طبول الحرب تقرع في عدن وتوتر خطير ينذر بـ 13 يناير جديد
الجنوب اليوم | تقرير خاص
يقترب العد التنازلي للمهله التي أطلقها المجلس الإنتقالي الجنوبي للرئيس عبدربه منصور هادي للإطاحة بحكومة أحمد عبيد بن دغر التي اطلقها الاحد الماضي خلال إجتماع لمكونات قال الإنتقالي إنها تمثل المقاومة الجنوبية ، إلا أن حكومة بن دغر المهددة بالسقوط من قبل المجلس الإنتقالي الموالي لأبو ظبي ، ردت على تلك التهديدات الوجودية بالتحدي حينها وكررت التهديد اليوم الاربعاء على لسان وزير الداخلية المعين مؤخراً من قبل هادي أحمد الميسري الذي حذر المجلس الإنتقالي من مغبة جر عدن إلى أتون الفوضي مهدداً بإستخدام القوة لإجهاض أي أعمال تخريبية كما وصفها تهدد أمن عدن وسكينتها .
تهديدات الإنتقالي والتهديدات المضادة رافقها تحشييد عسكري وإستنفار أمني من طرفي الصراع في عدن ، وسط لاتصاعد مخاوف المجتمع من خروج الأوضاع عن السيطرة وعودة مآسي أحداث 13 يناير 1986م ، مصادر ” للجنوب اليوم ” أكدت إن حزب التجمع اليمني للإصلاح دخل في خط الأزمة وبدأ بتحشيد عناصرة العقائدية لجولة عنف جديدة في عدن ،
واشارت المصادر إلى أن تحشيد الاخوان جاء بالتزامن مع حالة إستنفار غير معلنه تعيشها قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات في عدن ، وإجتماعات سرية شبة يومية بين القيادات الإماراتية وقيادة أمن عدن وخصوصاً مع اللواء شلال علي شائع ، يضاف إلى محاولات لإحداث إنشقاقات في إطار الصف الجنوبي ،فبعد البيان الصادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي هدد فيه بإقتلاع حكومة هادي من عدن بعد سبعة أيام ، وقعت 57 من قيادات المقاومة الجنوبية على وثيقة أعلنت فيها رفضها المطلق لتهديد الحكومة في عدن وحذر المجلس من أي تهور يقدم عليه ، وحملت المجلس كامل المسئولية عن انزلاق الجنوب نحو العنف .
وسائل إعلام مقربة من حزب الإصلاح كموقع ” مأرب برس ” الذي يعد من المواقع الرديفة للإصلاح كشفت أتهم الجانب الإماراتي بالسعى لضرب الشرعية من الداخل وأشغالها عن مواجهة” الحوثيين “، وكشف الموقع عن وجود توجة إماراتي جديد يقتضي بدعم أبوظبي لتحالف جديد بين حزب المؤتمر الشعبي العام وما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأيام القادمة وتجنيدهما لضرب حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وتقويض أي وجود أو سيطرة لحكومة هادي ، وأسستدل الموقع بمقولة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الشهر الماضي التي قال فيها “أن اليمن مقبله على تضاريس سياسية جديدة “وبعد تلك التصريحات رحب المجلس الإنتقالي الجنوبي بتواجد قوات “شمالية” يقودها ويشرف عليها العميد طارق صالح.
حالة التوتر التي تعيشها عدن بين قوات محسوبة على الإمارات واخرى محسوبة على حكومة هادي ومدعومة من الرياض ، جائت أيضاً بعد زيارة السفير السعودي لدي اليمن محمد ال جابر إلى عدن للتصاعد مع الزيارة حالة التوتر والتهديدات بتفجيير الاوضاع في عدن .
