صحفي جنوبي يحذر من محرقة جديدة لـ 2000 جندي جنوبي زج بهم في معارك صعدة
الجنوب اليوم | خاص
كشف الصحفي الجنوبي المعروف فتحي بن لزرق عن مؤامرة سعودية إماراتية بمشاركة حكومة هادي على 2000 جندي جنوبي ، نقلو للسعودية لغرض التدريب وتم الزج بهم في محرقة موت جديدة في الملاحيظ بمحافظة صعدة .
القصة الكاملة كما يرويها بن لزرق الذي حذر من محرقة ل2000 جندي جنوبي في زجت بهم الرياض في معركة الملاحيظ بصعدة إلى التفاصيل كما وردت في صفحة بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد .
“كانت الساعة العاشرة ليلا قبل عام واكثر من اليوم حينما وقف عسكري جنوبي وسط ساحة لواء لمعسكر مكافحة الإرهاب بحي الفتح بالتواهي ليلا ليبلغ 2000 من الجنود بانهم سيتوجهون بعد أيام قليلة صوب المملكة العربية السعودية لتلقي التدريبات لأشهر على ان يعودوا ضمن قوة لحماية المدينة .
فرك القائد مفتول العضلات شاربه وقال وهو ينفث دخان سيجارته :” نريد بياض وجه عند السعوديين.
وسط ظلمة شديدة حاولت أضواء خافتة بأطراف المعسكر تبديدها التمعت اعيون الجنود الحالمين بحياة افضل وواقع اسعد .
قال “مثنى الردفاني” لزميله الخضر العوذلي من ابين وهو يقهقه ضاحكا :” بانستلم سعودي سعودي ياخضر وبايصلحين.
قضى الجنود ليلتهم ينسجون أحلام طويلة عن الالفين سعودي التي سيتسلمونها ،اتصل “الخضر العوذلي” بامه في لودر وحدثها عن أحلامه وامانيه وانه سيغادر بعد غد الى السعودية واوصاها قائلا :” اوبهي بنت عمي سالم حد يخطبها امسكوها لي لما جي رعوني بحرق امساكن بدي فيه باجيب ريالات سعودية وبيقع خير ..
بعد يومين كانت سفينة حربية تغادر بعيدا بالفين من الجنود صوب “جيزان السعودية” ، وفي معسكر بمنطقة بيشة بجيزان ظل الجنود يتلقون تدريبات لستة اشهر لينتهي الامر بحفل تخرج حضرته قيادات عسكرية سعودية ويمنية وتحت راية العلم اليمني للجمهورية اليمنية الموحدة .
لم يكن ثمة شيء يذكر في هذه التدريبات ، دار الجنود حول انفسهم مئات المرات واطلقوا الرصاص عشوائيا على مجسمات وحانت لحظة النهاية ، كان مقررا للجنود خلاف ماقيل لهم كان يجب ان يتم الدفع بهم الى القتال بجبهات القتال في “ميدي”.
احتار السعوديون كيف يمرروا الخبر الى 2000 من الجنود قالوا لهم انهم سيذهبون الى هناك ،رفض الجنود ،تمردوا ،سجن السعوديون العشرات من الجنود الجنوبيين ، كانت مقاومة الجنود شرسة مرت بذاكرتهم صور العشرات من الجنود السودانيين وهي مرمية على طول صحراء ميدي .
حار “السعوديون” اكثر قطعوا الراتب وقللوا المعيشة وزجوا بعشرات جنود اخرين في السجون على امل ان ينصاع الجنود لكن دون فائدة ،رفعوا المبالغ المالية المصروفة لكن دون جدوى .
ذات ليلة باردة جلس ضباط مخابرات سعوديون وسط غرفة مغلقة يتدارسون المشكلة مع هؤلاء القادمين من “الجنوب” اشعلوا عشرات السجائر الفاخرة على امل الوصول على حل.
في المقابل كان ضباط المخابرات “الاماراتيون” يراقبون المشهد ويضحكون على زملائهم السعوديين ، قال ضابط مخابرات اماراتي لرفاقه بلغة مستعطفة :” حان الوقت ان نتدخل لنساعد رفاقنا “السعوديين”
رفع ضابط اماراتي سماعة هاتفه واجرى اتصالا بضباط مخابرات سعوديين وقال لهم :” يبدو انكم تواجهون مشكلة مع الجنود الجنوبيين بمعسكر بيشة.
قال السعوديين:” أي والله تعبونا ونوشك ان نعيدهم الى عدن.
ضحك الضابط الاماراتي وقال :” حل المشكلة سهل ويسير ،اجمعوا كميات من القماش غدا وعدد لهم الألوان وقال لهم اتصلوا بي غدا.
ظل “السعوديون” ليلتها يفكرون في حديث ضابط المخابرات “الاماراتي” وحارهم الامر ما الذي سيفعلونه بالقماش الملون .
طافوا باسواق جيزان وجلبوا في اليوم التالي كميات من الاقمشة الحمراء والسوداء والبيضاء والزرقاء الفاتحة.
اتصل الضابط الاماراتي وامرهم بان يخيطون علم “الجنوب” وان يسلموه الجنود وقيادتهم وان يطلبوا منهم ان يتوجهوا الى صعدة للقتال.
قال الضابط الاماراتي لنظرائه السعوديين :” هنا مربط الفرس اعملوا مانشير عليكم وكفى .
