الجنوب اليوم ينشر البيان الصادر عن فعالية الذكرى الـ 11 للتصالح والتسامح في عدن .. على ماذا أكد البيان ؟
الجنوب اليوم – عدن
أصدرت اللجنة التحضيرية لفعالية الذكرى الـ 11 للتسامح والتصالح بيانا يعيد الجنوب اليوم نشره هنا:
البيان الصادر عن الذكرى الحادية عشر للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي – الجنوبي 13 يناير 2017م بسم الله الرحمن الرحيم
ياثوار الجنوب الاحرار .
ايها المقاومون الابطال لقد هلت علينا الذكرى الحادية عشر للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي – الجنوبي , هذه العملية التصالحية التاريخية التي ابدعها شعب الجنوب الابي وسط مأساته الانسانية الفجائعية التي فرضها عليه الاحتلال الهمجي البربري التدميري , وبوعي وادراك للأبعاد السياسية الوطنية اختار لها ان تكون البديل السياسي الوطني لذكرى يوم جنوبي مأساوي هو يوم الثالث عشر من يناير .
وهاهي تهل على مبدعها الجنوبي – الشعبي , وقد جرت في نهر صراعاته مع الاحتلال تطورات واحداث ودماء كثيرة اذ تبدلت في مساحته الزمنية خارطة التحالفات السياسية الداخلية والخارجية لتلتقي في المصالح والاهداف وتتشابك وتفترق – في ان واحد – ويغطى صراع المصالح والنفوذ الاقليمي والدولي في المنطقة العربية على حقائق الصراع وجذوره الداخلية ولا شك بان ابرز تجليات ذلك واقساه ظهورا , كدليل ملموس هو ما تتعرض له قضية شعب الجنوب الوطنية وكفاحه التحرري وتطلعاته الشرعية والعادلة في نيل حريته واستقلاله .
ايها القابضون على جمر الوفاء للشهداء
ان كل الجنوبيين بمختلف مشاربهم واطيافهم السياسية يعون خلفيات ودوافع وابعاد العملية التصالحية – الجنوبية السوسيو – سياسية والثقافية , فهي اذ جسدت وحدة مأساة شعب الجنوب بوحدة ارادته , فان من ابرز محركاتها الداخلية وابعادها السياسية مايلي :
1- ان الغالبية المطلقة من شعب الجنوب , لم تستوعب حجم المأساة الانسانية التي اخضعت لها وحسب , بل واستشعرت هاوية خطر سياسات الاحتلال الممنهجة لطمس هوية الجنوب : الارض والانسان , وصولا الى محو وجود شعب الجنوب ليغدو شعبا بلا ارض , لقد ادرك شعبنا ان مواجهة هذا الخطر لن يكون الا بتوحيد ارادته ليهتدي الى العملية التصالحية الوطنية الجنوبية .
2- ادراك شعبي واعي وغير واعي ان الخلاص من فاجعته الانسانية تستلزم – بالضرورة .
أ ) استعادة اللحمة الوطنية الجنوبية الواحدة , والتي تقتضي تجاوز صراعات الماضي السياسية التي غدت في ذمة التاريخ , وان البقاء في اسر الماضي يعني فقدان الهوية والوجود الجنوبي الجمعي وذلك بتوحيد الارادة الشعبية الجنوبية لمقاومةالاحتلال .
ب ) قطع طريق استخدام الاحتلال لصراعات الماضي السياسية الجنوبية لتطبيق سياسية (( فرق تسد )) .
ج ) ان خلاص شعب الجنوب من فاجعته الانسانية , لم ولن تتالي الا بالتحرر من الاحتلال باستعادة عزته وكرامته على ارضة في دولة وطنية جنوبية مستقلة وسيادتها على كامل ترابها الوطني بحدودها الدولية المعروفة دوليا ماقبل اعلان مشروع 22 / 5 / 1990م الفاشل , وهذا كان وما زال الهدف السياسي المركزي من عملية التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي – الجنوبي وثورته التحررية .
