الجنوب اليوم ينفرذ بنشر قصة استعمار عدن ويرصد اوجة الشبة بين الاستعمار القديم والجديد
الجنوب اليوم | خاص
بالتزامن مع ذكرى إحتلال عدن من قبل الاستعمار البريطاني في التاسع عشر من العام 1839م ، يعود الاحتلال برئاسين الاول إماراتي والاخر سعودي فبعد أن هيئة الإمارات عدن والجنوب لاحتلال شامل من خلال الضغوط والإنتهاكات والاعمال الاستفزازية التي تمارسها في عدن وفي محافظات جنوبية من خلال ايادى محلية الصنع صنعت من قبل أبو ظبي وحولتها إلى ادوات قمعية وتسلطية ضد أبناء الجنوب تنفذ توجهات الإمارات ومؤامرات المحتل الجديد ، فتقتل المناهضيين لأبو طبي من قيادات دينية وسياسية وامنية وعسكرية جنوبية ، وتعتقل الشباب والشيوخ وتزج بهم في سجون سرية إماراتية تشبة في وحشتها وممارسات سجانيها معتقلي غوانتاموا ومعتقل ابو غريب ، دخلت السعودية خلال الايام الماضية كشريك جديد في استعمار الجنوب ولكن الرياض التي التزمت الصمت حيال النفوذ الإماراتي في عدن والجنوب على الرغم من التنسيق المسبق مع الإمارات على انتهاك الجنوب وتدميير قضيته العادلة ، يقدم نفسة اليوم كمنقذ للجنوب وأهلة بعد أن قدم لحكومة هادي 2 مليار دولار كوديعة مالية مشروطة بتسليم محافظة المهرة البوابة الشرقية للبلاد وملفها الأمني والعسكري للجانب السعودي من جانب وانشاء قاعدة عسكرية سعودية بين عمان والمهرة ووصول الحاكم السياسي والمدني السعودي محمد آل جابر، إلى مدينة عدن .
المستجدات الجديدة التي شهدتها عدن كشفت عن وجود إتفاق سعودي إماراتي على استعمار الجنوب وتقاسم الادوار المحتلين الجدد ، حيث تقوم الإمارات بالتحكم بالملفين الأمني والعسكري مقابل قيام السعودي بإدارة الملف السياسي والإقتصادي بشكل كامل فمن يحتل عدن يحتل الجنوب .
تلك التطورات الاخيرة والخطيرة تاتي في ذكري استعمار عدن في 19يناير 1839م من قبل الاحتلال البريطاني والتي كان الاسباب الاساسية لذلك الأستعمار التي بدأت عندما حصل حادث السفينة داريا دولت كان القائد البريطاني ( Stafford Bettesworth Haines )ستافورد هينز في مهمه استطلاع في البحر الأحمر بالقرب من المخا ، وقد تسبب حادث السفينة في سرقه ثلث البضائع وقد كان يباع الباقي بثلث قيمته الحقيقية نيابه عن السلطان ، طلب هينز من السلطان حمايه ما تبقى من البضائع حتى يتم اتخاذ قرار من قبل السلطه في الهند ، كانت فرصه السلطه في الهند للضغط على السلطان للتنازل لعدن لهم وبشروطهم .
في نوفمبر عام 1837 أرسلت السلطات البريطانيه في بومباي هينز للتفاوض لاستعادة المبالغ والبضائع التي كانت في السفينة وكذلك بداية للتفاوض على أخد عدن .
وصل هينز الى عدن بواسطه السفينة Coote في تاريخ 28ديسمبر 1837 وكان اول لقاء له مع السلطان في 4يناير 1838 وقد طلب في اللقاء استعاده البضائع او مبلغ 12000دولار ، أعاد السلطان فقط 7809 دولار فقط ، وقد وقع محسن قيمه الدين المتبقي عليه ، وبعد ذلك ارسل هينز وثيقه شراء عدن ويضمن له حمايه الدين والاستقلال وإعطائه الحق في الإقامة في عدن وإبقاء منزلين والحماية البريطانيه له وللسفن التي تحمل بضائع السلطان ورفع العلم البريطاني عليها وما على السلطان فقط هو وضع السعر الذي يناسبه .
في المقابل اقترح السلطان معاهده معهم واعتبارهم حلفاء ، ولكن استمر هينز بالضغط على السلطان
التقى السلطان وهينز مرة أخرى في 13 يناير لمناقشة ترتيبات نقل، وانتهى الاجتماع على ما يبدو بما يرضي البريطانيين.
كان السلطات البريطانيه بانتظار وضع سعر مقابل عدن ولكن كان رد السلطان انه يفضل الموت ولا يبيع عدن .
اقترح السلطان إعطاء البريطانيين عائد سنوي من دخل الميناء وقال لهم انه دخل الميناء السنوي 50000 وقد استخف البريطانيين بالمبلغ لانه لم يكن حقيقي وقالوا له دخل الميناء فقط 8700 دولار ، عاد هينز الى بومباي في يناير 30 دون توقيع الاتفاقية .
أصر البريطانيين على احتلال عدن ، عاد هينز الى عدن في اكتوبر ومعاهده معدله للسلطان وكان رد محسن انه وكل ابنه الاكبر احمد ، ارسل هينز نص الاتفاقيه معدله لأحمد ونصحوه بدراسه الاتفاقية وخصوصا انها تضم 8000 دولار سنوي للسلطان ، لم ياخد احمد بنصيحة البريطانيين وأمر والده بعدم تقديم تسهيلات للسفينة Coote ، رد البريطانيين بحصار عدن وقد قدم السلطان الفضلي الجار والعدو لتزويدهم بالماء والحطب والغذاء ،
تطور الوضع بين الجانبين وقد طلب السلطان هدنه لمده عشره ايام وافق هينز على عقد سلام على ان يسبقه تسليم عدن للبريطانيين ولكن عرض السلطان تسليم نصف البلده مقابل 8000 دولار ولم يقبل البريطانيين ذلك ، طلب البريطانيين اعتذار من السلطان وقدم اعتذار ولم يكن اعتذار مرضي للبريطانيين ، تجاهل السلطان مقترح اخر من البريطانيين وحاول طلب دعم السلطان الفضلي ولكن فشل في ذلك .
ارسل هينز رساله لبومباي يوضح عدم تعاون السلطان معه وقال هينز انه عند مشاهدة السلطان للقوات ربما يعيده الى رشده وفعلا تم حشد ما يقارب من 750 جندي وطلب هينز من السلطان الاستسلام قبل الغروب وتقديم اعتذار وكان ذلك في 16يناير ولكن طلب السلطان إعطائه سته ايام مهله للتداول رفض هينز المهله وقال ان السلطان يريد تجميع الرجال والسلاح للمواجهة في 19 يناير تم الهجوم ودخول عدن .
ما اشبة اليوم بالبارحة ., فثمة اوجة شبة بين الماضي والحاضر فاليوم عدن محتلة بطريقة أكثر قبحاً مما تعرضت له في الماضي .