باعباد : نقول للأخوة في الجنوب والشمال أن المؤتمر الجامع يخطط لأمن حضرموت واستقرارها ( حوار )
الجنوب اليوم – حوار
أجرت “قناة عدن الفضائية” في برنامجها ” حوار من حضرموت” مقابلة تلفزيونية مع عميد دار الاسعاد للدراسات الاسلامية في محافظة حضرموت , عضو اللجنة التحضيرية الرئيسة لمؤتمر حضرموت الجامع فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله باعباد , تم خلال مناقشة العديد من القضايا الحيوية وخاصة ما يخص محافظة حضرموت , والتحضيرات المكثفة لعد المؤتمر الحضرمي الجامع ..
وفيما يلي نص الحوار :
– المذيع : فضيلة الشيخ أولاً في سياق هذا الحوار من هو الشيخ عبدالرحمن عبدالله باعباد وما هو دوره في تأسيس حلف قبائل حضرموت سابقًا وحلف حضرموت حاليًا خصوصًا في هذه الأيام الذي تكثف فيه جهود عقد مؤتمر حضرموت الجامع
— الشيخ باعباد : بسم الله الرحمن الرحيم وصلي وسلم على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه نحن وأياكم عضو في جسد مبارك حضرمي هو جزء من الجسد الواسع الكبير وهو جسد الأمة , ونتداعي وأمثالكم من الغيورين المباركين الذين لهم هاجس في ان تستقر محلتهم وبلدهم , وأن يعم الاستقرار حولها , وان يكونوا أعضاء في هذا الجسد يتداعون اذا حصل للجسد أي اشتكاء بالسهر والحمى وهو الواجب الانساني والوطني والواجب الاسلامي كذلك فتداعينا مع عدد من الغيورين المباركين إلى اصطفاف حضرمي سمي بحلف قبائل حضرموت كان الداعي لهذا التشاور مع الشيخ “سعد بن حبريش” عليه رحمة الله, شاورنا في هذا الأمر وكان يهم ان تلتقي الناس على مصالحهم وتآلفهم وعلى التعاون على استقرارهم وعلى تماسكهم جئنا آنذاك إلى اللقاء الكبير وكان عنوان وثيقة عهد وميثاق فاقترحت على الشيخ سعد أن يكون الاسم له اصالة اسلامية واصالة عرفية وقلت له ما رأيك ان يكون الاسم “حلف قبائل حضرموت” فبارك وبارك من حضر في تلك الجمعة المباركة وكتبت بخط يدي العنوان ووقعت الناس على هذا الأمر وتداعينا بعد ذلك لاتساع هذه المظلة ليكون حلف حضرموت أو حلف أبناء حضرموت بحيث يكون لكل حضرمي حق الاسهام وحق المشاركة وحق التفاعل مع هذا المسمى والحلف متى ما قام على نية صالحة ومقاصد اسلامية فأن الكل سيسنده وسيؤتي أن شاء الله ثماره .
– المذيع : فضيلة الشيخ ما هو الدور المطلوب للعلماء في حل معضلات هذا الزمان خصوصًا لإيقاف الحروب والدماء التي تسفك في بلدان المسلمين؟
— الشيخ باعباد : متى ما وعوا خطورة المرحلة , وخطورة المرحلة تكمن في ادراكهم لخطورة عدم الوعي بسفك الدماء والتكفير والتفجير والغلو والتطرف الذي بدأ يدخل إلى الكثير من العقول والأفكار ويتجه إلى فوضى أمنية وإلى أن يحصل من هذا شيء من الاعتداء والظلم وسفك الدماء التي لا تؤدي إلا إلى التحريش وإلى أن تتأخر الناس عن واجبها وعن نهضتها وعن اكتفائها وعن تكاملها , فتثار الثارات وتتقطع بالناس السبل وأن لا يكون هناك نهضة ولا يكون هناك استقرار , فالعلماء متى ما عرفوا أمانة الكلمة من خلال المنابر من خلال الاطروحات من خلال الخطط من خلال العلاقات الواسعة بينهم وجمدوا الخلافات التي لا تصل إلى مستوى 3% خلافات جزئية بسيطة ورفعوا وعي الأمة ووعي الناس إلى القضايا المصيرية وإلى حرمة هذه الأمور العظيمة التي جعلها الاسلام مقدسة كالدماء والعرض والمال وغير ذلك من الكليات الخمس التي جاء الاسلام للمحافظة عليها وصيانتها, متى ما ارتقوا إلى هذا المستوى فأنهم يمثلون الدماء في شرايين الأمة إذا صفت هذه الدماء وصارت تبعث على النخوة تبعث على الألفة تبعث على التكامل فلاشك سيكون للعلماء دور كبير وواسع , لكن متى يكون للعالم دوره اذا لم يكن طرف في الصراع, اما اذا جند العالم نفسه طرف فصار يلمز ويغمز بكلماته أو يقصي أو يهمش أو ينتصر إلى رؤية على حساب رؤية أخرى فإلى من يلجأ الناس, الحيارى هؤلاء إلى من يلجاؤون اذا رأوا العالم قد استوا على المصلحة الخاصة بثوب الرؤية المقصية للآخر بالثوب الانتهازية ولبس أثواب لا تليق به , العلماء هم جناح الآخر اذا صلحوا مع ولاة الأمر طار طيران أي بلد إلى فضاءات آمنه واستثماره وخيره وصاروا يكملون بعضهم البعض , العلم أمانة ينبغي أن تبرز الاطروحات التي تزيد الناس تماسك وتألف وأن تغلق تلك الاطروحات التي لا تثير في الناس الا التصادم واللمز والغمز وهكذا يجب أن يكون دور العالم .