3– ان العملية التصالحية الجنوبية تعني :
أ ) وحدة الانتماء الى الام شعب الجنوب واماله وتطلعاته في حياة انسانية حرة كريمة على ارضة في دولة مستقلة كباقي شعوب المعمورة .ب ) عدم تكرار اخطاء الماضي السياسي من قبل الافراد والجماعات على السواء ما بعد اعلان العملية التصالحية في 13 يناير 2006م , ولا ينتمي اليها من لا ينتمي الى آلام وآمال شعب الجنوب والى ارادة غالبيته المطلقة الثائرة والمضحية في سبيل حرية الجنوب : الارض والانسان واستقلاله .
واذا كانت ثورة شعب الجنوب السلمية التحررية المستمرة التي انطلقت عام 2007م , احدى ابرز ثمار العملية التصالحية الجنوبية الواعية والهادفة , فان مرور احدَ عشر عاما عليها , بما قام على رافعاتها وبما اكتنفها من قصور تنويري وتوعوي لفهم ابعاد مفرداتها القيمة : الدينية والانسانية والسياسية العليا كعملية تمتد من الحاضر الى المستقبل , مؤطرة بالبعد السياسي الجنوبي المجسد لإرادة شعب الجنوب التحررية .
فاستثمر ذلك القصور في ارباك الافهام في الشارع السياسي الجنوبي الثائر لإفراغها من مضمونها السياسي التحرري , لنعيش – مند ذلك الحين جدلية اشتباك وصراع زمنين على وعلينا الجنوبي الجمعي , فاما وانتصرنا للمستقبل في صراعنا مع الاحتلال ومع عوائق ماضينا وعلله التي قادت شعبنا ليخسر , ليس دولته واستقلاله وحسب , بل يخضع لاحتلال اقتلاعي وذلك بروح ومطلب الثورة التحررية , واما وانتصر الماضي فينا لتنهدم جسور العملية التصالحية الجنوبية ليعد الاحتلال اعادة انتاج موتة في وعلى الجنوب , بارواح ودماء ابناء الجنوب , كما تشير حقائق المشهد الراهنة .
نعم – ايها الثوار البواسل – أن إحياء شعبنا لهذه الذكرى يأتي اليوم , ليس في ظل مشهد مختلف كثيرا عما كان عليه قبل عام 2015م وحسب , بل – وبرغم ما أحدثه من متغيرات – اشد تشابكا وغموضا وتعقيدا , وذلك بما يكتنفه من مفارقات , تلقي بظلالها المعتمة على العلاقة بين الأمل المضرجة بالدم الجنوبي الزكي , التي علقها شعبنا بعاصفة التحالف العربي العسكرية وبين الحقائق والمعطيات السياسية والعسكرية الصادمة لآماله والمتناقضة مع إرادته وشرعية وعدالة تطلعاته التحررية , تناقضا يرقى إلى حد الصدام العدائي .
ولذلك فإن شعبنا ومن منصة ذكرى تصالحه يجدد التأكيد على جملة قضايا لعل أهمها ما يلي :
1- تجديد التأكيد على حق شعب الجنوب الأبي في نيل حريته واستقلاله وسيادته على كامل ترابه الوطني في دوله مستقلة بحدودها الدولية المعروفة ما قبل إعلان مشروع 22 / 5 / 1990م الفاشل , كخيار نهائي لا رجعة عنه .
