لصالح الإمارات، عبر تسهيل إنشاء مطار في جزيرة عبد الكوري غير المأهولة، ضمن أرخبيل سقطرى، وسط مخاوف من تحويله إلى منشأة عسكرية تخدم أجندات خارجية.

 

وجاءت هذه الانتقادات بعد افتتاح مسؤولين يمنيين في الحكومة المعترف بها دولياً (المنتمين للمجلس الانتقالي)، يوم الأربعاء، مطار الجزيرة، الذي أثار جدلاً بسبب إعلان هيئة الطيران المدني اليمنية سعيها لمنحه “كوداً مستقلاً” عن المطارات اليمنية، ما يعزز شكوكاً حول نية الإمارات السيطرة عليه عسكرياً.

 

مطار أم قاعدة؟

وصف ناشطون ما يحدث في الجزيرة بـ”الجريمة المكشوفة”، مشيرين إلى أن إنشاء مطار مدني في منطقة غير مأهولة بالسكان وبدون مشاريع تنموية يخفي أهدافاً عسكرية. وأكدوا في تدوينة مشتركة عبر منصة “إكس” أن المطار جزء من “قاعدة عسكرية إماراتية قيد الإنشاء”، متهمين السلطات اليمنية والانتقالي بقمع أي صوت معارض.

 

تحذيرات من تفكيك اليمن

أعرب علي مبارك محامد، الناطق باسم لجنة اعتصام أبناء المهرة، عن استنكاره للخطوة، واصفاً إياها بـ”الكارثة الوطنية”، ومحذراً من أن الإمارات تعمل عبر الانتقالي على “تفكيك اليمن واحتلال أراضيه”. وتساءل: “كيف يُبنى مطار في جزيرة بلا سكان؟ الحقيقة أنه مشروع عسكري لتعزيز السيطرة على سقطرى”.

 

من جهته، كشف الناشط علي النسي عن أن الإمارات بدأت ببناء منشآت عسكرية في سقطرى منذ 7 سنوات، مشيراً إلى أن تحذيرات النشطاء لم تُجدِ نفعاً. وأضاف: “التساؤل اليوم: لماذا الضجة حول افتتاح مطار عسكري إماراتي بحضور قيادات الانتقالي ومقاتلين أفارقة؟”.

 

مخططات إقليمية ودولية

ارتفعت وتيرة التخوفات من تدويل الأزمة، خاصة بعد اتهامات للناشط أحمد توفيق بأن الإمارات حولت سقطرى إلى “ساحة لإسرائيل”، مؤكداً أن القواعد العسكرية في عبد الكوري ستُستخدم من قبل القوات الأمريكية والإسرائيلية. وأكد تقرير سابق لمجلة “مارتيم إكسكيوتف” الأمريكية أن أعمال البناء تسارعت مؤخراً، مع إنجاز مدرج بطول 1800 متر، ما يعزز احتمال تحويله إلى قاعدة جوية.

 

نداءات للتصدي

دعا الناشطون كافة الأطياف اليمنية إلى التحرك لوقف “البيع الممنهج للأرض”، محذرين من أن الصمت يجعل اليمن “عرضة للتمزيق”. وأكد محمد بلحاف من المهرة أن “الاحتلال لم يعد إماراتياً فحسب، بل أصبح أمريكياً وإسرائيلياً”، مطالباً بوقفة وطنية عاجلة.

 

خلفية الأزمة

تأتي هذه التطورات في ظل سيطرة الانتقالي المدعوم إماراتياً على محافظة سقطرى منذ سنوات، بينما تتهم تقارير دولية الإمارات بالعمل على تعزيز نفوذها في الجزر اليمنية الاستراتيجية، لا سيما مع تقاربها مع إسرائيل ووجود مصالح عسكرية مشتركة.

 

يُذكر أن الحكومة اليمنية لم تصدر حتى الآن أي موقف رسمي حازم تجاه هذه الخطوات، ما يزيد من مخاوف الناشطين من استمرار “الانهيار السيادي” لليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com