باعوم .. الإماراتيون يحتلون الجنوب ويمولون حربهم بنفط حضرموت
الجنوب اليوم | صحافة
نشرت صحيفة ” لافانغوارديا” الإسبانية حوارا مع رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي في اليمن، فادي حسن باعوم.
وقالت الصحيفة، انه يوجد في اليمن عدة مجموعات تنادي باستقلال الجنوب، على غرار فادي باعوم، رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي، الذي يديره والده حسن باعوم.
وذكرت الصحيفة أن فادي باعوم طالب في عدة مناسبات، بالاعتراف باستقلال الجنوب، دون التوصل إلى اتفاق.
وأوضح باعوم: “لقد اعتمدنا استراتيجية سلمية للاستقلال سنة 2008، واتبعنا هذا المسار، لكن كل شيء تغير بحلول سنة 2015 مع بداية الحرب. و قبلها في أسبوعين، دُعينا إلى أبوظبي حيث أراد الإماراتيون إشراك الجنوب كله في قضية مشتركة. وكان أول ما أخبرونا به أنهم يريدون منا أن نوحّد صفوفنا لمحاربة الحوثيين”.
وأضاف فادي باعوم: “نحن على استعداد لمحاربة أيّ طرف إذا لزم الأمر، لكن هل ستعترف الإمارات بالجنوب كدولة مستقلة؟ لقد أقر الإماراتيون بأن ذلك غير ممكن وبأنهم لن يعترفوا سوى بمبادرة مجلس التعاون الخليجي لسنة 2011، بشأن حكومة وحدة مع عبد ربه منصور هادي، وهم يريدون استعادة الشرعية التي استولى عليها الحوثيون”.
وفي حديثه عن ردة فعل والده بشأن هذا الأمر، قال فادي باعوم: “لقد غضب والدي وقال إننا لم نعترف بشرعية هادي ونطالب بالاستقلال منذ سنة 1994. وإذا أرادوا أن يعترفوا بنا كدولة، سنقاتل ضد أي شخص، لكنني لن أضحي بالقبائل لهدف لا نعترف به”.
وفي سؤال الصحيفة عن الطرف الذي يدير الحرب في اليمن، أجاب فادي باعوم أن “الجزء الشمالي يسيطر عليه السعوديون، في حين يخضع الجزء الجنوبي لسيطرة الإمارات، وكلاهما يعملان مع مستشارين أمريكيين.
وقال إن السعوديون ليسوا أقوياء بما فيه الكفاية، وهم يعتمدون كثيرا على المال وليس لديهم استراتيجية، أو خطة أو رؤية، ولن يصمدوا طويلا.
في المقابل، تحتل الإمارات حوالي خمسة موانئ على سواحل بلادنا ، ممتدة على حوالي 1200 كيلومتر، وتسيطر على جزيرة سقطرى وخطوط أنابيب النفط في محافظتي المهرة وحضرموت”.
أما فيما يتعلق بمدى تأثير الحراك الثوري في الجنوب، أكد باعوم: “نحن نعمل في جميع المحافظات الجنوبية، لكننا نركز أنشطتنا في عدن ومحافظة حضرموت.
كما أننا نقوم بتنظيم احتجاجات ضد الوجود الأجنبي بشكل منتظم، ونعتبر أن وجود السعوديين والإماراتيين على أرضنا يشكل احتلالا”.
ونقلت الصحيفة عن فادي باعوم قوله إن “نحن قادرون على حشد آلاف المقاتلين لأننا نعمل مع القبائل التي أعلنت عن ولائها لوالدي، خاصة في حضرموت.
لكننا لا نريد تعبئة المقاتلين لأننا نعمل منذ البداية بشكل سلمي، ونعلم أنه إذا حملنا السلاح سنخسر، وسينقلب الجميع ضدنا. لذلك نحن نصر على مواصلة اتخاذ المسار السلمي”.
وأوردت الصحيفة أن فادي باعوم بين أن هدفه يتمثل في تحقيق الاستقلال على حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيّة،
وأفاد باعوم: “نحن نريد طرد القوات الأجنبية، إنها أولوية بالنسبة لنا. يمكننا أن نستسلم لمطالبنا بالاستقلال مؤقتا بسبب الوضع الإنساني، لكننا سنحافظ على مطالبنا.
وبعد هذه الحرب، إذا قام الحوثيون بشيء مشابه لاحتلال عدن سنة 2015، فسنقاتلهم. نحن ضد أولئك الذين يقاتلون في الجنوب مع الإمارات ضد الحوثيين”.
وفي سياق متصل، أضاف فادي باعوم: “أنا علماني ليبرالي، لهذا السبب أعارض المزج بين الدين والسياسة.
وتاريخيا كان الجنوب اشتراكيا علمانيّا، بعكس الشمال ،الذي غذتة السعودية في الستينات والسبعينات. ومن هنا بدأ التصادم، جزء علماني وآخر ديني”.
وذكرت الصحيفة أن السعودية استثمرت قبل سنوات بكثافة في المساجد والمدارس الدينية في مقاطعة حضرموت، التي جاءت منها عائلة أسامة بن لادن.
وعلى ضوء ذلك، بين باعوم أن “الأيديولوجية المتطرفة قد فرضتها المملكة العربية السعودية، وهو النظام الفاسد للغاية الذي غذّى القاعدة”.
وفي إجابته عن سؤال الصحيفة عن رأيه بشأن مؤتمر المانحين في جنيف، حيث وعدت السعودية والإمارات بتقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات يوم الثلاثاء الماضي، قال باعوم: “لا يهمني كل هذا لأنه ليس صحيحا. إن السعوديين والإماراتيين هم من يمولون الحرب ويدفعون لمقاتليهم بنفط حضرموت”.
وأضاف فادي باعوم أنه “قبل سنة ونصف، قدم الإماراتيون للسلطات المحلية في حضرموت قائمة تتضمن كل ما عليهم دفعه من أجل الحرب.
وقد دفعوا ثمن حربهم بالنفط. لا أحد يعرف أين ستتوقف أموال النفط. فالقوات الإماراتية تسيطر على خطوط أنابيب النفط. وكل ما نريده هو أن تترك الموانئ والمطار والنفط. إنهم يحتلّوننا ويموّلون أنفسهم بأموالنا”.
ونقلت الصحيفة عن باعوم أن “الأموال التي وعدت بها السعودية سينتهي بها المطاف في أيدي السفير السعودي. ولا أحد في جنوب اليمن لديه سلطة اتخاذ القرار. كما أن العديد من القادة الذين يقاتلون مع الإماراتيين أسرهم رهائن في أبوظبي، إذ أخبروهم بأنهم سيعيشون هناك بشكل أفضل، ولكن ذلك ليس سوى وسيلة لضمان ولاء الذين يقاتلون معهم”.
وفي الختام، أكد باعوم أنهم قد التقوا بالروس في الجنوب عدة مرات وطلبوا منهم التدخل، لكنهم قالوا إنهم مشغولون جدا بسوريا في الوقت الحالي.