ملف المعتقلين: الإمارات «تُثخن» بحق السجناء و«الشرعية» صامتة
الجنوب اليوم | العربي
يواصل سجناء بئر أحمد، الإضراب عن الطعام، بعد أن بعثوا رسائل من داخل المعتقل تدعو إلى الإفراج الفوري عنهم وتحمّل «التحالف» و«الشرعية» المسؤولية عن حياتهم. ويستمر إضراب المعتقلين، بالتزامن مع تسريب صور لسجناء عُذبوا وتشوهت أجسامهم، وبعض منهم فقد مداركه العقلية بسبب التعذيب في سجون عدن التي تديرها الإمارات، الأمر الذي أثار ردود أفعال واسعة، تطالب بوقف الانتهاكات بحق المعتقلين.
رسالة من السجناء
تلقى «العربي» رسالة من سجناء بئر أحمد، أكدوا فيها رفضهم «الإفراج بالتجزئة عن 11 من السجناء قد وجهت النيابة الإفراج عنهم قبل 6 أشهر». وأوضحوا أن «الإضراب مستمر لليوم الـ20، وحالة 24 معتقلاً تدهورت وأُغمي عليهم».
واستنكر السجناء عدم استجابة «الشرعية» و«التحالف» لمطالبهم برغم أنهم سربوا صوراً وأفواههم مخيطة احتجاجاً على اعتقالهم لأكثر من سنتين دون محاكمات.
وتداول ناشطون صوراً تظهر المعتقل يوسف بن يوسف القباطي، وأثار التعذيب فتكت بجسمه النحيل، وأكدوا أن القباطي فقد عقله بسبب التعذيب في سجن الجلاء الذي يشرف عليه قائد «اللواء الأول إسناد»، العميد منير اليافعي. وأكدت مصادر «أن أكثر من معتقل فقد عقله ومن ضمنهم نضال محمد، ونوفل محمد وهما أيضاً كانا في سجن الجلاء».
تصعيد لأهالي المعتقلين
إلى ذلك، صعّد أهالي المعتقلين، من وقفاتهم الاحتجاجية أمام مقر «التحالف»، ومبنى وزارة الداخلية بعدن، مطالبين بالكشف عن مصير المخفيين قسراً والإفراج عن المعتقلين.
ودعت أسرة المعتقل ياسر محمد قاسم الكلدي، الذي توفي بسبب التعذيب في سجن الجلاء، إلى وقفة احتجاجية أمام مبنى الداخلية يوم الأحد. وأكدت الأسرة لـ«العربي» أن «الكلدي أعتقل في رمضان الماضي، بشكل مفاجئ، ولم يكن له أي نشاط سياسي أو إرهابي»، موضحةً أنه «يبلغ من العمر 49 وأب لـ7 أطفال، وعاطل عن العمل».
وبحسب حديث الأسرة لـ«العربي»، فإن «خبر وفاته وصل إليهم عبر سجناء كانوا معه في سجن الجلاء، وكشفوا عن تعرضهم للتعذيب من قبل منير اليافعي صعق بالتيار الكهربائي»، مشيرةً إلى أن «ياسر أوصى المعتقلين قبل موته وهو يحتظر أن يخبروا أهله بوفاته».
وأضافت أن «السجناء قالوا إن منير اليافعي، أخذ الجثة وأخفاها، ومن ثم عاد يهدد السجناء في حال تحدثوا عن وفاة ياسر، فإن مصيرهم سيكون التعذيب حتى الموت».
منظمات تحمّل أبوظبي المسؤولية
في غضون ذلك، حمّل «مجلس جنيف للحقوق والعدالة»، دولة الإمارات المسؤولية الكاملة عن أوضاع المعتقلين، داعياً إلى «وقف الانتهاكات المروعة تجاه المعتقلين اليمنيين في سجون أبوظبي بعدن».
وقالت «المنظمة» إن «جرائم تعذيب وابتزاز جنسي تحولت إلى سلوك ممنهج في حق مئات المعتقلين داخل السجون التي تشرف عليها الإمارات بشكل مباشر، أو عبر جماعات مسلحة تدعمها أبو ظبي».
واتهم نشطاء متضامنون مع المعتقلين، «اللجنة الوطنية للتحقيق في الانتهاكات» بـ«ممارسة التضليل فيما يتعلق بالانتهاكات». وقالوا إن «اللجنة شكلتها الإمارات من مجموعة من النشطاء،من أجل تبييض جرائم الإمارات بحق المعتقلين».
ونشر النشطاء صوراً تظهر حجم التعذيب على أجساد المعتقلين، وبعدها وجه وزير الداخلية أحمد الميسري، وكيل النيابة القاضي علي جميل، للنظر في الانتهاكات. وبحسب مصادر فإن «جميل استمع إلى شهادات السجناء ووعد برفع القضية إلى الجهات العليا».
ووفق مراقبين فإن ملف المعتقلين تشرف عليه الإمارات، الأمر الذي يجعل من أي جهود تقوم بها «الشرعية» تنصدم برفض أبوظبي، تسليم ملف المعتقلين إلى الجهات الرسمية، وتُثخن أبو ظبي بحق المعتقلين وتخفي جثث المتوفين، في ظل صمت «الشرعية». وبحسب المصادر فإن أكثر من 42 معتقلاً توفوا تحت التعذيب. وكشف لـ«العربي» القيادي عادل الحسني، الذين كان معتقلاً في سجون تديرها الإمارات، أن جثث «المتوفين تحت التعذيب تخفيها الإمارات وتأخذ إلى أعماق البحر، وبعضها يرمى في المناطق البعيدة من المدن، وجثث أخرى يرمونها طعاماً للكلاب».