الإمارات وإسرائيل..علاقات سرية وعلنية
الجنوب اليوم | صحافة
قرقاش موظف ساذج يعبر عن سياسات دولة فاشلة
معاريف: شركات إسرائيلية للحفاظ على الأمن الداخلي في الإمارات
بلومبيرغ: تل أبيب تبيع للإمارات خدمات للحرب وتحرس النفط
التطبيع الرياضي والثقافي يسير على قدم وساق بين أبوظبي وتل أبيب
القوات الإماراتية تشارك إسرائيل سنويا في مناورات مشتركة
يثبت أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، يوما بعد الآخر، أنه مثال للموظف الساذج الذي يعبر عن دولة فاشلة، وسياساتها الخارجية المفضوحة، فحسب علم النفس السياسي فإن محاولات وصم الآخرين بتهم ما لهو خير دليل على ممارسة فعل الاتهام نفسه. ويحاول قرقاش تنظيف ثياب بلاده من تهم العمالة والتآمر على الأمتين العربية والإسلامية، من خلال العلاقات السرية والعلنية مع الكيان الإسرائيلي.
تلك العلاقات كشفت عنها العديد من وسائل الإعلام العالمية ومنها الإعلام الإسرائيلي نفسه، لعل آخرها ما كشفته شركات استخباراتية وتجارية إسرائيلية، تبيع معلومات وأدوات أمنية، عن تصدير خدماتها، إلى السعودية والإمارات.
وحسب موقع الخليجي الجديد كشف المدير العام لشركة “عرب ماركت” الإسرائيلية “إليران ملول”، عن النشاط التجاري الواسع لشركته مع دول الإمارات. وأكد محلّل الشؤون الأمنيّة والعسكريّة في صحيفة “معاريف”، “يوسي ميلمان”، أنّ شركة “آسيا غلوبل تكنولوجي” السويسريّة، التي يُديرها رجل الأعمال الإسرائيليّ الأمريكيّ “ماتي كوخافي”، فازت بعقدٍ بملايين الدولارات لبناء مشاريع للحفاظ على الأمن الداخليّ في الإمارات. كما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن دول مثل السعودية والإمارات تبادر أكثر إلى عقد صفقات مع شركات تجارية إسرائيلية، مبيّناً أن غطاءً كبيراً من السرية يُلقي بظلاله على العلاقات التجاريّة مع تلك الدول”، وفقا لما نقلته صحيفة “القدس العربي”. وكان موقع “بلومبيرغ” الأمريكي، أكد أن تل أبيب باعت للإمارات والسعودية خدماتٍ للحرب، كما أنها تحرس آبار النفط، وتزودهم بحراس شخصيين.
وخلال الشهر الجاري أكد موقع “i24” الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري بأنه سيتم رفع علم إسرائيل وإذاعة النشيد الإسرائيلي خلال إحدى بطولات الألعاب الرياضية في أبوظبي.
وأوضح الموقع الإسرائيلي أنه قد تم التوصل إلى تفاهمات مع مسؤولي الإمارات، وهذه التفاهمات تقضي بتمكين إسرائيل من المشاركة تحت العلم الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه في حال فوز المتسابق الإسرائيلي بميدالية ذهبية فعلى المنظمين الإماراتيين إسماع النشيد الإسرائيلي على شرف الإسرائيلي الفائز في المضيف وهي الإمارات.
ليست هذه هي الحادثة الأولى لعلاقات متطورة بين تل أبيب وأبو ظبي، ففي أكتوبر من العام الماضي، شارك لاعبو جودو من إسرائيل في بطولة “غراند سلام أبوظبي للجودو” لعام 2017، التي أقيمت في العاصمة الإماراتية، حيث حصل اثنان منهم على ميداليات ذهبية منهم لاعب يسمى فليكر، ولاعبة أخرى تسمى جيلي كوهين.
تطبيع رياضي
كما شارك فريق الدراجات الإماراتي في سباق “جيرو دي إيطاليا”، الذي جري في مدينة القدس المحتلة في مطلع مايو الماضي. ونشر مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية على حسابه بموقع تويتر صورا عديدة لهذا الفريق، علاوة على صور أخرى لفريق من البحرين. ورحب الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان بالوفدين الإماراتي والبحريني وكتب على حسابه بموقع تويتر: “أهلا وسهلا بفريقي الإمارات والبحرين اللذين يشاركان في سباق طواف إيطاليا الذي تستضيفه إسرائيل لأول مرة والذي ينطلق اليوم من أورشليم”.
وفي مارس الماضي، كشفت صحيفة إسرائيلية عن مشاركة رسمية إسرائيلية في سباق بطولة كأس العالم للراليات الصحراوية “كروس كانتري” المقامة في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية إن “إسرائيليين اثنين شاركا في البطولة، بعد دخولهما الإمارات بجوازات إسرائيلية برفقة ثلاثة من الموظفين الإسرائيليين”. واعتبرت الصحيفة أن هذه المشاركة هي علامة جديدة على حرارة العلاقات بين أبوظبي وتل ابيب. ولفتت إلى أن الفريق الإسرائيلي حظي باستقبال حار واحتضان من قبل المنظمين.
وفي المجالات السياسية والأمنية تشهد العلاقات بين الجانبين زيادة ملحوظة تظهر للعلن على كافة المستويات، حيث شاركت الإمارات وإسرائيل مؤخرا في مناورات عسكرية مشتركة في اليونان. ونشرت صحيفة هآرتس تقريرا لمراسلها يانيف كوبوفيش، ذكر فيه أن عددا من الطائرات الإسرائيلية تشارك إلى جانب العشرات من طائرات القوات الجوية الأخرى في مناورات تحمل اسم “إينيوهوس” التي تقام سنويا. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل والإمارات شاركتا في المناورات، لافتة إلى أنها “ليست المرة الأولى التي تشارك فيها الإمارات في المناورات إلى جانب إسرائيل باليونان”.
تنسيق أمني
وأكدت مصادر إسرائيلية أن قيادات الإمارات على تنسيق تام مع إسرائيل، حيث تورطت بالتعاون مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان في عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010. وبحسب التفاصيل، فقد دخل المبحوح دبي يوم 18 يناير 2010 “بجواز سفر مزور خوفا من السلطات الإماراتية، إلا أن ضاحي خلفان أبلغ محمد دحلان والأخير أبلغ المخابرات الأميركية التي بدورها أبلغت الموساد، وخلفان هو من أعطاهم كرت غرفة المبحوح وانتظرهم حتى يخرجوا، ليصرح أنهم الموساد.
وحسب المحللين فإن موقف الإمارات من إسرائيل لا يتطابق مع مواقف غالبية الشعوب العربية، فعلى سبيل المثال أعلن العديد من المسؤولين الإماراتيين وعلى رأسهم قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان رفضهم إقامة دولة فلسطينية، ودعوا العرب إلى الاندماج مع الإسرائيليين في دولة واحدة تجمع بين العرب واليهود، كما دعوا إلى ضم هذه الدولة إلى الجامعة العربية. فإسرائيل وفق أبوظبي ليست خطرا على العرب لأن العرب عاجزون عن مواجهتها، كما أشاروا إلى أن وجهة النظر التي ترى اليهود أعداء للعرب هي خاطئة، فالصراع بين العرب وإسرائيل هو صراع أبناء عمومة على ميراث أرض، بحسب مزاعمهم. ويؤكد المراقبون أن الجديد في العلاقات بين إسرائيل والإمارات أنها خرجت للنور بعد أن ظلت لسنوات طويلة في الخفاء.
بوابة الشرق