المجلس الإنتقالي الجنوبي يطلق رصاصة الرحمة على شرعية هادي في الجنوب (تقرير)
الجنوب اليوم | خاص
أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات مساء اليوم الخميس الموافق 15 أغسطس 2019، رصاصة الرحمة على شرعية هادي وعلى دعوات الرياض للحوار مع الانتقالي حول أحداث عدن ، وأعلن الانتقالي الجنوبي في بيان سياسي توليه إدارة المحافظات الجنوبية وفرض سيطرته على كامل الجنوب.
وأكد الانتقالي في بيان سياسي صادر عنه مساء اليوم عزمه العمل على تحرير ما تبقى من وادي حضرموت وبيحان ومكيراس، وأي بقعة أخرى من الأراضي الجنوبية لا تزال تعاني الإرهاب والاحتلال ، وطمأن أبناء الشمال بالتأكيد على ترتيب أوضاعهم القانونية ضمان حرية العمل والتنقل لمن وصفهم بالأشقاء الشماليين في العاصمة عدن وكافة المحافظات الجنوبية، مع ضرورة التزامهم بحمل وثائق ثبوتية واستكمال الإجراءات الأمنية اللازمة، بهدف حمايتهم وحفظ الأمن العام حد بيان الانتقالي .
وقال الانتقالي “إن المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا في قيادة المجلس الانتقالي، توجب علينا التعامل المسؤول مع الواقع، بما يتفق وحجم وجسامة متطلبات المرحلة واستحقاقاتها، وذلك بتنفيذ استراتيجية وطنية واضحة المعالم، أبرزها إن هدف شعب الجنوب المتمثل باستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، خياراً محسوماً لا رجعة عنه ، وكل أبناء الجنوب شركاء في الانتصار، وشركاء في تحمل مسؤولية توطيد الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات.
ومن مسئولية المجلس إدارة تداعيات أحداث عدن وتبعاتها بما يعزز تماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي، ويعيد الاعتبار لمدينة عدن ، ورعاية أسر شهداء وجرحى طرفي الأحداث الأخيرة وشهداء الجنوب كافة، ومعاملتهم بشكل مسؤول ومتساوٍ.
ومنح المجلس الانتقالي الجنوبي الأمان لكافة الجنوبين الذين شاركوا في الحرب ضد الانتقالي التي جرت في عدن خلال الأيام الماضية باستثناء المنتمين للجماعات الإرهابية، وتوعد بمعاقبة كل من يستغل مركزه لممارسة الفساد أو المحسوبية أو خدمة مصلحة خاصة، ودعا إلى نبذ سياسة التخوين وإلصاق التهم وترويج الإشاعات المغرضة لتصفية حسابات سياسية.
ودعا الجميع إلى إدارة حوارٍ جادٍ بين كافة أبناء الجنوب، يزيل العوازل الناشئة عن أخطاء الماضي، ويوفر أرضية صلبة للاستقلال، من خلال الوصول إلى صيغة توافق وطنية، تضمن للجنوب حضور فاعل وقوي على طاولة المفاوضات المرتقبة .
وأكد الانتقالي أنه يعمل على حشد كافة الجهود والقدرات والإمكانيات والكفاءات الوطنية المتاحة؛ لإدارة الجنوب إدارة رشيدة ونموذجية، ومجابهة ركام عقود النهب والطمس والإفساد والحرمان.
ووجه الانتقالي الجنوبي السلطات المحلية في العاصمة عدن، وعموم محافظات الجنوب لتحمل مسؤولياتها الخدمية والمدنية، في تطبيع الأوضاع، وتلبية احتياجات ومتطلبات المواطن، وفي مقدمتها خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والمحروقات والتطبيب، وكافة المتطلبات المرتبطة بحياة الناس، وتحسين كفاءتها بصورة عاجلة، وتحييد خدمات ومصالح الشعب عن أي صراع سياسي، وتوعد بعدم تهاون المجلس إزاء أي عبث أو فساد.