– المذيع : و ما هو دور العالم وطالب العلم هنا في حضرموت؟
— الشيخ باعباد : المأمول على العلماء في أي مكان وعلى وجه الخصوص في حضرموت كون حضرموت هي البلد التي حباها الله لأن نشرت روح العلم وروح الاسلام , وانعكست روح العلم وروح الاسلام واعتناق الناس للإسلام, فلما رووا حال العلم في الخشية , وحال العلم في الورع , حال العلم في الاخلاق, حال العلم في الرحمة , حال العلم في الانسانية, حال العلم في التعايش, حال العلم في انقاذ ما ينبغي انقاذه ,حال العلم في السخاء والجود , حال العلم في الاصلاح , هذه أحوال وقوالب خرج بها علماء حضرموت وخرج بها تجار حضرموت وخرج بها الحضرمي حامل مشاعلها في تلك الأقاصي التي وصل إليها, فلما رأت الناس صورة العلم الحقيقي انهلت على الاسلام, واعتنقت الاسلام ,وأخذت هذا الاسلام الذي هو ارتباطها بخالقها وارتباطها ببعضها البعض في تعايش سلمي وتعاونها ونظرها الايجابي للكون, ومن في الكون وإلى الانسان أخذت هذا العلم , وأخذت هذا الاسلام تتجذر في الفكر والعقل والقلب والسلوك والحياة , فصار ثابت الآن في الكثير من اقاصي العالم , حضرموت يشهد لها بأنها اضافت إلى الاسلام ثلثه مساحة وسكانا , وهذا لم تشهده بقعة من البقاع .. اليوم المواصلة لهذه القوافل الدعوية وهذا الفكر الوسطي, وهذا التفكير العالمي ينبغي أن يعود , بالأمس نال الحضارم أعجاب العالم برسالتهم الجميلة العلمية , الوسطية ; اليوم ينبغي أن ينال العالم أيضًا اعجابه من خلال مواصلة الحاضر بالماضي , والنظر إلى الواقع والاستفادة من خلال قراءة الواقع, وربطه بالينابيع الصافية الفكرية العلمية الوسطية حتى يعود من داخل حضرموت .. طالب العلم اليوم بحاجة إلى أن يكون قد جمع بين طلبه للعلم الشرعي وبين أيضًا تخصصه في حرفه من الحرف أو مجال من المجالات حتى لا يكون عبء على غيره , حتى يبعث للآخرين بأن العلم ابداع وحرفة واستثمار , وهنا لا يشترى طالب العلم من خلال بعض المسارات الملتوية, ولكن اذا لم تكون لديه حرفه , سيضطر إلى أن تحركه ربما تيارات أخرى أو تغذيه بالمال أو تغذيه بشي من المصالح , فيخون أمانة طلبه للعلم , فيجعل من طلب العلم يستثمره غيره في أمور ربما فيها شيء من الشبهات أو نحو ذلك .
