إلى متى سيضل ابناء الجنوب يساقون إلى ساحات الموت الشمالية؟
الجنوب اليوم | خاص
في الوقت الذي تستقبل مقابر الجنوب عشرات الجثث بصوره يومية ، لاتزال العشرات من جثث أبناء الجنوب متناثرة في مختلف جبهات الشمال ، في البقع وعسير ونجران وجيزان وميدي وتعز والمخا والهاملي وموزع والخوخة وحيس وفي البيضاء والجوف ومأرب .
بل بات يقتل الجنوبي في ساحات الموت المختلفة في جبهات الشمال دون قضية ودون أدنى أعتبار من دول التحالف التي أدعت وتتدعي مساعدة ابناء الجنوب بينما الحقيقية التي لايمكن نكراها ولايمكن تجاهل شواهدها ومأسيها أن التحالف بات يتقاسم دماء الجنوب ويتخذ منهم قرابين موت هائج لاحدود له.
المتتبع لمستجدات وتضحيات الجنوبيين في الشمال يلاحظ بجلاء مدى الغدر الذي يعانية ابناء الجنوب بمختلف إتجاهاتهم ، فقتلى الجنوب يسجلون المراتب الأولى في كل جبهة ، وابناء الجنوب يواجهون الموت من إجل الوحده تحت ضغوط تحالف الحرب الإماراتي السعودي ، خلال الايام القليلة الماضية قتل واصيب مايزيد عن 300 جنوبي في جبهات الشمال ، استقبل مستشفى المخا 270 قتيل وجريح واستقبلت مستشفيات عدن العشرات من القتلى الذين قضوا نحبهم في معركة حيس ، إلا أن هناك عشرات القتلى لاتزال جثثهم مفقودة أو مرمية في ساحات الموت الشمالية .
يدعي تجار الحروب في الجنوب أن أحراز الجنوبيين تقدماً في جبهات الساحل الغربي دليل على فشل مقاتلي حزب الاصلاح او القوات الشمالية الموالية للتحالف في جبهات نهم والجوف ومأرب والبيضاء وتعز ، ولكن لايدركون أن الجنوبين بمختلف انتمائاتهم أحرص من الجنوبين على دمائهم لإنهم لايزالون اصحاب قرار ، ولم يتحولوا إلى ضحايا متحركة تساق للموت بأمر ضابط إماراتي صغير لم تفقد بلادة خلال حربها في اليمن منذ أكثر من عامين مايفقدة الجنوبيين في مختلف الجبهات بيوماً واحد .
فالإمارات التي تستخدم الجنوبيين لتحقيق مطامعها واهدافها في مناطق الشمال تستلب ابناء الجنوب كل شئ حتى النصر بات حكراً للإمارات وقواتها التي لم تحارب في معركة ولم تقدم أي تضحيات في جنوب اليمن وشمالة ، ورغم ذلك تعلن أبو ظبي أنتصار قواتها في جبهات الشمال كما اعلنت مؤخراً بأسم القوات المسلحة الإماراتية لم تفقد سوى جندي واحد خلال قرابة الشهر من إشتداد المعارك وتلقت التعازي ونكست الاعلام الإماراتية ، ولكن يموت المئات من الجنوبين حاملين أعلام الإمارات من الجنوبين دون أن يكترث أحد بهم ويصاب العشرات بل المئات من ابناء الجنوب في معارك الشمال ولم تكلف أبو ظبي نفسها تزويدهم بالدواء ، بقدر إهتمامها بتزويد عدن بثلاجات الموتى .
وفي ظل حرب الإستنزاف التي يواجهها ابناء الجنوب وتصاعد دعوات عقلاء الجنوب لوقف المشاركة في جبهات الشمال والعودة لحماية الجنوب والدفاع عن مصالحها ، تزج الإمارات بالمئات من الجنوبيين في جبهات الساحل الغربي في شمال البلاد .
وفي الإتجاه المقابل يجبر الجنوبين على القتال في جبهات عسير ونجران والبقع من قبل السعودية ويقتل الكثير من الجنوبين في تلك الجبال الوعره دفاعاً عن الاراضي السعودية ودفاعاً عن الجيش السعودي . فإلى متى سيضل ابناء الجنوب يساقون إلى ساحات الموت الشمالية ومن المسئول ؟.