في حضرموت .. الإمارات تعتقل جابر بسبب منشور
الجنوب اليوم | متابعات
تصاعدت وتيرة الاعتقالات الأمنية في الآونة الاخيرة ضد المعارضين في محافظة حضرموت، شرقي جنوبي اليمن، تحت أشكال مبتدعة من الاعتقال، تتم وباسم القانون، على الرغم من أن رجال القانون وحقوق الإنسان في اليمن، يرون فيها عورة قانونية، لا تستند إلى أسس سليمة، سيما وأن تزامن استخدامها مع قمع الحريات، واستهداف العمل الصحافي والحقوقي.
وتصاعد الجدل بين الأوساط الشعبية في محافظة حضرموت، حول هذا النوع من الاعتقالات أخيراً، مع استهداف مباشر لجميع الأصوات المعارضة، ومحاولة تكميم أفواه النشطاء بالنار والحديد، المعارضين للتواجد الإماراتي ولسياستها الإستعمارية.
فلم تمضي سوى ثلاث ساعات على منشور في «فيس بوك» للناشط الحقوقي ورئيس هيئة المتابعة والدفاع عن المعتقلين، محمد عبدالقوي بن علي جابر، منتقداً فيه قرار أحد الضباط الإماراتيين، يدعى فيصل الكعبي، بإقالته لمدير أمن مديرية حجر، وتدخله في الشؤون الداخلية، إلا والأطقم العسكرية تتحرك نحو منزله، في آخر الليل، وتعتقله من دون أوامر من النيابة، على الرغم من أن الرجل كبير في السن، وذو احتياجات خاصة، حيث بترت رجله أخيراً، فضلاً عن معاناته من أمراض مختلفة.
وطالب نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، الأجهزة الأمنية والعسكرية في محافظة حضرموت، بالكف عن الاعتقالات التعسفية، التي تجري خارج القانون، وتهين القضاء العام، والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الأساسية التي كفلها الدستور اليمني، إضافة إلى العهود والمواثيق الدولية، وبشكل خاص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
لا تخيف الناس
وقال الناشط الحقوقي عبدالله العوبثاني، إن هذه التصرفات لا تخيف الناس، بل تكسر حواجز الإحترام للقانون، بدلاً من ترسيخ القانون، ونؤكد رفضنا لهذه التصرفات، التي لا تؤدي إلى إستقرار الحياة وتطبيعها، فشخص ذو احتياجات خاصة، وإحدى أرجله مبتورة، ويعاني من العديد من الأمراض، لو كان عليه أي مأخذ قانوني، يجب استدعائه عبر النيابة والمحكمة، وليس بالإعتقال القسري في ظلمة الليالي.
ودعا الناشط العوبثاني، السلطات الحكومية إلى إطلاق سراح الحقوقي محمد بن علي جابر، ورد الإعتبار له، مناشداً كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والمحلية، والناشطين والناشطات للتضامن معه.
وحمل عضو الهيئة العليا لـ«مؤتمر حضرموت الجامع»، الشيخ عبدالخالق بن حطبين، الجهة التي ألقت القبض على بن علي جابر المسؤولية، «في حال حصل له شيء، بحكم الأمراض التي يعاني منها، مشيراً إلى أنهم لن يصمتوا على ما يجري في حضرموت».
أعيدوا النظر
ودعا محسن نصير، «الجهات المعنية في محافظة حضرموت، إلى أن تعيد النظر في أسباب وأسلوب وطرق الاعتقالات، التي تهين القضاء والأمن العام، وأعطوا كل منهم اختصاصه، ولا تتجاوزوا الأنظمة والقوانين التي تطالبون الناس احترامها، وأعلموا، أن تكميم الأفواه أسقط دول، وأن السجون عمرها لم تنهي معارضة أو إسكات أصحاب الرأي، والسجون على مدى التاريخ، خلقت مناضلين وأبطال وشجعان».
وقال نصير، إن «المعتقل شخصية اجتماعية، وصاحب رأي، أتفقنا أو اختلفنا مع بعض كتاباته، يجب على من يقبل ويتحمل المسؤولية في الوظيفة العامة، أن يتسع صدره ويتقبل النقد، مهما كانت شدة لهجته، والخطأ وارد، ومن لا يعمل لا يخطئ، ويجب أن يكون الفيصل هو القضاء وفق الأنظمة والقوانين».
كما أشار إلى أنه «سيطلق سراح بن علي جابر، وسيعود إلى أهله كما قد سبق وعاد غيره، ولكن سيسجل التاريخ إنه في هذا الزمن، حدثت اعتقالات تجاوز فيها الحكام النظام والقانون».
القمع العابر لحدود
وقال الناشط محمد بن الشيخ، إن «قمع حريات التعبير العابر للحدود، بعد أن مارسته الإمارات على أرضها، فهي اليوم تمارس نفس النهج والقمع في حضرموت والجنوب، كان آخرها بحق الشخصية الإجتماعية، وتأمر بإعتقاله بعد منشور انتقد فيه تدخل المندوب الإماراتي، إثر تغيير الأخير مدير أمن مديرية حجر». كما اعتبر أن «ما حدث وصمة عار على جبين السلطة المحلية لمحافظة حضرموت».
وأوضح الناشط في الحراك الجنوبي، محمد الحضرمي، في منشور في «فيس بوك»، قائلاً: «ليس أن كل من ينتقد يضع في خانة العملاء أو الخونة، فالنقد البناء لأي سلبية في المجتمع، هي وسيلة لتصحيح، ومرآة ترى السلطات الثلاث التشريعية أو التنفيدية أو القضائية من خلالها أخطائها، وتستقبلها بكل أريحية وصدر رحب». فعندما تتم مداهمة منزل أحد النشطاء من قبل أي جهة كانت، بسبب منشور أو حتى نقاش ينتقد هذا أو ذاك، يطالب السلطات المحلية فيه، من وجهة نظره بأي مطلب كان، أتفقنا معه أو لم نتفق، فهو مواطن له الحق الكامل والمكفول في أرضه.
وأضاف «نحن لم نناضل ولم نخوض غمار نضال كبير وعظيم، ضاعت فيها أعمارنا ومستقلبنا لكي ترسم حاضرنا بدمائنا وجهدلنا، وما زلنا نقاوم بكل ما نستطيع من أجل الحفاظ على كل تلك المكتسبات»
وتابع: «لا يمكن لأي عاقل شريف، أن يسمح أن يضيع أو يشوه كل ذلك بجرة قلم، في حالة غضب من أي كان، فلتفرجوا عن الناشط محمد بن علي جابر، احتراماً لكبر سنه، وأمراضه وعلته. أفرجوا عنه لتفوتوا الفرصة والفخ الذي نصب وينصب لكم، أين العقلاء من ذلك؟