– المذيع : اليوم محافظة حضرموت تشهد التحام واصطفاف من الجميع لعقد مؤتمر حضرمي جامع, كيف تقيم انخراط “السلطة المحلية” واعدادها ضمن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحضرمي الجامع مع “حلف حضرموت” المتبني للدعوة؟
— الشيخ باعباد : نعم ..المؤتمر الحضرمي الجامع فرصة تهيأت الأسباب إلى أن تقتنص , وسؤالك عن جانب السلطة وجانب الحلف دخولهم في هذا الاطار , السلطة من غير ثوب السلطة دخلت وهذا شيء ايجابي مع الاستفادة من موقعها في استناد المؤتمر في إنجاح المؤتمر بمعنى أن المؤتمر
ليس تحت عباءة الاملاءات للسلطة إنما هو منبثق من واجب وطني , وهنا لما تكون السلطة مع القاعدة الشعبية في وئام وفي تكامل تكون للمخرجات صلابتها ويعود للناس تعاونهم مع قياداتهم في السلطة ما هناك فجوة , ولكن في المقابل ما هناك أملاء , في المقابل هناك شيء من التعاون , وايجاد شيء من مناخات التكامل , فأي بلد إذا وجدت السلطة تتناغم مع قاعدتها الشعبية في التظافر والتناصر وانحلال الأمن والتفكير سويًا في وضع الخطط وغير ذلك مما ينهض بالمجتمع فأعلم بأن تلك البلد التي تناغمت سلطتها مع قاعدتها الشعبية قادمة على خير فكل سيؤدي دوره من خلال الوسائل المتاحة له والوئام والانطلاق إلى أي نهضة وأي استثمار فالقاعدة هو الاستقرار والوئام .
– المذيع : ما الأسباب التي دعت أبناء حضرموت لعقد هذا المؤتمر الحضرمي الجامع؟
— الشيخ باعباد : لاشك أن حضرموت مثلها مثل غيرها حصل فيها ما حصل خلال الفترات الماضية من اقصاء وتهميش وانتشار لكثير من الأمور الدخيلة عليها سواء الدخيلة فكريًا من التطرف والغلو أو الدخيلة سلوكيًا من الميوعة وانتشار المخدرات وانتشار الكثير من الآفات أو الدخيلة ثقافيًا من خلال تشرب بعض العقول أفكار غريبة ربما تتناقض مع الاسلام أو ربما تصل إلى مستوى الألحاد , أو الدخيلة في ما ينبغي من عدالة ومن مساواة ومن حقوق ومن ما هو حاصل من الظلم الذي تفشى وانتهاك الحقوق واستلاب حقوق حضرموت , فهناك أعداد وافراد يتحكمون في الخيرات بينما عامة الناس يفترسهم الفقر , تفترسهم البطالة , يفترسهم التهميش أمور كثيرة دعت الناس تراجع بعضها البعض في ان تلتئم وأن تفكر وأن تسعى لإيجاد قاعدة من العدل والمساواة وأن يكون أهل كل بلد هم الأولى بتسيير شؤونهم وادارتها مع النية الصالحة في ان الخير الموجود عائد عليهم وعائد على غيرهم .
– المذيع : طيب لماذا هذا التوقيت بالذات لعقد المؤتمر ؟
— الشيخ باعباد : مما هو ملاحظ أن البلاد تمر بمنعطفات حساسة ومفصلية , وهناك لقاءات ومخرجات وأمور كثيرة تمت , والساحة في اليمن تشهد التهاب في أكثر من مكان وهذا الأمر اضفى بضبابية على المشهد إلى أين الناس قادمون , إلى أين الناس يتجهون , إلى أين الناس يأخذ بهم , هناك من يتربص من خلال هذه الفوضى الأمنية أن يستغل وأن يركب الموجه وأن يعكر الصفو والحس الاسلامي والوطني استوجب أن الحضارم وهذا الأمر يحتاج أن يستفيد منه غيرهم أيضاً حتى تنتسخ هذه التجربة إلى شبوة إلى عدن إلى غيرها من المناطق كي يؤسس أهل كل بلد إلى أن يتألفون وان يتشاورون وأن يجتمعون على طاولة واحدة وأن يسمعون القرارات المناسبة العقلانية التي تجعل من كل بلد تنهض بأبنائها ويتكاملون فيما بعد مع بعضهم البعض , الأمر استدعى أن يكون هناك لقاء , وأن يكون في هذا اللقاء تكامل وتعاون وخروج بمخرجات هي عبارة عن وثيقة تسهم في السلم , تسهم في النهوض , تسهم في الخير العائد على البلاد والعباد .
