صيادو المهرة ضحايا الغول السعودي.. مصادرة للرزق واحتلال للبر والبحر
الجنوب اليوم | تقارير
بصلف وعنجهية لم يسبق لها مثيلا، تواصل القوات السعودية الإماراتية المتواجدة في محافظة المهرة -وسط رفض شعبي واسع لها-ممارسة مضايقتها ومحاولات منع الصيادين اليمنيين من الصيد في مياههم.
القوات السعودية المتواجدة في سيحوت أصدرت، قرارا بمنع الصيادين من الاقتراب للمواقع التابعة لها، ومنع الاصطياد بشكل كامل في سواحل المديرية.
وحيث لا مصدر دخل لهم سوى الصيد، ومع هذا أو بدونه لا حق لمحتل أن يملي قراراته على صاحب الأرض، يشكوا الصيادين من المضايقات التي يتعرضون لها من قبل القوات السعودية في سواحل المهرة.
يتجاوز الأمر التضييق على الصيادين من أبناء محافظة المهرة ومنعهم من جلب رزقهم، ليصل إلى تهديد البيئة البحرية بسماح وحماية تلك القوات المتواجدة على طول الشريط الساحلي في محافظة المهرة لسفن تجارية تابعة عليها أعلام سعودية وإماراتية بالصيد الجائر لأسماك بحر العرب.
يجري هذا كله وسط تعتيم إعلامي في محافظة يمنية لها سلطة تابعة لحكومة معترف بها دوليا، لكنها تكتفي بالصمت في أحسن الأحوال عما يحدث لمواطنيها في المهرة، إن لم تساند الغزاة الجدد وتمهد لهم الأرض ليعيثوا فيها الفساد.
لم يحدث هذا منذ مئات السنين..
يحمل “أحمد” وهو أحد العاملين في مهنة الصيد بشواطئ سيحوت شبكة صيده، مستعيدا مجد قرون مضت لم يقل فيها غريبا، عوضا عن غريب مسلح، ليمني في أرضه:
توقف عن الاقتراب مني، ولا تصطاد في مياه بحرك. يحاول تصديق ما يحدث في سواحل المهرة من قبل قوات الأشقاء الأعداء، طالبا نشر مناشدته للناس: البحر هو رزقنا ورزق أبنائنا، ومحاولات منعنا من الاصطياد لم تحدث منذ مئات السنين”.
انتهاك للسيادة وتهديد للبيئة البحرية..
يدور أحمد بجسده النحيل باتجاه الشاطئ الذي كان يمنيا قبل وصول الجنود، فيقول: “جميعنا وخلال الصيد شاهدنا ونشاهد سفنا تجارية تمارس الاصطياد بشكل جائر بحماية من القوات السعودية المتواجدة على طول الشريط الساحلي لمحافظة المهرة”.
يشير بسبابته نحو الشاطئ الممتد متابعا حديثه: “نمنع نحن أصحاب الأرض من الصيد، فيما نشاهد سفنا عليها علم الإمارات والسعودية ودولا أخرى تمارس الاصطياد بشكل جائر وبطرق مخالفة في استهداف واضح للبيئة البحرية في بحر العرب، ومحاولة تدميرها”.
يتذكر أحمد أنه مواطنا يمنيا وله سلطة محلية وحكومة شرعية مسؤولة عن حمايته وحماية البلاد، فيطالب بنبرة صوت يائسة بـ “التدخل وحماية الصيادين في المهرة وباقي سواحل البلاد من الإجراءات التعسفية، وما يتعرضون له من قبل قوات التحالف السعودي الإماراتي”.
هيمنة سعودية مطلقة..
في تقرير مطول لموفد لها إلى المهرة، تحدثت صحيفة صنداي تليغراف البريطانية قبل أيام، عن تفاصيل الهيمنة السعودية على مختلف الأصعدة في المحافظة الاستراتيجية، مبررة ذلك بـ “مكافحة التهريب” الأمر الذي ينفيه أبناء المحافظة مرارا وتكرارا.
التقرير نقل عن صيادين في مناطق الصيد بالمهرة قولهم إن القوات السعودية تهددهم بمصادرة معداتهم إذا تم القبض عليهم في البحر.
وقال عبدالعزيز سلمان، أحد الصيادين الذين اضطروا بفعل الممارسات السعودية إلى التوقف عن الصيد: “إذا كنت تكسب الآلاف من قبل، الآن تحصل على الفتات، لقد أوقفنا تماما تقريبا. انظر إلى محركاتنا، لقد قمنا بتغطيتها لأننا لا نعمل. ”
يضيف سلمان: “إني أمارس الصيد منذ عشرين عامًا، وكان والدي صيادًا، وسيكون أبنائي جميعًا صيادين”، مؤكدا ما لا ترغب السعودية في سماعه: “لا يوجد مهربون هنا، فقط صيادون”.
مداهمات وتحذيرات..
في يناير كانون الماضي من العام الحالي هاجمت قوات سعودية صيادين يمنيين في منطقة الفيدمر بمديرية بلحاف، واقتحمت مخازنهم وأتلفت آلات وأدوات ووسائل اصطيادهم المتواضعة بما فيها شباكهم البدائية التي تمثل بالنسبة لهم مصدر رزقهم الأوحد ووسيلتهم لإعالة أولادهم وتوفير الحد الأدنى من أساسيات الحياة.
ورغم ما لاقت الحادثة من استهجان شعبي واسع إلا أن القوات السعودية استمرت في محاولاتها التضييق على الصيادين وإصدار التعميم تلو الآخر، مستغلة ولاء السلطة المحلية في المهرة لها، والتآمر معها على حساب السيادة اليمنية، وحقوق مواطنين بسطاء كأبناء المهرة.
القرار السعودي الأخير لاقى غضبا واسعا هو الآخر، حيث عبر عدد من الشخصيات الاجتماعية في سيحوت عن استهجانهم مثل هذه القرارات والاستفزازات التي تقوم بها القوات السعودية. محذرين من محاربة أبناء سيحوت في لقمة عيشهم ومصدر رزقهم الوحيد المتمثل في صيد الأسماك، وما قد يترتب عليها من تداعيات “لا تحمد عقابها
المصدر: المهرة بوست