وماضاعف حالة التوتر تحدي حكومة هادي للمجلس الإنتقالي الجنوبي والجنوبين بعقد جلسة برلمانية لاعضاء البرلمان الموالين للتحالف في عدن بالقوة ، وهو ما يرفضة المجلس الإنتقالي ويتوعد بأفشال أي محاولات لعقد جلسة برلمانية لبرلمان دولة الإحتلال كما يرى المجلس ، وفي المقابل يتفق معظم الجنوبيين وحزب الإصلاح على ضرورة طرد طارق صالح من عدن ووقف أي تجنيد أو تحشيد عسكري من قبل طارق بايعاز ودعم وحماية إماراتية في عدن وقاعدة العند العسكرية ، فالإصلاح يرى في ذلك محاولة إماراتية لصناعه “حفتر جديد في اليمن ” وحكومة هادي عبرت عن تذمرها من تواجد طارق في عدن وقيامه بتدريب قوات في مقر اللواء 31 بالقرب من مطار عدن .
التحشيد المتبادل جاء عقب تصريحات لوزير الداخلية في حكومة هادي الذي علق على تعثر القوات الموالية لهادي في جبهة نهم شرق صنعاء بالقول لابد من سقوط عدن أولاً قبل أن تسقط صنعاء ، وهدد بالإطاحة بقوات الحزام الأمني وفرض الأمن والإستقرار في عدم .
وعلى الرغم من تصاعد التحذيرات من مجزرة محتمله في عدن في حال تصادم طرفي التحالف الموالين للإمارات والموالين للرياض ، إلا أن الأنظار تترقب الوضع في عدن وتتسائل عن من سيقرع طبول الحرب أولاً في المدينة المسالمة التي يخشى أن تتحول إلى ساحة مفتوحة بين حكومة هادي والمجلس الإنتقالي الجنوبي بعد أن ظلت لاكثر من عامين ساحة تصفيات لقيادات جنوبية دينية وعسكرية وسياسية وقيادات في الحراك الجنوبي وعناصر جنوبية مدنية ، إلا أن المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي بدا وهو يتبنى توجهات الإمارات في الجنوب وينفذ اجندتها الحلقة الأقوى ، فالمجلس الذي طالب ماتسمى بالمقاومة الجنوبية برفع حالة الإستنفار الاحد الماضي والمقاومة التي تحدث عنها المجلس الإنتقالي هي قوات الحزام الأمني التابعه للإمارات والتي تتحرك باوامر حاكم أبو ظبي العسكري في عدن ، فلاقرار للمجلس الإنتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي ولا لنائبة هاني بن بريك بل للإمارات في عدن ، كما اكد ذلك علي الكازمي أبو مشغل نائب مدير أمن عدن .
تصريحات وزير داخلية هادي في عدن اليوم وتهديداته الواضحة للمجلس الإنتقالي الجنوبي تكشف عن وجود ضوء أخضر سعودي للمهندس أحمد الميسري ولحكومة هادي يقتضي بفرض سيطرتها على عدن والمناطق الخارجة عن سيطرتها في الجنوب ، فالقوات المسلحة الموالية لحكومة هادي في عدن لاتمتلك السلاح الكافي وتفتقد للتدريب ايضاً وتعيش وضعاً هامشياً بسبب الإمارات التي سعت منذ عامين لتشكيل قوات موازية للقوات الحكومية كقوات الحزام الامني والوية النخبة وغيرها تمتلك مدرعات واسلحة ثقيلة وحديثة ، وتمويل مالي كبيير وتتبع مباشرة القيادة العسكرية الإماراتية في عدن وأبو ظبي ، بينما تمتلك القوات الموالية لهادي والموطرة تحت مسميات الوية الحماية الرئاسية اسلحة متوسطة وخفيفة ، بينما ثمة شكوك من أي دور قد تقوم به القوات التابعه للمنطقة العسكرية الرابعه في عدن في حال إنفجار الاوضاع كون معظم منتسبي تلك القوات موالون للحراك الجنوبي ويعتقد بانحيازهم للمجلس الإنتقالي الجنوبي ، إلا موقف الميسري القوي يكشف عن وجود وعود سعودية بدعم القوات الموالية لحكومة هادي في حال خروج اوضاع عدن عن السيطرة .