– المذيع : هل لك تحدثنا عن لقاءات كانت تجرى في السابق لعقد مثل هذا المؤتمر الذي يجري التحضيرات له حاليًا في المكلا وسيؤون والمهجر ؟
— الشيخ باعباد : هاجس اللقاء موجود عند أكثر المكونات وعند أكثر الناس , أذكر أنا أكثر من لقاء حضرته في سيؤون , في دوعن , في المكلا , في وادي نحب في غيرها من الأماكن تحت مسميات كثيرة كلها تصب في أنه ينبغي أن نجلس , ينبغي أن نتعاون وينبغي أن ننتبه للقضايا الدخيلة علينا , وينبغي أن نسهم في صنع القرار , ينبغي أن نخطط لواقعنا لا أن يخطط لنا , كثير من اللقاءات هنا وهناك وكانت على مستوى من الهم والترتيب ولكن لم يكن هناك مكون فيما أرى أخذ زخم في اقبال الناس عليه وفي أحداث تغيير في الواقع مثل تأسيس مكون “حلف حضرموت” الذي احتضن في الآونة الأخيرة لما دعونا للمؤتمر احتضن فكرة المؤتمر وبدأ اليوم من خلال اصطفاف حضرمي, لكل حضرمي حق الاصطفاف فيه, لكل حضرمي حق المشاركة فيه, لكل حضرمي حق ان يطرح فيه سواء كان في الداخل أو كان في الخارج , طائر حضرموت بجناحيه جناح الداخل وجناح الخارج مع أخذ بعين الاعتبار لأهل التخصص , بالرأسمال في الخارج , بمن له علاقة بالخارج بالسلطة في البلد التي هو فيها كون هذا ايضًا سوف يسهم في إنجاح المؤتمر وفي أن يؤتي ثماره .
– المذيع : ما الذي يميز مؤتمر حضرموت الجامع الحالي عن اللقاءات السابقة التي كانت تعقد بنفس التطلعات والأهداف ؟
— الشيخ باعباد : اتساع مظلته والتي نرجو ان تتسع أكثر وأكثر , وهنا أؤكد على اللجان القائمة فيه أن تتسع دائرة علاقتها بكل الناس وأن تواصل التواصل معهم وقد بعثت رسميًا لكل مكون بأن يرسلوا رؤيته ونؤكد على اتساع هذه الدائرة أكثر وأكثر حتى لا يبقى حضرمي في الداخل ولا في الخارج الا وقد اعطي نافذة واسعة بأن يدلي من خلالها صوته بأن يشارك مع العلم أنه هناك اساءة فيما يبدو لي للفهم ان هذه اللجان التي تعمل اليوم اساءة من ناحيتين من ناحية أنها كثيرة لماذا هذا العدد أكثر من مائة شخص في اللجان, نقول الموضوع ليس في موضوع واحد ليس المؤتمر سيتكلم عن قضية محددة , مؤتمر تحت عنوان محدد .. لا , في أكثر من جانب سيتكلم المؤتمر جوانب مختلفة وكبيرة ومشاريع ضخمة وحجمها بحجم حضرموت الواسع وثقل حضرموت التاريخي والعيون اليوم ترمق هذه المنطقة بشيء من الملاحظة فقليل هؤلاء العدد لا اراه كثير اراه قليل , لأنه لكل لجنة , لكل تخصص متخصصين يجمعون الرؤى يبلورونها يقدمونها فما يبذل لا ينظر إليه بأنه كبير أو انه أعطي زخم أكبر .. الاساءة الثانية هذه اللجان ينظر إليها بأنها عندها حق أن تصيغ المخرجات والقرارات وهذا خطأ .. هذه لجان فنية بحت وظيفتها لا تتعدى جمع الرؤى وبلورتها وتقديمها أما قضية الاقرار للتوصيات والمخرجات فسيكون هذا للمرجعيات والنخب , وللحضارم كلهم أن يتدارسون ويقولون كلمتهم هذا المخرج وهذه التوصية مناسبة وعقلانية وقابلة للتنفيذ بما لا يضر الآخرين , نحن في هويتها ننفع ولا ننضر لكن في هويتنا أيضًا متى ما مكنا إلى أن ننجح سنبهر في النجاح في أي مجال من المجالات مجال دعوي علمي صناعي زراعي اكتفاء ذاتي , الحضارم لما مكنوا في الخارج هم خرجوا لا يملكون شيء من الأدوات لا يملكون شيء من الأموال يملكون مبادئ قيم أمانة اتقان علم اخلاق ذكاء , وكما قال الشاعر : “ولو ثقفت يومًا حضرميًا لا جاءك اية في النابغينا” يملكون هذه الأدوات التي حباهم الله بها والتي ورثوها من العلماء وعن الاخيار وعن الصالحين وعن المجتمع الحضرمي الذي