الجنوبيون يعمدون الوحدة اليمنية بالدم
الجنوب اليوم
مقال للكاتب – محمد عباس ناجي الضالعي
المعارك التي يخوضها العرب الجنوبيون في كل من الحديدة وصعدة وغيرها من المناطق الشمالية هي اثبات عملي معمدا بالدماء والارواح التي هي اغلى مايملكه الانسان ان هويتهم الوطنية هي يمنية حتى النخاع. وان الجنوب هو جزء من الشمال ليس اكثر.. ومن يجافي الواقع هو جاحد.. هذا الامر يشهد عليه اليوم كل العالم.
ولهذا ان الجنوب حتما سيعود الى بيت طاعة حكام صنعاء مهما كان انتمائهم الطائفي او السياسي.. ولكن سيعود هذه المرة الى وضعه السابق المذل بأكثر قتامة وعمق بفضل تضحيات ابنائه.. واي جنوبي سيعتقد انه سيكون سيدا في صنعاء فانه واهم ولن يكون مصيره كمصير هادي وبن دغر وشرذمتهما الذين خرجوا من صنعاء هاربين تحت جنح الظلام وانما سيكون اسوء بكثير.
ومن هذا المنطلق يمكننا القول انها لاتوجد تجربة فريدة في العالم اشبه بتجربة شعب الجنوب .. ان شعبا يضحي ابناؤه بحياتهم ودمائهم ليقدموا وطنهم لشعب أخر وليكونوا عبيدا واذلاء .. الا شعب الحنوب.
هذه التجربة ليست جديدة على شعب الجنوب.. فبعد الاستقلال الوطني عن بريطانيا جاءت نخبة جنوبية يسارية وقومية متطرفة ورفعت شعارات اممية تتخلى فيها عن هويتها الوطنية وتنسبت تاريخها ووطنها الى شعب اخر .. فتكللت شعاراتها بتطبيق عملي ان قامت عام 1990م بتسليم وطنها على طبق من ذهب لحكام صنعاء.
في هذه المرحلة بعد ان قدم شعب الجنوب اغلى التضحيات لتحرير وطنه عام 2015م ظهرت في الجنوب قوى متطرفة تحت تسميات دينية_ سلفية وهابية _ ترفع شعارات اسلامية تتخلى فيها عن هويتها الوطنية العربية الجنوبية وتعمد همويتها اليمنية الاسلامية بالدم والارواح بدليل قتالها من اجل تحرير الشمال دون الحصول على مقابل لمصلحة شعبها او حتى الاعتراف بها كشريك في الحرب.. وفي نهاية المطاف ستقوم هذه القوى المتطرفة بتسليم وطنها الجنوب لحكام صنعاء على طبق من ذهب وهي صاغرة.. وبهذا يكون عاد الفرع للاصل.. وحينها لا يحق لاي جنوبي ان يدعي عكس ذلك..
هذه شهادة حقيقية نكتبها للتاريخ حتى لو كانت على ابناء شعبنا.