وقف اليوم التالي ضابط مخابرات سعودي وسط ساحة معسكر “بيشة” واخرج اعلام جنوبية عدة وسلمها الجنود والضباط وقال لهم :” هاكم علم بلادكم .. هيا انطلقوا صوب صعدة وقاتلوا .
التمعت عيون الجنود وهم يتسلمون العلم وركبوا مسرعين صوب صعدة .
ومنذ انتهاء الحرب الأخيرة خاض الجنوبيون حروب كثيرة هناك وهناك ولم يستلموا قط شيء سوى “علم بلادهم” التي لاوجود لها على ارض الواقع حتى اليوم.
عاد “السعوديين” مسرعين غير مصدقين الى خيامهم رفعوا سماعة الهاتف واتصلوا بالضابط الاماراتي غير مصدقين ماحدث .
من “ابوظبي” قهقه الضابط الاماراتي مطولا وقال :” عليكم بالعلم ، هؤلاء لايريدون الا العلم لم نسلمهم شيء في الجنوب الا العلم والأمور ماشية زي الفل .
سأل السعوديين الاماراتيين مجددا:” وماذا نحتاج بعد؟
قالوا لهم :” امنحوا القيادات بعض الفتات من المال،و بعض الإعلام الذي يجب ان يصور المعركة جنوبية صرفة ولاجل الجنوب وقضيته وان رفع العلم الجنوبي في صعدة انتصار جنوبي مهول وضخم لصالح “الجنوب”.
قال السعوديين:” وهل سيصدقون ذلك؟ ..
قال الاماراتيون:” الناس هناك تصدق كل شيء .. المهم العلم لاتسقطونه .
شكر “السعوديين” الاماراتيين على نصيحتهم القيمة وتابعوا القوات وهي تتقدم بمناطق عدة في صعدة وتتطاير تباعا التسجيلات المرئية لجنود جنوبيين في مناطق نائية بمحافظة صعدة يرفعون العلم “الجنوبي” .
وجأت مهمة الإعلام ليصور الحدث بأنه انتصار جنوبي ولو انه سأل نفسه ما الذي يعنيه رفع علم جنوبي بصعدة وماهي مكاسبه وفوائده السياسية لعرف انه عبث سياسي لاطائل منه.
ذات يوم فات على “عبدالملك الحوثي” ان يقرأ التاريخ جيدا ،وان يتذكر ان اليمن مقبرة الغزاة ، اليمن بكلها لاتقبل الغازي ابدا شمالا وجنوبا لايقبل اليمني بان يداس له على طرف .
ارسل “الحوثي” الالاف من اتباعه الى عدن ، وبعد أيام قليلة رقصوا وسط معاشيق وهتفوا بالموت لامريكا والموت لإسرائيل وتوعدوا الملك سلمان بالوصول الى قعر قصره في الرياض.
بعد اشهرا قليلة ليس الا كانت الأرض الجنوبية تبتلع العشرات من اتباع الحوثي ، لم يمنحهم المقاتلون الجنوبيون الغاضبون الحانقون على خطيئة الحوثي حتى فرصة الفرار من “عدن” ولحج ، اكلت الكلاب من جثثهم وادرك “الحوثي” خطيئته ولكن متأخرا جر اذيال الخيبة والهزيمة من الجنوب .
بعد اشهر قليلة فقط لم يكن واضحا ان “الجنوبيين” قد استفادوا من نفس درس و خطيئة الحوثي حينما ذهب الى ارضهم ذات يوم ، ذهبوا الى البقع وجبهات متعددة بصعدة وضخ يومها الإعلام صورا لمقاتلين جنوبيين وهم يتقدمون في البقع والخضراء ومناطق متعددة .
وبعد اشهر قليلة فقط ادرك “السلفيون الجنوبيون” انهم يغوصون في رمال صعدة المتحركة ، ابتلعت صعدة ورمالها وجبالها المئات من الشباب الجنوبيين ، عادوا الى عدن محملين بداخل ثلاجات لحفظ لحوم الدجاج وانتهى الامر ذوى كل شيء وانتهى تفرقت القيادات وعاد من “عاد” وادرك من تبقى ان القتال في ارض الغير لعبة خطرة جدا.
في “ملاحيظ” صعدة تتكرر المأساة الجنوبية لما حدث في البقع لكن هذه المرة يرفع المقاتلون الجنوبيون علم “الجنوب” في غير محله ، لعنة العلم التي حلت في جنوب مابعد الحرب .
ثمة صوت اعلامي يريد ان يقول للجنوبيين ان ثمة معركة مقدسة تخاض اليوم في “صعدة” ، بينما في الحقيقة ان ثمة استغفال ضخم للآلاف من الجنود الجوعى وطنية واحلام واماني وغدا ستبتلع “صعدة” ماتبقى من مقاتلين جنوبيين هناك .
قال لي احدهم لماذا لاتكتب عن انتصارات “الجنوبيين” في صعدة ، قلت له انا احترم نفسي واحترم كل تضحيات هؤلاء الشباب ولن اكذب لكنني سأقول الحقيقة التي قد تتسبب لي بالضرر لكنها الحقيقة التي يجب ان تقال وهي ان “الجنوب” هذا حلت عليه لعنة “العلم” الذي تاجر به الجميع واضاعوا به “الجميع”..
سأقولها اليوم قبل ان تبتلع صعدة هؤلاء المقاتلين ويعودون غدا جثث هامدة او قد لايعودون ابدا.