توارث هذه المبادئ وهذه القيم وهذه العقلية النظيفة وهذا الذكاء وهذه النجابة فخرجوا بهذه الصفة لكن غرسوها في أرض خصبة مكنوا من غرسها فأنتجت اشجار اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل خير بإذن ربها , وصلوا إلى أعلى المناصب في الاقتصاد , وأعلى المناصب في الثقافة وفي العلم وفي الدعوة وفي الحكم وأعطوا مقاليد الحكم الحضارم في كثير من البلدان وأعطوا مقاليد القضاء كم قاضي في مصر في الدولة الكبرى أعطي على سبيل المثال الشيخ عبدالله بن محمد باعباد قال لما ذهب إلى مصر وجالسه شيخ الأزهر آنذاك رأى ما عنده من علم وحال العلم فقال له أن الكرسي الذي أنا اجلس عليه مشيخة الازهر أنته احق به قال لهذا العالم الحضرمي بما رأي فيه من حال العلم وسعته واطلاعه والصفات التي انبهر بها فنقول للمتوجسين من هذا المؤتمر لا عليكم ان تتوجسون ما عليكم الا ان تسهمون في إنجاح هذا المؤتمر الذي ثماره ستكون للحضارم وستكون لهم.
– المذيع : ما الأهداف الذي سيحققه المؤتمر لمحافظة حضرموت؟
— الشيخ باعباد : الأهداف كثيرة بداية هذه الأهداف في رأيي الوئام الحضرمي الذي انشقت عصاه وتصدع جداره وصار مثل ما يقول الحضارم “كل طير على سعفه” وسهام الحضارم توجه إلى بعضهم البعض من خلال تخوينهم لبعضهم البعض أو نظر لبعضهم البعض بأنهم عملاء أو الحفر لبعضهم البعض وعدم تكاملهم هذه الصفات دخلت على الثقافة الحضرمية صفات لا تليق بهم اصطفافهم ووئامهم تألفهم تعارفهم .. كانت لي زيارة قبل مدة في المكلا مع رؤساء اللجان مع المحافظ والشيخ عمرو حضرنا معهم فأعجبت ان كافة المنتسبين في تلك اللجان بدأوا يبعدون من انتماءاتهم الحزبية ويقربون من أن ينصهرون في حزب واحد اسمه حضرموت , على تلك الطاولة تألفوا وتعارفوا ذابت الحواجز التي افتعلتها الأحزاب , الحواجز الطائفية , الحواجز الفكرية , سوء الظن , شيء مما أحدثه الاعلام الزائف والممول والمظلل , والارتماء في احضان المصالح الشخصية كل هذا ذهبت بدأوا يحسون بأن طاقاتهم بدأت تشتغل في خير وأمانة وعمل عائد على أولادهم عائد على الناس كلها بالخير , هذا التقارب في حد ذاته مكسب , أنا قلت لهم اليوم بدأنا نقطف ثمار المؤتمر أنتم بالأمس كانت اقلامكم تتصيد عثرات بعضكم البعض , واليوم انتم تبنون لبنات هذا الاصطفاف من خلال هذا التحاور من خلال هذا التلاقي , من خلال البعد عن رؤاكم الحزبية إلى أن تفعلون أدواتكم وتجاربكم وخبراتكم السابقة في أن تصب في خير حضرموت ومصلحتها هذا من أولى الثمار .. لاشك أن الاهداف كبرى بكبر حضرموت , بثقل حضرموت , المشاريع ستكون ضخمة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو أمنية على قاعدة ما يرضي المولى سبحانه وتعالى تحكيم شرع الله , المظلة الاخلاقية , فتح المجال للمستثمرين الذين ينتظرون أرض صلبة للاستثمار , يعني لا ينبغي أن يكونوا الحضارم معولين على ثرواتهم في الأرض , ينبغي أن يعولون على الرأسمال الحقيقي وفي نظري هو العقل الحضرمي الذي متى تهيأت له الأسباب أن يبدع وأن ينجح سيبهر غيره , الخيرات أي كانت تحتاج إلى عدل, تحتاج أن تكون متاحة للكل , تحتاج أن تعود على الكل , أن تكون مسافة المختصين منها واحدة كلًا في مجاله , كلًا في تخصصه , كلًا يحرك امكانياته , المسافة واحدة , حضرموت التي نأمل أن تأتي في القريب هي لا تحابي بشيء من التمايز بين الناس , الناس كلهم أبناء هذه “الأم” التي ينبغي أن يبرونها وان تحتضنهم بدفئها وأن توزع خيراتهم عليها بالتساوي .
