التفاصيل الكاملة لجريمة شبوة.. المصلوب اليافعي ليس إرهابياً.
الجنوب اليوم | خاص
بعد ثلاثة أيام من جريمة القتل والصلب والتمثيل بجثة القتيل من قبل قوات مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، انكشفت الحقيقة وتبين أن الضحية لا علاقة له بالإرهاب بل تعرض لأبشع عمل إرهابي في تاريخ الجنوب.
الشاب القتيل يدعى همام اليافعي، كان يعمل في محل لبيع الجوالات في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، لا علاقة له بالصراع السياسي ولا ينتمي لأي حزب أو تكتل جنوبي، بل ينتمي للشعب الجنوبي. إلا أن قائد قوات مكافحة الإرهاب في أبين، عبدالرحمن الشنيني – المطلوب دولياً حسب بعض التقارير – تعمد تلفيق تهمة الإرهاب للشاب اليافعي. ولكونه يدرك أن جريمته بشعة وأنها ستكشف أمام الرأي العام، قام بتوثيق جريمته داخل منزل القتيل اليافعي، وزعم أن الشاب كان يحمل سلاحاً وأنه أطلق النار على القوات. وفي أعقاب ذلك قام بصلب جثة الشاب على سيارة مكشوفة والتمثيل بها في محافظتي شبوة وأبين، ما أثار ردود أفعال محلية وحقوقية واسعة.
التفاصيل التي أخفاها المدعو عبدالرحمن الشنيني وقوات دفاع شبوة التي تولت محاصرة منزل الضحية ومنعت الدخول والخروج إليه لم تدوم طويلاً، وسرعان ما انكشفت وانكشف المجرم الحقيقي. فالشاب المصلوب على ظهر مدرعة إماراتية، قتل بشكل مباشر أثناء قيامه بفتح الباب بطلب من قوات مكافحة الإرهاب التابعة للانتقالي في عتق. وفور قيامه بفتح الباب تم إطلاق النار عليه بشكل فوري وتم اقتحام منزل أسرته وترويع النساء والأطفال ومنع أسرته من مشاهدة الجثة. وفور خروج قوات الشنيني تم سحل جثة القتيل اليافعي بشكل مهين، ووسط احتفاء كبير بالجريمة تم الانسحاب من جوار المنزل على وقع إطلاق نار كثيف.
بالجريمة التي صدمت كافة أبناء الجنوب، كشفت السقوط القيمي لفصائل الانتقالي. قوات دفاع شبوة شاركت في الجريمة منذ اللحظات الأولى وعملت على شرعنة ما حدث مدعية أن الشاب اليافعي واجه الحملة المشتركة التي داهمت منزل أسرته وسط مدينة عتق الأحد الماضي. وسارعت قوات دفاع شبوة بتبرير الجريمة في بيان صادر عنها مساء الأحد، زعمت فيه أن اليافعي عنصر ينتمي لتنظيم إرهابي، وهي محاولة لشرعنة جريمة الشنيني التي هزت الجنوب وأثارت سخطاً شعبياً واسعاً، وصار مرتكبوها مجرمون مطلوبون للعدالة.
خلال الساعات الماضية، تصاعدت المطالبات الحقوقية بسرعة القبض على المجرم عبدالرحمن الشنيني قائد قوات مكافحة الإرهاب، وتسليمه للعدالة باعتباره مجرم بنظر القانون. وارتفعت التحركات القبلية في يافع لاتخاذ الإجراء المناسب ضد الجناة والقتلة.
وحتى اللحظة لم يصدر عن الانتقالي أي تعليق، إلا أن تمسك الانتقالي بالشنيني سيضاعف السخط ضده وسيكون المسؤول الأول أمام الشعب عما حدث من إرهاب ضد همام اليافعي وأسرته. والجريمة مست بقبائل يافع برمتها وأساءت لكافة أبناء الجنوب.