كثيرا ما يعاني المعاقون في مراكز وجمعيات ذوي الإعاقة من عدم توفير الإسعافات الضرورية التي يحتاجونها، كما يعانون أيضا من عدم الاهتمام بهم في المستشفيات الحكومية أو غير الحكومية، مع العلم بأن فئة ذوي الإعاقة من أكثر الفئات احتياجاً للرعاية الصحية والاستعدادات الطبية بسبب الإعاقات التي يعانون منها والتي ربما تسبب المشكلات للغالبية منهم وما يحز في النفس أن تكون هذه الفئات أكثر عرضة للمحاولات الفاشلة للعلاج من قبل طلاب كلية الطب من المطبقين والخريجين الذين تنقصهم الخبرة الكافية لتطبيق ما درسوه على هؤلاء.
وما يزيد الطين بلة أن المال هو أهم شيء عند العديد من الأطباء في العيادات الخاصة والقائمين على مراكز إجراء الفحوصات الطبية الخاصة، كما تكون هذه الفحوصات غير متوفرة بالشكل السليم في المراكز العامة وهذا يشكل عبئا على المعاقين فمن أين لهم بقيمة الفحص وهم بسبب الإعاقة غير قادرين على العمل وكسب الرزق في الغالب، ونادرا ما نجد معاقا يعمل، وأحيانا كثيرة تكون مهنتهم التسول أو يتم استغلالهم بالتسول.
وقليلون من المعاقين يتمكنون من تسديد قيمة الفحص أو فاتورة المعاينة عند الفحص .
ربما تدركون أن المعاق ليس ثريا حتى يشتري الدواء ويدفع ثمنا لبعض الفحوصات التي تتطلب المال الكثير، مع أن هناك قانوناً تحتوي بعض بنوده على الاهتمام بصحة المعاقين وإعفائه من دفع رسوم المستشفيات والدواء، ولكن هذا لا يطبق في الكثير من المستشفيات.
ومع أن وزارة الصحة العامة والسكان تبذل الجهود من اجل توفير الرعاية الصحية للمعاقين من خلال الاهتمام بمراكز العلاج الطبيعي والأطراف الصناعية من خلال المجمع المهني لذوي الاحتياجات الخاصة بعدن و في تعز وصنعاء، إلا أن الرعاية العامة للمعاقين غالبا ما تكون معدومة وغير مطبقة.
هذه الفئة المستضعفة لا تستطيع توصيل صوتها، كما أن حقوق المعاقين الصحية التي فرضها لهم القانون مهدورة، نلاحظ حتى أنها غائبة عن اجتماعات و حملات وزارة الصحة العامة والسكان، وتحاول المنظمات الصحية في اليمن قدر الإمكان تقديم الخدمات الصحية للمعاقين، هناك العديد من المعاقين مصابون بالأمراض الخطيرة ورغم إعاقتهم يتحدون المرض، فمن يا ترى يستجيب لهم ؟
ربما لا تلمسون معاناتنا فأنا كاتب هذه السطور ضعيف البصر (إعاقة جزئية) وعندما اذهب إلى الأطباء المختصين بأمراض العيون يقولون لي لا يوجد لك أمل بالشفاء والبعض منهم وصف لي دواء خاطئا ما جعل نظري يقل وافقد البصر في عيني اليسرى ، وعندما أحاول الاستفسار لا أجد سوى التهرب والتنصل من الإجابة والإيضاح ولهذا فقدت الأمل من الشفاء في بلادي اليمن، والكثير من أخواني المكفوفين وهناك معاقون حركيا حصل لهم مثل ما حصل لي و أكثر.