حرب باردة بين الرياض وأبو ظبي تتسبب بانهيار صرف الريال اليمني ؟
الجنوب اليوم | خاص
حرب باردة بين السعودية وحلفائها ” الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته ” ودولة الإمارات العربية المتحدة وحلفائها ” المجلس الإنتقالي الجنوبي من جهة وجناح المؤتمر الشعبي العام الموالي للإمارات في صنعاء من جهة في صنعاء تسببت بتدهور أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية إلى 500 ريال مقابل الدولار الواحد .
إنتقال الصراع بين الغير مباشر بين الرياض وابو ظبي عبر ادوات الدولتين التلين تحاربان في اليمن تحت شعار إستعادة الشرعية اليمنية من الصراع المباشر في عدن وصنعاء ، إلى الصراع غير المباشره عبر سحب العملات الصعبة من الاسواق اليمنية من الشمال عبر خلايا جناح طارق صالح وهم ممن يديرون أموال حزب صالح من التجار وفي الجنوب عبر صرافين وبنوك موالين للإمارات .
ذلك التحول في صراع ابو ظبي والرياض غير المباشر في اليمن واتجاهه من المظاهرات واحداث اضطرابات في الجنوب والشمال بعد فشل مخطط الإمارات في صنعاء بالانقلاب على الحوثيين عبر تحريك جناج ابو ظبي بقيادة طارق صالح وإشراف وزير الدولة للشئوون الخارجية الإماراتي أنور قرقوش ، وكذلك إتجاه الحاكم العسكري في عدن نحو الحرب الباردة بعيداً عن التصادم مع حكومة هادي وذلك بعد أن طردت أكثر من مرة وحجم دورها واصبحت أسيرة تعيش في قصر المعاشيق دون أن تمتلك أي سلطة في عدن والمحافظات الأخرى الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية لهادي أفتراضاً .
في الاونه الاخيرة اتجهت الإمارات نحو سحب العملة الاجنبية من السوق المحلي في الاسواق اليمنية وذلك بهدف إسقاط اي دور لحكومة هادي وذلك بعد تهديدات من قبل موالين لأبو ظبي باسقاط حكومة بن دغر ، حيث يهدف مخطط أبو ظبي إلى ضرب القيمة الشرائية للعملة الوطنيةاليمنية في الشمال والجنوب وتحميل حكومة بن دغر كامل المسئولية ودفع الشعب اليمني في الجنوب إلى المطالبة باسقاطها وتنظيم مظاهرات مناهضة وتحمليها كامل أفشال البنك المركزي اليمني في عدن في حماية العملة اليمنية والحفاظ على الإستقرار المعيشي للمواطن اليمني .
ذلك الخلاف جاء عقب رفض حكومة هادي إعتماد كافة القوات التي جندتها الإمارات لصالحها والتي تعمل خارج نطاق وسيطرة حكومة هادي ، فالإمارات أتهمت حكومة هادي بنهب أكثر من 270 مليار ريال وصلت عدن قادمة من روسيا وصرفتها بشكل غامض ، ولم تصرف رواتب موظفي الدولة ، ودفعت القوات الموالية للإمارات التي هددت باقتجام مبنى وزارة المالية في عدن إلى قيام مكتب وزارة المالية في عدن باحراق الارشيف بالدور الرابع قبل عدة أشهر خوفاً من ضبط وثائق تدين تلاعب حكومة هادي بالمال العام ، يضاف إلى قيام حكومة هادي بأفراغ البنك المركزي من أي دور بعد أن سيطرة الإمارات على البنك أمنياً واصبحت إدارة البنك تنفذ توجيهات الحاكم العسكري في عدن ، ولذات السبب قامت حكومة بن دغر بنقل أموال ضخمة من العملات المطبوعة في روسيا بطريقة سرية إلى قصر المعاشيق بعد أن تعثر نقلها إلى البنك المركزي .
إلى ذلك وفي ظل تصاعد اسعار صرف الدولار الامريكي في اسواق عدن وتصاعد الاسعار ،طالب نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، رئيس حكومة هادي الدكتور احمد عبيد بن دغر بتقديم استقالة حكومته، اثر فشل فشلها في ادارة امور المناطق المحررة .
وقال “بن بريك”، في تصريح نشره عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر ” على رئيس الوزراء بن دغر أن يقدم استقالة حكومته فوراً، ويستحي من فشل حكومته الذي لا يمكن معه ان يبقى من يحترم نفسه وسمعته”؛ اثر فشلها الذريع في ادارة المناطق المحررة .
وحمل في تصريحه الرئاسة اليمنية المسؤولية امام فشل حكومة بن دغر، قائلا: ” تتحمل الرئاسة كل تلك المخازي مستغله شرعيتها التي تحرج بها التحالف”؛ مشيراً الى ان الشرعية اليمنية مستمرة في ابتزاز دول التحالف العربي مستغله شرعيتها ، واختتم تصريحه مؤكداً انه: ” لن يقف الشعب عاجزاً لحماية لقمة عيشه، ولن يكون المجلس الانتقالي الا مع الشعب ” .
وتشهد المناطق المحررة تدهور اقتصادي كبير جدا، وسط عجز الحكومة الشرعية من ايجاد حلول لذلك .
ومن خلال تهديد بن بريك الذي يكشف عن بحث الإمارات عن مبرر لتحريك الشارع الجنوبي الساخط على ممارساتها ضد حكومة هادي وبقيادة اداتها الممثل بالمجلس الإنتقالي الجنوبي .
الحرب الباردة التي تقودها الإمارات في عدن وصنعاء ضد اليمنيين تتوافق مع اهداف السعودية التي أعلنت عن تقديم 2 مليار دولار وديعة للبنك المركزي ومن ثم تنصلت عن التزامها لتعارضة مع الاهداف المرسومة لحربها في اليمن والتي تسعى من خلالها إلى تدمير اليمن اقتصادياً ومالياً حتى تضمن عدم نمو هذا البلد الفقير وتستطيع أعادة فرض وصايتا عليه عبر شراء ولاءات في الداخل اليمني تحافظ على مصالحها التي لاتخرج عن إبقاء اليمن دولة فقيرة ومتخلفه وتعيش الحروب الداخلية والازمات الداخلية .