منبر كل الاحرار

الدكتور اليزيدي يكشف الدور الإماراتي الخفي في إجهاض القضية الجنوبية

الجنوب اليوم | خاص

 

أكد الدكتور بليغ اليزيدي أن من يتوغل في أرض الجنوب لايمكن أن يساعد الجنوبيين في إستعادة دولتهم المستقلة ، وناقش اليزيدي في مقال حمل عدد من الاشارات الاستفهامية موقف الإمارات من القضية الجنوبية و المستقبل السياسي للجنوب ، وأجاب على عدد من التساولات رصدها ”  الجنوب اليوم  ” منها ،
السؤال الذي يجيب عليه الجميع وان كانت الإجابات مختلفة دائما , وبعيدة عن الواقع في الأغلب , هل تؤيد الإمارات القضية الجنوبية و الأهداف الجنوبية وتقف معها . أم أنها تقف ضدها ؟ والإجابة على هذا السؤال ستساعدنا على الإجابة على نفس الشأن و التي تخص المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من ابوظبي .

و قبل الولوج إلى الموضوع لابد لنا من مقدمة صغيرة , فمن المعروف أن أهم القواعد الرئيسية في تقدير الموقف السياسي لدولة أو قضية أو تنظيم ، ضرورة الابتعاد على الأحكام المسبقة، وعدم الاستناد على الحدس والمشاعر أو الماج الشعبي العام المتغير بالضرورة والذي لا يعرف الثبات ويخضع لتأثير الإعلام الموجه، وإنما على الأدلة والأسباب، و أن تقدير الموقف السياسي ليس مجرد رأي ، وليس بالضرورة دائمًا سلبيا أو إيجابيا، و لا يوجد أبيض أو أسود كما يعتقد كثير من الجنوبيين، وإنما هناك مساحات من اللون الرمادي .

كما أن عملية تقديرنا للموقف السياسي للإمارات (التي قدمت نفسها في التحالف الذي تقوده السعودية , كجالبة للاستقرار) , اتجاه الجنوب , لابد أن ترتبط بشكل وثيق مع تحليلنا لهذا الموقف السياسي الرسمي المعلن ، والذي من خلاله يمكن التعرف على عناصر القوة والفرص المتاحة والمخاطر والتحديات، والفهم الصحيح للأحداث السياسية، وفهم أفضل لطريقة تشكُّل القوى السياسية الجنوبية بعد العام 2015 م ، وأوزانها النسبية، وبالضرورة كلما تنوعت المعلومات المتوفرة لدينا ، كلما كان التحليل أكثر إقناعا وقبولا لدى المتلقي .

وحتى يسهل علينا التحليل , ويتيسر التناول , سأحصر حديثي هنا في نقطة جوهرية , و التي بها سيقاس الموقف الإماراتي من الجنوب , ألا وهي موقف الإمارات من هدف الشعب الجنوبي والثورة الجنوبية في الاستقلال و استعادة السيادة على كامل التراب الوطني الجنوبي قبيل اتفاق 1990 م , ومنه يمكن قياس موقفها من باقي المواضيع ذات الأهمية . كموقفها من المبدأ الأخلاقي للثورة الجنوبية وحراكها السلمي التحرري , ونعني التصالح والتسامح . و موقفها من المقاومة الجنوبية , وأخيرا علاقتها بالشعب الجنوبي وحقوقه الإنسانية .

موقف الإمارات من الهدف الجنوبي في الاستقلال واستعادة السيادة :

لعل من الواضح لكل ذي لب أن الضدان لا يجتمعان , و لا يلتقيان أبدا , وقياسا على هذه السنة الكونية , نسأل : هل يمكن أن يقف أي طرف مع استعادة الجنوبيين لسيادة أراضيهم ودولتهم , فيما يصر ويخطط على البقاء فيها وتعزيز تواجده العسكري في أراضي الجنوبيين تحت أي ذريعة و أي واجهة , حتى وان انتهت الحرب مع الحوثي وانتهت سيطرته على اليمن ؟

حسنا , لماذا لا نعود إلى تصريحات القيادة الإماراتية نفسها في هذا الشأن ؟

نشرت (الاندبندت البريطانية) مقالا أعده (بيل ترو) , ونشر في 15 أغسطس 2018 م جاء فيه ما يلي ( إن قائدا ذو رتبة عالية في القوات المسلحة الإماراتية يدعى علي ردد كثيرا أنه حتى إذا انتهت حرب الحوثي ، فإن دولة الإمارات ستواصل محاربة &العدو العالمي& القاعدة).

وهو ما يعني أن وجود الإمارات في الجنوب , ونعني وجودها العسكري قبل كل شيء, أيا كانت الواجهة لهذا الوجود , سيستمر طويلا , وان وجودهم وسيطرتهم على الأراضي الجنوبية , لا يرتبط بأي حال من الأحوال باستقلال الجنوب السياسي , وتسليم السلطة وبالتالي تسليم السلاح العسكري إلى يد الجنوبيين و بالتالي احترام السيادة الجنوبية , بقدر ما يرتبط بدورهم كسلطة لها سيطرة على الجنوب تمول وتدير محاربة الإرهاب , وهي إستراتيجية أمريكية , لا تزال نتائجها ترى في العراق حتى الآن .

لا يبدو الأمر مقنعا كثيرا ! حسنا لماذا لا نعود لنفس المقال حيث يرد فيه ما يلي (ففي مقابلات نادرة مع كبار قادة الإمارات في كل من أبو ظبي واليمن ، توعد ممثلون عن دول الخليج بالبقاء بقوة في اليمن إلى أن تتعرض القيادة المركزية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية للفناء . حتى لو كان ذلك يعني التورط بعمق في النزاع الجاري في البلاد لأمد قد يمتد طويلا بعد نهاية الحرب مع الحوثيين).

وقد أشار موقع (مشروع مواقع النزاع المسلح و بيانات الحدث ) (ACLED ) إلى ذلك بوضوح في تقريره المنشور بتاريخ 10 أكتوبر 2018 م والذي جاء تحت عنوان ( تصدير عدم الاستقرار: دور الإمارات في اليمن وقرن أفريقيا ) وتحت عنوان (مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن: أتينا لنبقى؟ ) حيث ورد فيه ما يلي (ومع ذلك ، يبدو أن التحليل الدقيق لأفعال الإمارات العربية المتحدة يشير إلى أنها تحاول إقامة وجود عسكري دائم ، لا سيما من خلال إنشاء قوات أمن محلية قادرة على تأمين مصالحها في البلد).

فيما أورد موقع ( انترناشيونال بوليسي دايجست ) (هInternational Policy Digest ) في مقاله ( دور الإمارات في اليمن ) والذي نشر في 20 مارس 2018 م نقلا عن &الشاهد& الإخبارية في اليمن , انه في تغطية متلفزة للأمين العام لدولة الإمارات العربية المتحدة محمد عتيق الفلاحي من الهلال الأحمر الإماراتي ، (مهددًا على قناة فضائية للاعتراف بالحوثيين و شرعيتهم في اليمن إذا تم سحب ميناء عدن من الإمارات العربية المتحدة).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com