تقرير يكشف خفايا الإحتلال الإماراتي في الجنوب
الجنوب اليوم | صحافة
تعزز الامارات، التي تحولت الى دولة احتلال، في اليمن قبضتها على العديد من المدن والمحافظات الجنوبية، بما فيها من مطارات وموانئ ومنشآت نفطية، لكن ليس بفضل جنودها أو قواتها أو حنكة قيادتها بل بفضل المرتزقة الأجانب، الذين يقومون بمعظم الأعمال الوحشية لصالح نظام أبوظبي.
وفي تقرير نشره موقع “اليمن نت”، فقد دخلت الامارات اليمن تحت غطاء التحالف الذي يواجه الحوثيين، غير أنها توسعت في بعض المحافظات الجنوبية بحجة مكافحة القاعدة، لتدير المُدن والبلدات بالمرتزقة الأجانب الذين يتقاضون ملايين الدولارات. وتحرص الإمارات على أن تضع نفسها في قلب العاصفة المجتمعية في اليمن، لتصل إليها الإشارات بارتكاب جرائم حرب، خلال العام الماضي قامت منظمات عِدة في أوروبا بتقديم دعاوى قضائية ضد ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد حاكم الإمارات الفعلي.
مهام المرتزقة:
تنقسم مهام المرتزقة حسب طريقة التجنيد، فمئات من المرتزقة الذين يقاتلون مع أبوظبي تم تجنيدهم ضمن وحدة خاصة في الحرس الرئاسي الذي يتبع محمد بن زايد مباشرة ويديره جنرال استرالي. ومهمة هؤلاء الذين أغلبهم من أمريكا اللاتينية هي القيام بعمليات نوعية وهجمات إما على المقاومة الشعبية أو تنفيذ مداهمات واعتقالات لقيادات المقاومة وبعضهم يقوم بمهمة تدريب القوات العسكرية التابعة لأبوظبي. وقال خمسة من قوات الحزام الأمني في عدن لـ ”اليمن نت” في مقابلات متفرقة خلال الشهر الجاري إنهم تلقوا تدريبات على يد مرتزقة أجانب في قاعدة عصب في إريتريا. وأن القادة العسكريين الجنوبيين كانوا ينفذون كل ما يأمرهم به المرتزقة. وقال محمد يحيى إنه تلقى تدريبات خاصة على يد قادة عسكريين يرتدون الزي الإماراتي لكنهم لا يتحدثون العربية، وكان يلزم وجود مترجم لتوجيه الأوامر. ولفت يحيى إلى أنه خرج من الحزام الأمني واتجه إلى تعز من أجل الحماية من الاغتيال بعد أن قامت قوة الحزام الأمني باعتقال شقيقه الذي كان جزءا من المقاومة الجنوبية. فيما بقي الأربعة الآخرون الذين تحدثوا لـ”اليمن نت” في عدن.
وأشار يحيى إلى أن جنود شماليين ضمن قوة الحرس الجمهوري تلقوا تدريبات -أيضاً- على يد المرتزقة في عصب وعدن وفي شبوة وحضرموت وأن معسكراً كبيراً في صحراء حضرموت لتخريج دفعات من الميليشيات التابعة للإمارات تخوض فيه التدريبات. وقال عادل الحسني وهو قيادي سابق في المقاومة الشعبية التي واجهت الحوثيين في عدن واعتقلته الإمارات لقرابة العام في سجن بئر أحمد سيئ السمعة خلال مقابلة تلفزيونية إن المرتزقة موجودون في القاعدة العسكرية الإماراتية في خور مكسر بعدن، كما أن المرتزقة يقومون بحماية السجون السرية وقتل من يحاول الفرار. وأضاف الحسني أن المرتزقة الكولومبيين كانوا يقومون بتعذيب المعتقلين في السجون وأيضاً مسؤولون عن نقلهم إلى دورات المياه وأماكن الطعام.
الاغتيالات:
العام الماضي انفضحت دولة الإمارات العربية حين أكدت شركة مقاولات عسكرية أمريكية، أنها قامت بالعمل لصالح أبوظبي في جنوب اليمن لاغتيال قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وقيادات سياسية وعسكرية موالية للشرعية اليمنية. وفي تقرير نشرته صحيفة BuzzFeed في أكتوبر الماضي، كشف النقاب عن أن شركة Spear Operations، قامت بتنظيم فرقة خاصة تمولها الإمارات في اليمن. واعترف مؤسس الشركة الإسرائيلي أبراهام جولان، والجندي السابق في سلاح البحرية الأمريكية، إسحاق جليمور، بالقيام بالاغتيالات في اليمن. ويبدو أن الشركة استأجرت العديد من المحاربين القدامى للولايات المتحدة وأفراد الاحتياط، بما في ذلك واحد تقاعد من فريق سيل 6 المعروف جيداً (المسؤول عن قتل أسامة بن لادن). وتحدث التقرير عن محاولة تصفية انصاف مايو القيادي في حزب الإصلاح وعضو البرلمان اليمني بوضع متفجرات على مقر الحزب عام 2015 وكان الهدف نسف المبنى الذي كان فيه عشرات المواطنين والصحافيين اليمنيين. ودفعت أبوظبي 25 مليون دولار للشركة التي قامت بالاغتيالات. وشهدت مدينة عدن تنفيذ أكثر من 200 اغتيال منذ 2015م.
المرتزقة الأفارقة:
هؤلاء هم “حطب الإمارات” كما قال مقاتل سوداني تم تجنيده للقتال في اليمن، لصحيفة نيويورك تايمز قبل أسابيع. ففي ابريل 2018 نشر “اليمن نت” خبراً أن مرتزقة أفارقة يقاتلون ضمن قوات طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل الذي يقاتل في معسكر الإمارات ضد الحوثيين في الساحل الغربي للبلاد. وتطابقت روايات ثلاثة مسؤولين يمنيين تحدثوا لـ”اليمن نت” أن المقاتلين الأفارقة ليسوا من القوات السودانية الرسمية بل من جنسيات متعددة “أوغندا، وتشاد وكينيا ودارفور السودان”. ويتلقى المرتزق الواحد بحسب شهادات بين 500 إلى 1000$ شهرياً، وخلال القتال يتلقون مصروفات يومية بين 100 إلى 500$، هذا بالنسبة للأفارقة، أما الذين من أمريكا اللاتينية والفرنسيون وبقية الدول الأخرى فيتقاضون بين 800 إلى 1000$ شهرياً مع مصاريف أسبوعية 1000$ في حال القِتال، كما أن أبوظبي وعدتهم بتجنيس عائلاتهم ونقلهم للدراسة في أبوظبي على نفقتها في حال قتلوا، وهذا الحافز ليس للأفارقة، بل فقط للقادمين من أمريكا اللاتينية.
بوابة الشرق