أبناء الجنوب وقصص من الساحل الغربي
الجنوب اليوم | مقالات
وليد الصبيحي
شاء القدر بسبب العوز والفاقة أن ينخرط الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية في الالوية التي شكلتها دولة الامارات العربية المتحدة تحت مسمى “الوية العمالقة” للقتال في الساحل الغربي لتحرير مدينة الحديدة من الحوثيين. للأسف ظن أبنائنا أن المعركة ستكون سهلة مقارنة بما يمتلكه الحوثيون من أسلحة وامكانيات متواضعة، مع ما يمتلكه التحالف العربي التي تقوده العربية السعودية والامارات والاولية التي تم تشكيلها خصيصا لتحرير مدينة الحديدة، غير ان ما حدث كان هو العكس تماما حيث تصل الشاحنات بشكل يومي إلى مستشفيات عدن ولحج وعلى متنها عشرات الجثث لأبنائنا الاحرار الذين استشهدوا في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل . للأسف استغلت دولة الامارات العربية المتحدة حاجة شبابنا للزج بهم في معاركها الخاصة للسيطرة على موانئ البحر الأحمر خوفا منها لتعطيل ميناء دبي لصالح ميناء جوادر الباكستاني حيث تشير بعض المؤشرات بانه سيتفوق عما قريب على ميناء دبي الذي تعتمد عليه الامارات في اقتصادها بشكل رئيسي. استمعت لقصص وحكايات يشيب لها الرأس من بعض الشباب الجرحى الذين التقيت بهم بعد عودتهم من محرقة الموت في الساحل الغربي ،وكيف يتعامل معهم الاماراتي بلا مبالاة أو اهتمام عند اصابتهم أثناء المعارك وتأخر اسعافهم مقارنة بالجنود الاماراتيين الذين يأمرون وينهون من الخطوط الخلفية ، وكذلك عن الخيانات العديدة لطارق عفاش وجنوده وكيف يستعيد الحوثيين السيطرة على المواقع التي حررناها وسقط فيها العشرات من شهدائنا الابرار.
لذلك أتمنى ان تستمع مختلف القيادات والشخصيات الجنوبية المؤثرة للدعوات الصادقة لسحب شبابنا من محارق الشمال والعودة إلى حدود ما قبل العام 90م والاهتمام بالمحافظات الجنوبية التي عانت وما تزال الكثير من الإهمال والانفلات الأمني .