وحث على تعزيز الشراكة بين السلطات المحلية بالمحافظات والمديريات والقيادات المحلية بالمجلس الانتقالي، بشأن التخطيط والأمن، ومتطلبات الناس، والارتقاء بخدمات الصحة والتعليم والكهرباء والماء والنظافة ، وأهاب بكافة المواطنين إشاعة التسامح والوئام بين المواطنين، وتعزيز الاصطفاف الوطني لحماية الجنوب، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ومساعدة الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي خلايا إرهابية.
ووعد بدعم وتشجيع الكادر الإداري الوطني النزيه، وتمكينه من ممارسة مهامه في كافة المؤسسات العامة ،وبإعادة النظر في آلية استيراد وبيع المشتقات النفطية ، والعمل على حل نزاعات الأراضي، وإنهاء ظاهرة البسط والبناء العشوائي، الذي شوه المنظر الجمالي لمدينة عدن، وضيق شوارعها، وإعادة تخطيط وإصلاح كافة أحياء البناء العشوائي في عدن وكافة المدن الرئيسية ، وتسخير الموارد والإمكانيات المتاحة من الدعم المحلي والخارجي وتبرعات القطاع الخاص لتحقيق مبدأ الاستغلال الأمثل للموارد، وإحداث تنمية تتميز بالتوازن والكفاءة والاستدامة.
وأعلن اعتزامه القضاء على الانفلات الأمني والمظاهر المسلحة، وحوادث الاغتيالات، ، والعمل على تنظيم حمل السلاح في عدن وبقية المدن، بتراخيص ووفق معايير ومحددات دقيقة ، ووجه الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية بتحمل مسؤولياتها الوطنية في تأمين وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ الأمن والاستقرار، واليقظة الدائمة والانضباط الواعي والتعامل الحازم مع أي اختلالات ، ووجه بتفعيل دور أجهزة الشرطة والبحث الجنائي، وتقديم الدعم الكامل لإعادة بناء المؤسسات الأمنية، ورفد الأجهزة الأمنية بكوادر مؤهلة قادرة على العطاء وخدمة المواطن، وتدريب المستجدين.
ودعا بيان الانتقالي إلى تفعيل عمل المحاكم والنيابات، لتعزيز استتاب الأمن، وتسريع البت في القضايا المنظورة أمام المحاكم ، وتطوير أنظمة الضبط القانوني والتصدي الممارسات البسط والمصادرة للأراضي والممتلكات العامة والخاصة ، وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة لإبعاد خطر الإرهاب وتحقيق استقرار سياسي محلي وإقليمي ودولي.
ووعد بنقل كافة الوحدات العسكرية إلى معسكرات خارج مدينة عدن، باستثناء الأمن العام وقوات الدعم والإسناد، والعمل على تحرير ما تبقى من وادي حضرموت وبيحان ومكيراس، وأي بقعة أخرى من الأراضي الجنوبية لا تزال تعاني الإرهاب والاحتلال ، ومحاربة الفساد وتجفيف منابعه واتباع معيار الكفاءة والنزاهة لشغل الوظيفة العامة بمختلف مراتبها ، وحماية القطاع الخاص وعدم المساس به، إلا بموجب القانون وعبر القضاء، بغض النظر عن هويته وانتماءه .
وكشف عن سعية لإنشاء هيئة وطنية للإعلام الجنوبي، للإسهام في تطوير سياسة إعلامية وخطاب الإعلامي موحد ، وإنشاء وسائل إعلام مرئي ومسموع ومقروء ورقي وإلكتروني ورفدها بمقومات مادية وتقنية وكفاءات مؤهلة تتبني خطاب تنويري يعكس الهوية الوطنية الجنوبية الجامعة، والدولة المدنية المنشودة.