– المذيع : وهل هناك ثمار معينة سيجنيها المواطن بعد عقد المؤتمر الجامع؟
— الشيخ باعباد : لاشك أن الثمار الكبرى ستنعكس على كل مواطن , ستنعكس عليه في تعليمه المطعم بالأخلاق , المطعم بالتربية , المطعم بالتخصص في المجالات المختلفة , هناك كوادر علمية في الخارج درست ينبغي أن تفتح لها الحقول في كافة التخصصات , هناك أرض زراعية , هناك شركات نفطية ستكون مكاتبها داخل البلد سيجني الحضارم كلهم خير هذا الأمر , هناك ثروة سمكية ينبغي أن تستغل وأن يحافظ عليها التفكير ينبغي أن يكون نحو الاكتفاء الذاتي وأن يصل مستوى الوعي إلى المقولة التي تقول “من لم يأكل من فأسه لن يكون قراره من راسه” هذه مسألة مهمة ينبغي أن لا يكون يأخذ بها الحضارم فقط, بل أن يأخذ بها العالم الاسلامي والعالم العربي , اليوم أي افتعال حرب هنا أو هناك من تجار الحروب تعمل على الحصار , تعمل على غلاء الاسعار , تعمل على الارهان للخارج في لقمة العيش , لماذا لا نزرع هذه الأرض الخصبة؟ لماذا لا نبني السدود؟ لماذا الامطار الموسمية تذهب إلى البحار دون ان نستفيد منها؟ لماذا مشروعات التخرج حبيسة الادراج؟ لماذا لا تنفذ في الواقع؟ , ثم لماذا مشروعات التخرج لا تتناسب وواقع البلد؟ , لابد من أولويات في مشاريع التخرج ولابد أن تدعم ولابد أن تكون مشاريع التخرج تسير نحو الاكتفاء الذاتي هنا القوة , هنا التماسك , هنا الهيبة , هنا احترام الغير لنا .
– المذيع : ما المكانة التي ينبغي أن تكون فيها محافظة حضرموت ويتطلع لها الحضارم بشكل عام ؟
— الشيخ باعباد : شوف يمكن ان نبعد من الشكليات أنا اميل إلى المعاني وإلى روح المعاني , ادارة الحضارم لبلادهم أمل مشروع ” وأهل مكة ادرى بشعابها” , قضية الشكل في رأيي ان حضرموت في جغرافيتها , غير حضرموت في معناها , غير حضرموت في رسالتها , غير حضرموت في أهدافها السامية , غير حضرموت في سخاها وفي كرمها, غير حضرموت في رسالتها الدعوية , غير حضرموت في تقديمها للمخارج والحلول للمشاكل أي كانت في أي بقعة في العالم , ينبغي أن تكون همتنا كبيرة , مدرسة حضرموت مدرسة استطاعت ان تبهر العالم , فلماذا لا تستعيد مجدها , لماذا لا تستعيد قدراتها , لماذا لا يفتح لها المجال , لماذا لا يسلط عليها الضوء لماذا لا يفتح لصوتها ان يصل إلى الخارج لماذا هي حبيسة الحروب المفتعلة حبيسة المراحل التي غذتها بالشحن الطبقي , وهذه علمتها الرشوة والفساد , وهذه علمتها المصالح الشخصية , وهذه اوقعت شبابها في المخدرات , وهذه علمت شبابها الميوعة , لماذا نحن حقل تجارب يكفي من هذه المراحل التي ما أوجدت لنا الا ان نوجه سهامنا لبعضنا البعض , آن لنا أن نأخذ بيد بعضنا البعض أن نستخدم العصا لإنقاذ الغرقى لا لضربهم كي يغيصون أكثر وأكثر , العقلية الحضرمية الاسلامية تقول بالعصا ننقذ بها من وقع في الوحل اي كان , هنا سيساعدك هو , هنا ستبني صفحة جديدة لكن العقلية الشيطانية العقلية التحريشية العقلية السياسية المقيتة تقول لك ان تملك العصا اضرب غيرك , لماذا لأنه يخاف ان ينهض , التكامل ان انهض وان اساعده ان ينهض , نهوضه لي نهوض لي , خيره عائد عليّ وشره عائد عليّ لن أكون بمنآى عن شره ولن أكون بمآى عن خيره , فالأولى ان اساعده ان يسلك مسلك الخير , هذه عقلية ووعي ينبغي أن تتفاعل معه كافة المجتمعات , اليوم العيون ترمق من هم في اللجان , من هم سيكونوا بعد هذه اللجان في لجان أخرى أوسع أن تقر