بدعم سعودي وتواطؤ حكومي.. حضرموت تتجه للانفصال..  

الجنوب اليوم | خاص

بعد لقاء جمع رئيس حلف حضرموت، عمرو بن حبريش، مع وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأسبوع قبل الماضي، يتجه الحلف القبلي المدعوم من السعودية لتحشيد أبناء حضرموت السبت القادم للاستفتاء على تنفيذ الخطوة الأولى من خطوات إعلان دولة حضرموت، والتأكيد على أحقيتها في حكم ذاتي كخطوة أولى يليها إعلان الاستقلال الكامل عن اليمن.

مصادر محلية في محافظة حضرموت أكدت أن حلف القبائل المدعوم سعوديًا دعا جميع قبائل المحافظة للمشاركة في اللقاء العام لحلف قبائل حضرموت بمنطقة العليب، وأشارت إلى أن الترتيبات التي يجريها الحلف القبلي كبيرة وتهدف، بناءً على مخرجات الحشد القبلي، إلى فرض الحكم الذاتي بالقوة.

هذا التوجه الذي يأتي في إطار تحرك سعودي لتنفيذ مخطط سابق يهدف من خلاله إلى إعلان دولة حضرموت ووضعها تحت وصاية الرياض، يجري وسط صمت وتواطؤ واضح من قبل المجلس الرئاسي والحكومة التابعة له، مما أثار جدلًا واسعًا في أوساط الموالين للمجلس الانتقالي الجنوبي خلال الساعات الماضية.

واعتبر العشرات من الناشطين الجنوبيين ما يسعى إليه حلف قبائل حضرموت خطوة متقدمة مضادة لمشروع استعادة الدولة التي يدعو لها الانتقالي. وفي اتجاه آخر، هاجم المجلس الانتقالي الجنوبي عبر ناشطيه تحركات رئيس حلف قبائل حضرموت عمر بن حبريش، واتهموه بتنفيذ أجندات خارجية مناهضة لمشروع استعادة دولة الجنوب.

إلا أن ناشطين حضارمة مؤيدين لخطوات الحلف التدريجية نحو استقلال حضرموت وإعلان المحافظة النفطية الواقعة على البحر العربي دولة مستقلة، أرجعوا توجه أبناء حضرموت نحو الحكم الذاتي نتيجة لفشل الانتقالي في تحقيق مشروعه وفي استعادة الدولة، متهمين الانتقالي باستغلال القضية الجنوبية للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية، خاصة لفئة محدودة من قادة المجلس.

وفي الوقت الذي يقول حلف قبائل حضرموت إنه يسعى لانتزاع حكم ذاتي في إطار الدولة اليمنية حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام، ودفع الناشطين التابعين له بترويج رسائل تهدئة، قال فيها إن لقاء السبت القادم يخص حضرموت وكل أطياف المجتمع الحضرمي، وأن هذا اللقاء الموسع ليس نكاية بأحد أو لأغراض سياسية أو خاصة، بل لأجل مطالب عامة تخدم حضرموت وأمنها واستقرارها وخدمة مواطنيها وتحسين معيشتهم. إلا أن حجم اللقاء القبلي وإعداد القبائل التي أعلنت مشاركتها فيه يعكس وجود تمويل كبير لإنجاح اللقاء.

وفي هذا الإطار، قال مقربون من حلف قبائل حضرموت إن اللقاء الذي سيجري السبت ليس لقاءً عابرًا، بل لقاءً مهمًا سيرسم فيه أبناء حضرموت مستقبل حضرموت، وهو بمثابة استفتاء شعبي مباشر سيشارك فيه أبناء حضرموت من كافة مديريات المحافظة لتأكيد أحقيتهم في حكم ذاتي.

وجاء التحرك الحضرمي الأخير في أعقاب رصد تحرك عسكري لحلف قبائل حضرموت، حيث تمكن الحلف من فرض السيطرة على منابع النفط في المحافظة والتحكم بها.