«المونيتور»: «الانتقالي» ينقل معركته مع هادي إلى الأروقة الأمريكية
الجنوب اليوم | صحافة
كشف موقع «المونيتور» الأمريكي، عن توجه قيادات «المجلس الانتقالي الجنوبي» إلى «نقل شكاواهم إزاء حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى واشنطن بشكل مباشر»، مشيراً إلى أن تلك الخطوة تسفر عن «تعقيد النقاشات» التي تشهدها الأروقة الأمريكية حيال الوضع في اليمن.
وأضاف «المونيتور» أن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، تعاقد مع منظمة «غراس-روتس بوليتيكال كونسولتينغ» مطلع الشهر الحالي، لقاء مبلغ يقدر بنحو 15 ألف دولار شهرياً، لافتاً إلى أن جماعة الضغط الأمريكية المذكورة سوف تعمل في المقابل على «حشد الدعم للمجلس الانتقالي الجنوبي، ولعموم اليمنيين الجنوبيين، بغية استعادة سيادتهم واستقلالهم»، إلى جانب «تقديم المشورة السياسية والاستراتيجية» للمجلس، و«الانتظام كجماعة ضغط ترمي إلى كسب التأييد له (داخل دوائر الحكم في الولايات المتحدة)»، فضلاً عن «توفير المواد الإعلامية والدعائية»، و«تنظيم الاجتماعات واللقاءات»، و«وعرض تقديم شهادات من قبلها في جلسات الاستماع أمام لجان (الكونغرس)».
ولفت «المونيتور» إلى أن الحملة التي يتولاها قادة «المجلس الانتقالي» في واشنطن، تأتي في أعقاب تهديدهم بإطاحة حكم الرئيس هادي، إذا لم يبادر إلى إقالة حكومة بن دغر، واستبدالها بحكومة تكنوقراط، لا سيما وأن رئيس المجلس المذكور، عيدروس الزبيدي، كان قد اتهم الحكومة المعترف بها دولياً، بـ«الفساد»، وبـ«شن حملة تضليل ضد الزعماء الجنوبيين، بتمويل حكومي».
وبحسب ما أفاد به دانيال فاراسي، وهو مدير منظمة «غراس-روتس بوليتيكال كونسولتينغ»، فإن المشكلة تتمثل في «الافتقار إلى خدمات التعليم، والتدهور الأمني، وغياب البنى التحتية (المناسبة)، إلى جانب الفساد الذي أبقى التمويل بحوزة حكومة (هادي) نفسها، ومنع توزيعها على فئات أساسية من الشعب في جنوب اليمن». ولفت فاراسي، في حديث إلى «المونيتور»، إلى «الفساد الفاضح»، و«عدم الاستقرار» في حكومة هادي، إلى جانب إقدامها على «دعم الميليشيات»، و«افتقارها للقاعدة التمثيلية لعموم اليمنيين، بخاصة الجنوبيين منهم»، بوصفها دوافع مطالبة المجلس الانتقالي الجنوبي بالانفصال عن اليمن، ملمحاً إلى أن الغرب، الذي يأخذ مظالم الشعوب بعين الاعتبار، يتعين عليه أن يدرك أن «هؤلاء الناس (في جنوب اليمن) قد لاقوا ما فيه الكفاية من المعاناة». ومع ذلك، فقد غابت قضية «الحراك الانفصالي الجنوبي» في اليمن عن 28 مادة تشريعية تم استعراضها داخل الكونغرس الأمريكي في العام الفائت، لمعالجة الوضع في ذلك البلد، لصالح التركيز على الحملة الجوية، التي تقودها المملكة العربية السعودية، بدعم واشنطن.
وفي سياق متصل، إستعرض «المونيتور» بعضاً من أوجه معاناة السكان في جنوب اليمن، بعد توحيد البلاد في العام 1990، حيث تُتهم حكومات صنعاء المتعاقبة بـ «تهميش الجنوبيين»، على وقع مطالبات هؤلاء بإدماجهم في برامج الرعاية الاجتماعية، المقدمة من جانب الحكومة، إلى جانب شكاواهم من «بيع أراض (في الجنوب) لصالح شخصيات شمالية مقربة من الحكومة (المحسوبة تاريخياً على الشمال)»، فضلاً عن اعتراضهم على ما يعتبرونه «استئثار الشمال بعائدات حقول النفط الجنوبية».
هذا، وأشار الموقع إلى أن خطوة «المجلس الانتقالي الجنوبي»، قد تسفر عن تعقيد العلاقات بين حلفاء أبو ظبي من جهة، وحلفاء الرياض من جهة أخرى، متوقفاً عند زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان إلى كل من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية. وزاد أنه «من غير الواضح ما إذا كان الموفد الأمريكي سيتطرق إلى مسألة الانفصال في جنوب اليمن، مع تركيز جدول أعمال بشكل كبير (الزيارة) على الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ونفوذ إيران المتنامي في المنطقة».
ختاماً، أفاد الموقع بأن منظمة «غراس- روتس بوليتيكال كونسولتينغ»، سبق وأن تعاقدت في نوفمبر الماضي، مع نجل قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، وهو حليف آخر للإمارات العربية المتحدة، مضيفاً أن العقد يشمل العمل على الترويج للأجندة السياسية، والاستراتيجية لحفتر في الكونغرس الأمريكي، لقاء مبلغ يناهز 20 ألف دولار شهرياً
المصدر – العربي