الإمارات تستعد لإنهاء الوجود الشكلي للشرعية في الجنوب
الجنوب اليوم | خاص
يبدوا إن الإمارات أقرت انهاء الوجود الشكلي للشرعية في الجنوب وفرض واقع سياسي جديد في المحافظات الجنوبية والشرقية، هذا ما تكشفه حالة التوتر القائم بين قوات موالية للإمارات التي بدت على أهبة الاستعداد للانقضاض على ماتبقى من هامش للشرعية في عدن وشبوة وسقطرى كمرحلة أولى للسيطرة على وادي حضرموت واستكمال ما تبقى من وجود للشرعية في الجنوب .
لم تنحسر حالة التوتر بين القوات الموالية للحكومة المدعومة دولياً في عدن وبين القوات الموالية للإمارات التي لاتزال في حالة استعداد تام للإجهاز على ما تبقى من مناطق في الجنوب، فانحسار حالة التوتر بين حلفاء التحالف في عدن خلال اليومين الماضيين، عاد اليوم الجمعة ومن المتوقع ان تنفجر الأوضاع في عدن بعد أن انفجرت في شبوة خلال اليومين الماضيين وادت إلى إصابة عدد من عناصر قوات الشرعية ,
من عتق شبوة إلى سقطرى ايضاً لاتزال الأوضاع في حالة التوتر وما أعلن من قبل حكومة هادي عن سيطرة ما أطلقت عليها باللجنة الأمنية مجرد من الصحة بالإمارات تفرض نفوذها في سقطرى عبر قوات الحزام الأمني الكبيرة ، بينما يتواجد العشرات من القوات الموالية لهادي تفتقد للأسلحة الثقيلة وتمتلك بعض السلاح المتوسط والخفيف.
المشهد جنوباً في حالة انفجار بين الإمارات ويقف خلفها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم منها والذي ينفذ اجندة أبو ظبي وبين قوات هادي التي تعيش حالة استنفار في عدن خشية ابتلاع الإمارات المدينة بالكامل والقضاء على هامش وجود الشرعية الصورية في المدينة.
في شبوة أندلعت مواجهات عسكرية بين الطرفين خلال الأربعاء والخميس أدت إلى إصابة 5 مصابين على الأقل من الجانبين وتدمير عدد من المعدات العسكرية، وذلك بعد أن اخترقت قوات الحزام الأمني التي انتشرت الثلاثاء في شوارع المدينة على خلفية مواجهات مسلحة شهدتها منطقة مرخة أدت إلى انسحاب قوات النخبة الشبوانية من مواقع متقدمة كانت قد سيطرت عليها صباح الثلاثاء الماضي وتقع بالقرب من انابيب النفط .
ورغم توصل الجانبان لتهدئة ابرمتها لجنة وساطة محلية، إلا أن محاولات تهدئة التوتر بأئت بالفشل بين الطرفين بعد رفض قوات موالية للإمارات من تنفيذ الاتفاق الذي الزم الطرفين بالانسحاب من عتق عاصمة شبوة حتى عودة محافظ المحافظة. ووفق المصادر فأثناء إكمال الانسحاب من قبل قوات الأمن التابعة لحكومة هادي ، أقدمت قوات النخبة الشبوانية بمهاجمة مبنى الأمن وإدارة الأمن وقيادة النجدة ودفعت بعددٍ من العربات والأطقم العسكرية تقوم بالضرب لاقتحام مبنى محكمة الاستئناف، واطلقت النار على رجال الأمن والجيش الموالين لهادي ، فيما تقول قوات النخبة الشبوانية أن قوات موالية لهادي انقلبت على الاتفاق، وهاجمت مدرعة تابعة للنخبة الشبوانية، أمام مبنى سبأفون، كما هاجمت طقماً تابعاً للنخبة الشبوانية، أمام مبنى محكمة الاستئناف.
وتضاربت الأنباء عن الجهة المسيطرة على مدينة عتق، في ظل توقف المواجهات حيناً، واستمرارها حيناً آخر، وادعاء كل طرف إحكام سيطرته على المرافق الأمنية والمؤسسات العامة.
ولاتزال قوات النخبة الشبوانية تتواجد داخل المدينة، وتسيطر على مبنى محكمة الاستئناف ومبنى الشباب والرياضة، ونفت مصادر موالية لقوات النخبة الشبوانية، سيطرة القوات الحكومية على مدينة عتق، مؤكدة أنها سيطرت خلال الساعات الماضية على غالبية أجزاء المدينة، وتقدمت إلى مطارها، كما لاتزال تتواجد قوات اللواء 21 ميكا والنخبة الشبوانية في محيط المدينة ورغم توقف المواجهات إلأ أن الاستعدادات لتفجير الأوضاع من قبل الطرفين لايزال ساري .
وتتمركز قوات النخبة الشبوانية التي أنشأتها الإمارات قبل نحو عامين، في غالبية مديريات شبوة الغنية بالنفط، والتي تقع على مداخل محافظة شبوة، ومع ذلك استطاعت، خلال الأيام الماضية، الدخول إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة، ونشرت معدات ثقيلة وآليات في شوارعها وأسواقها، واستحدثت حواجز تفتيش في عدد من المواقع القريبة من المرافق العامة، وتعمل وساطة قبلية على إعادة قوات النخبة الشبوانية إلى مداخل مدينة عتق، وإبقاء مسؤولية أمن المدينة من اختصاص إدارة الأمن العام.
وبعد توقف مواجهات عتق عاد التوتر إلى عدن فجر اليوم وقالت مصادر محلية ان حالة التوتر عادت بقوة وتنذر بتفجر الأوضاع بين قوات الحزام الأمني والقوات الموالية لهادي في المدينة، وذلك في إطار توجه الانتقالي إلى فرض واقع ميداني وعسكري وسياسي في الجنوب بتوجيهات ودعم إماراتي.