2- إن شعب الجنوب الأبي المتصالح .. المتسامح .. الثائر المضحي والمؤمن بعدالة وانتصار قضيته كحق موضوعي غير قابل للتقدم ولا الإلغاء , إذ يستوعب طبيعة الصراع وخارطة تحالفاته وعلاقة الجزئي فيه بالكلي في صراع المصالح والنفوذ الإقليمي والدولي في وعلى المنطقة العربية , فإنه يعتبر عن قلقه السياسي الكبير إزاء تغييب قضيته الوطنية عن المشهد وترتيبات المستقبل , وينتهز هذه المناسبة ليتوجه برسالته السياسية الى المجتمعين الإقليمي والدولي ولا سيما دول التحالف العربي , بوضوح على النحو التالي : أ ) ان الحاجة المتبادلة بين شعب الجنوب والتحالف العربي التي فرضتها ظروف الصراع ووحدة العدوان اختلفت الأهداف , هي عقد ضمني يستلزم – بمنطق الحق والمصلحة – الاعتراف المتبادل بمصلحة الطرفين . ب ) ان اعتراف شعب الجنوب بمصلحة ودور الأشقاء في التحالف العربي فيما اجترحته مقاومة الجنوب الوطنية من انتصارات ملحمية وبزمن قاسي , لا يلغي حق شعب الجنوب في الاعتراف بمصلحة ودوره في المعركة كشريك ند في الخسارة والمصلحة . ج ) ان شعبنا الثائر , المغيبة قضيته فيما تسمى بمرجعيات الحل السياسي وفي خارطة الحل الأممية وغيرها من مبادرات التسوية تعطيه كامل الحق في إتباع كل الوسائل والأساليب المشروعة لإعادة حضور قضية إلى المشهد , كقضية مستقلة عن صراع قوى الاحتلال على السلطة والثروة .
3- ان شعبنا الثائر لم ولن يقبل بما رفضه الثوري الهادف أرواحا ودماء شهدائه وجرحاه وأسراه وتشردا الى اليوم , ناهيك عن أن يقبل جريمة إعادة إحياء الاحتلال في وعلى أرضة في مفارقة غير مسبوقة في تاريخ كفاح الشعوب من اجل الحرية تحت أي مسمى او ذريعة .. وطالما وشعبنا لم يكن طرفا في المبادرة الخليجية وحوار الاحتلال فإنه غير ملزم سياسيا ولا قانونيا بتنفيذ مالم يكن طرفا فيه .
4- يجدد شعبنا التأكيد على رفضه لسياسة تجاهل شهداء وجرحى ثورته السلمية التحررية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها الاحتلال بحقه .. إذ ليس مقبولا التفريق بين شهداء شعبنا فهم في مرتبة واحدة منذ عام 1994م إلى اليوم , وان الصمت لن يطول إزاء إهدار تضحيات شعبنا وتقسيمها وفق إرادة مرتكبي الجرائم بحقه بل أن شعبنا يتمسك بحقه في ملاحقة مرتكبي الجرائم الأنفة الذكر عاجلا أو أجلا .
5- أن اعتقاد فرض تسوية سياسية للصراع بتجاهل حق شعبنا وإرادته التحررية يستحيل أن تحظى بالنجاح , بل وستفاقم الصراع , إن لم تتضمن الاعتراف بحق شعب الجنوب الوطني المستقل في تفاوض ندي مع حكومة الاحتلال المتأتية عن التسوية , على ترتيبات إعادة الوضع بين الدولتين إلى ما كان علية قبل 22/ 5/1990 .
6- ان شعبنا لم ولن يقبل بغير استعادة عزته وكرامته على أرضة في دولة مستقلة من حوف شرقا إلى ميون غربا ولن يرمم – بسذاجة سياسية – نير احتلاله بأرواح شهدائه ودماء جرحاه … ولن يقبل – مهما كانت المعضلات بتغيير لون القيود التي ثار لتحطيمها أو بطعم تخفيف شروط عبوديته .
7- نجدد تأكيدنا أن الجنوب ارض طاردة للإرهاب وتربية ابنا الجنوب وثقافتهم المدنية لن تقبل بأي حال من الأحوال تحويل الجنوب إلى ارض محروقة بفعل الإرهاب وصانعيه ومموليه .
ولهذا فان أبناء الجنوب يؤيدون الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب واجتثاثه وتجفيف منابعه المجد للشهداء والشفاء للجرحى والعزة للجنوب وأنها لثورة حتى النصر
صادر عن اللجنة التحضيرية للذكرى 11للتسامح والتصالح والتضامن الجنوبي 13 يناير 2017م العاصمة عدن.