التوصيات وغير ذلك تتسع الدائرة أكثر وأكبر الكل يرمقهم اذا تساموا عن خلافاتهم سينعكس وعيهم على الشعب على الناس على الشباب ليفتحوا صفحة جديدة من التكامل , واذا لم يتساموا عن خلافاتهم ستكون خلافاتهم سواء كانت في الماضي أو في الحاضر تنخر في هذا الجسد وتصبه بالعلة وبالشلل وبالمرض ولم تقوم له قائمة , اليوم القضية قضية وعي اذا ساعدت أنا على وعي الناس ان يغلقون ملفات الماضي المقيتة وان يفتحون ملفات أخاء وتعاون جديدة فالتبشر حضرموت وليبشر من يأخذ من هذه التجربة في غير حضرموت بنهوض مبارك يعين الله من خلاله لأن الله يريد هذا الخير.
– المذيع : ماهي الرسائل التي يبعثها مؤتمر حضرموت الجامع للمحافظات الأخرى ؟
— الشيخ باعباد : نقول للأخوة أن كانوا في الجنوب أو في الشمال أن الحضارم من خلال هذا المؤتمر يخططون لأمن حضرموت واستقرارها , وأمن حضرموت واستقرارها عائد على أخواننا في الجنوب وعلى اخواننا في الشمال بالأمن والاستقرار والخير , ومثلما اسلفنا سابقًا مهم جداً ان يرتب البيت الداخلي الحضرمي كما يرتب البيت الداخلي في أي محافظة أو في أي مكان , المرحلة تقتضى أن يكون هناك اصطفاف وطني من غير انتماءات خارجية , من خلال تجربة الانتماءات الخارجية , رجل هنا ورجل هناك هذا ما اورث الا اغتراب , ودخلت المصالح الشخصية , ودخلت الناس في محاصصات حتى على مستوى المؤتمر ايضًا , نقول للحضارم أيضاً لا ينبغي أن يكون النظرة داخل المؤتمر نظرة محاصصة , أنا مش موجود في اللجنة الفلانية , أو أنا أفضل , أو شطحات أنا خير وأنا من يحسن الادارة من وجد كفاء وعلينا نحن بخبراتنا وتخصصاتنا ان نسهم , المجال مجال تعاون وتكامل , كما أيضًا اللجان التي ستكون فيما بعد وهي التي سيكون لها حق اقرار التوصيات أكيد ستكون دائرتها أكبر وتشمل الكل وستأخذ بعين الاعتبار كافة التخصصات.
– المذيع : في سياق المختصر حول خطاب الحضارم سمعنا خلال دعوتكم لمؤتمر حضرموت في الذكرى الماضية للشيخ سعد بن حبريش رحمه الله بدعوتكم للصلح عام بين ابناء محافظة حضرموت فما هي ثمار هذا الصلح الذي تدعون اليه ؟
— الشيخ باعباد : الحمد لله كان لي الشرف ان دعوت لمؤتمر حضرموت في ذكرى الشيخ سعد في مثل هذا الشهر في سوط بلبعيد وقبل هذا كانت الدعوة إلى صلح عام بين ابناء حضرموت لما رأينا من كثرة حوادث القتل في حضرموت وللأسف بأيدي حضرمية هنا قتل وهنا حادثة قتل وتأتي الينا القبائل وتأتي إلى غيرنا للدخول وإلى الصلح وغير ذلك هذه كلها أوجدت في النفوس ثارات وانقسامات وحزازات واذا ما استمر هذه لن يكون لقاء بين الحضارم , كيف سيكون لقاء بين قاتل ومقتول وبين قبيلة تدعي ان لها حق عند تلك قبيلة , أن تكون هناك قاعدة وأجواء مناسبة ومناخ صحي لعقد المؤتمر ينبغي أن يكون هناك صلح فدعوت للصلح في تلك الجمعة الغفيرة ولبت الناس , لأن الناس عندها ميل للصلح وللخير وصغت الصلح بيدي وقامت الناس ووقعت آنذاك , ثم دعونا للمؤتمر واحتضن “حلف حضرموت” المؤتمر , أرجو أيضًا أن تكون من التوصيات أن يكون هنا صلح محدد بفترة معينة خلال هذا الصلح يأمل الناس كلها من في الداخل ومن في الخارج على أن يسهمون في البناء يسهمون في صنع التغيير الايجابي وخلال هذه المرحلة ايضًا يدخل المصلحون لحل هذه القضايا , ليس الصلح معناه أن تلغى القضايا , لا بينما تأخر في المرحلة الحالية حتى لا يكون هناك احتقان وحتى يتقارب الناس كلًا يكمل الآخر والصلح خير..