وتعهد الانتقالي الجنوبي بإصلاح منظومة التعليم(الأساسي، الجامعي، المهني والتقني، البحث العلمي) وانتشاله والارتقاء بمستواه وتصويب المناهج المدمرة لهوية الجنوب والوسطية الدينية، وتطوير قدرات ومهارات الكادر التعليمي ، الاهتمام بتعليم الفتاة، ومحو الأمية، وتبني المواهب الإبداعية وتأهيلهم وتطويرهم ، ودعم البحث العلمي، وإقامة مؤسسات التأهيل والتدريب، والارتقاء بالوعي الاجتماعي حيال التعليم ،وتحصين المجتمع الجنوبي عبر ترشيد الخطاب الديني، وخلق وعياً رافضاً للعنف والتطرف والتشدد والشذوذ السياسي والفكري والأخلاقي، واستغلال طاقات الشباب بشكل إيجابي في التعليم والبناء والتطور اقتصادياً .
ووعد الانتقالي الجنوبي بتفعيل كافة المنشآت الاقتصادية الحيوية (موانئ، مطارات، المصافي، المؤسسات العامة والخاصة) ، وتحقيق رقابة فاعلة على الأسعار والغش، لضمان حماية المستهلك من تقلباتها، ودعم مواد الاستهلاك الأساسية ، وتشجيع الاستثمار وتهيئة بيئة جاذبة لأصحاب رؤوس الأموال الجنوبيين المقيمين في الخارج والأجانب، وإزالة القيود والتحديات المعيقة للاستثمار ، وإفساح المجال للقطاع الخاص للقيام بدوره الإيجابي والفاعل في تنفيذ مشاريع استثمارية وخدمية، وتشجيعه على ذلك، بهدف انعاش وتنمية الاقتصاد الوطني والحد من معدلات الفقر والبطالة المستفحلة بين الشباب ، وتشجيع إنشاء منظمات مجتمع مدني محلية غير مسيسة، وتيسير عملها في تلمس وتلبية احتياجات المجتمع وتسهم في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
وتوعد بتعزيز السلم الاجتماعي والعيش المشترك وحفظ الحقوق، وصيانة الدم والنفس، وإشاعة المحبة.
ووجه الانتقالي الجنوبي تطمينات للأمم المتحدة والمنظمات الدولية أكد فيها العمل على تأمين وحماية مقرات وطواقم المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية، والبعثات الدبلوماسية، ومصالح الدول والشركات الأجنبية الموجودة على أرض الجنوب، وتأمين حركة تنقلاتهم في كافة الأراضي الجنوبية، والتنسيق مع المانحين لتوفير الاحتياجات الإنسانية والإغاثية والمشاريع التنموية وإعادة الإعمار، وتحسين عملية التنسيق والتواصل، والشراكة مع المنظمات الإنسانية والحقوقية الإقليمية والدولية.
وجدد الانتقالي وقوفه الكامل مع التحالف في إحباط المشاريع والمخططات التوسعية الهادفة المساس بأمن الخليج والوطن العربي، والتزام الحوار كوسيلة مثلى لفض النزاعات السياسية، وتسوية الخلافات الدولية، والاستعداد للمشاركة في أي حوار يرعاه التحالف العربي، أو مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو الأمم المتحدة، أو الجامعة العربية.
وأكد رفضه القاطع لأي تواجد عسكري شمالي على أرض الجنوب؛ وكشف عن تأمين حرية العمل والتنقل للأشقاء الشماليين في العاصمة عدن وكافة المحافظات الجنوبية، مع ضرورة التزامهم بحمل وثائق ثبوتية واستكمال الإجراءات الأمنية اللازمة، بهدف حمايتهم وحفظ الأمن العام.
ما جاء في البيان يعد إعلان انفصال ضمني ستكشفه الأيام القادمة، فالانتقالي أعلن فعلياً انهاء أي وجود لحكومة هادي وماتبقى من قوات موالية للجنرال الأحمر في حضرموت وشبوة بات بقائها مجرد وقت لأن الإنتقالي يعمل اليوم على قيادة الحرب ضد الشرعية باسم استكمال استعادة الدولة.