– المذيع : الحديث شيق معك فضيلة الشيخ وذا فائدة كبيرة ولكن الوقت يداهمنا , وقبل أن نختم هذه الحلقة ما هي النصيحة التي يحب أن يوجهها سماحة الوالد عبدالرحمن باعباد لأبناء محافظة حضرموت خاصة وأبناء البلاد عامة ؟
— الشيخ باعباد : نحن كلنا بحاجة إلى أن نتناصح والنصيحة متى ما كانت في قالب رحمة وفي قالب وعي في قالب أخوة ستجد نفوذها إلى الفكر والعقل وستنساب إلى مغاور الفكر وتحدث التغيير , متى ما صلحت النية, صلاح النيات من فتح على نفسه باب نية صالحة , انصح نفسي والحضارم في هذا المؤتمر وأبناء اليمن على وجه العموم في المرحلة التي هي مخاض اليوم إلى أن تصلح نواياهم وإلى أن يقفون عن أيغار صدورهم بعضهم البعض من خلال الكلمات النابئة التي تستفز أو التي تقصى أو التي تقول للآخر أنت ليس لك الحق أن يكون لك مكان ولا أن يكون لك منصب ولا أن يكون لك دور أو تجعله في دائرة الإلغاء وربما تتطور المسألة إلى استحلال حق العيش للآخر هذه كلها لا تساعد الا على اضطراب في الواقع , الاعلام ينبغي أن يرشد الكلمات النابئة , ينبغي تنتهي , ينبغي أن يكون هناك طرح عقلاني شجاع , لكن بألفاظ راشدة بألفاظ مقبولة بألفاظ عقلانية بألفاظ عليها صبغة الاسلام أنا وأنت وغيري من الحضارم وغيري من اليمنيين والمسلمين سنسأل عن كل كلمة إذا خرجت الكلمة عن النية الصالحة وكلمة تثمر وتبني وليس تهدم وتوغر الصدر سيكون الفعل ايضًا فعل عقلاني لا تفتح الناس على هذه الكلمات باب شر ولا باب حروب , ينبغي الحروب ان تنتهي , ينبغي الصراعات أن يقف من يغذيها لم نستفيد منها إلا بروز مساحة للفقر واسعة , وأوبئة , وأمراض فتاكة وغيرها من الأمور التي هي في الحقيقة منتصرة في مثل هذه الحروب , النوايا الصالحة , الكلمات النظيفة , الافعال السديدة كلًا يتحلى بها حتى يمد الله بالمعونة وبالتوفيق , أنصح نفسي وغيري بأن نتقي الله في هذه الأمة, وأن نتقي الله في دوائرنا التي نحن فيها , وأن نحبب الخلق إلى ربهم وأن نحبب الناس بعضهم إلى بعض , وأن نمكن بعضنا البعض من أن يشرف على بقعته التي هو فيها , وان يرعاها , وان يأمنها , وان يستثمرها , وان تتاح له الفرصة في أن يحدث التغيير الايجابي , كما اوصي نفسي أيضًا وغيري بأن نحسن الظن بالمولى , وأن نتفائل , وأن لا نحبط ,وأن لا يدخل اليأس إلى قلوبنا ولا إلى افكارنا فما حدث وما سيحدث يحتاج إلى صلابة في الدين إلى قوة في الايمان إلى سعة في الفكر إلى سعة في القلب , متى ما اتسعت العقول واتسعت الاخلاق واتسعت الاطروحات سنستوعب بعضنا البعض .