دعوات الإنتقالي لسحب القوات الجنوبية من جبهات الشمال .. ضرورة ام تهديد (تقرير )
الجنوب اليوم | خاص
تتصاعد دعوات سحب القوات الجنوبية من جبهات الشمال على المستوى الشعبي والرسمي ، بعد أن دفع حزب الإصلاح بالآلاف من المقاتلين إلى قتال قوات النخبة الشبوانية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة وأبين ، وهو ما اعده أبناء الجنوب إحتلال جديد لا يقل خطورة عن إحتلال قوات الرئيس السابق علي صالح والجنرال علي محسن الأحمر للجنوب في صيف عام 1994م ، تلك الهجمة الشرسة التي قام بها حزب الإصلاح في شبوة بدعم من السعودية ، أثارت سخط أبناء الجنوب واعتبرت عمل مدبر ومخطط لضرب القوات الجنوبية وإنهاك قوى المقاومة الجنوبية وانها بمثابة إعلان حرب مفتوحة على الجنوب بعد أن عجزت عن التقدم نحو صنعاء ، ترد عليها قيادات جنوبية في الإصلاح بالقول بأن وجود قوات مناهضة لحكومة هادي وتعمل على طعنها من الظهر وقف حجرة عثرة أمام أي تقدم لقوات هادي نحو صنعاء خلال السنوات ولذلك فأن معركة صنعاء تبدا اليوم من تطهير تلك المليشيات الانقلابية الموالية للإمارات في الجنوب وتأمين المحافظات الجنوبية لضمان تقدم أمن نحو صنعاء .
وعلى ضوء تدفق التعزيزات العسكرية للقوات الموالية لهادي من مأرب إلى شبوة وأبين خلال اليومين الماضيين، راهن المجلس الانتقالي الجنوبي على القوات الجنوبية التي تقاتل الحوثيين في جبهات الشمال والقوات الجنوبية التي تقاتل في الحد الجنوبي للسعودية ، ودعا المجلس الانتقالي في بيان له يوم أمس كافة القوات الجنوبية المتواجدة والمرابطة في جبهات الشمال وجبهات الحد الجنوبي للسعودية للانسحاب والالتحام مع القوات الجنوبية في شبوة وأبين وعدن لمواجهة القوات الشمالية المحتلة كما يصفها ، تلك الدعوة التي اعدها مراقبون ورقة أخيرة للانتقالي يحاول من خلالها استعادة زمام المعركة والحفاظ على مكاسبة على الأرض في الجنوب ، جددها أحمد عمر بن فريد وقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي للقوات الجنوبية المقاتلة في الشمال إلى وقف القتال ضد الحوثيين والعودة إلى الجنوب لمواجهة الاحتلال الإخواني الجديد.
العشرات من الناشطين الجنوبين تفاعلوا مع دعوة الانتقالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي واطلقوا هاشتاق في تويتر بعنوان عودة القوات الجنوبية من جبهات الشمال مطلب شعبي ” للمطالبة بوقف مشاركة القوات الجنوبية التي تقاتل الحوثيين في الشمال، مؤكدين أن معركة عدن تبدا من أبين فهي المحك الحقيقي لعدن خط الدفاع الأول لعدن.
تصاعد المطالب بسحب القوات الجنوبية من الشمال ومن الحد السعودي يحدده ولاء تلك الجهات المتعددة الولاءات فالبعض منها يتبع الرياض وحكومة هادي وأخرى الامارات، ومع ذلك اعتبر مراقبون تهديد الانتقالي بسحب القوات الجنوبية من معارك الشمال ووقف مواجهة الحوثيين أخر أوراق الانتقالي التي يحاول استخدامها للحفاظ على المكاسب العسكرية التي حققها في عدن وأبين، فدعوة الانتقالي جاءت بعد ان احكمت القوات الموالية لهادي سيطرتها على 9 مديريات مقابل سيطرة الانتقالي والحزام الأمني على أربع مديريات وهو ما يؤكد أن المواجهات قد تمتد خلال الأيام القادمة إلى عدن في ظل التعزيزات العسكرية الضخمة التي تصل من شبوة إلى أبين لتعزيز القوات الموالية لهادي.
من جانب متصل دعا قيادي في المجلس الانتقالي القوات الجنوبية المتواجدة في المناطق الشمالية الى العودة الى الجنوب “، وقال عضو الدائرة الاعلامية للمجلس الانتقالي منصور صالح في تغريدة له “في ظل استمرار عمليات الغدر والاستهداف للجنوب وقضيته من قبل ما تسمى بالشرعية، وحلفائها ،فإنه لن يكون من المنطق ولا الانصاف بقاء القوات الجنوبية في أراضي الشمال للدفاع عمن لا يستحق ان ندافع عنه كما لا يستحق ان نصدق معه في تعاملنا” .
وفي اول رد على دعوة الانتقالي القوات الجنوبية التي تقاتل في جبهات الشمال، أفادت مصادر محلية في أبين وصول قوات من الوية العمالقة في الساحل الغربي إلى شقرة اليوم وخاضعت معارك عنيفة مع قوات موالية لحكومة هادي وتمكنت من استعادة مدينه شقرة من تحت سيطرة قوات موالية لهادي سيطرة على المدينه امس الاثنين ، إلا أن المصادر اكدت سيطرة قوات موالية لهادي على معسكر للحزام الامني بمنطقة قرن الكلاسي القريبة من زنجبار دون حدوث اي اشتباكات ، وواصلت قوات الجيش طريقها صوب مدينة زنجبار ، كما واصلت قوات أخرى قدمت من شبوة إلى طريقها صوب مديرية المحفد.
وفيما لايزال موقف عدد كبير من الألوية الجنوبية التي تقاتل مع التحالف في الساحل الغربي وصعدة والجوف والحد الجنوبي غير معلن مما يجري في الجنوب ، أصدرت قيادة القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب وهي قوات جنوبية مرابطة في الحد الجنوبي السعودية بيانا هاما تحدث فيه عن الاوضاع التي شهدتها شبوة.
وأكد البيان الذي تلقى الجنوب اليوم نسخه منه ان ” هناك مؤامرات يقوده أطراف تهدف للانتقام من المقاومة الجنوبية والنخبة الشبوانية والحزام الأمني دون مراعاة ما يقدمه أبناء الجنوب في الحرب مع الحوثيين، حذرت من طعن اهلنا وقواتنا في الجنوب ونؤكد أننا لن نكون إلا معهم
وأشارت إلى أن “تمدد الارهاب وعودة الى شبوة وابين وربما يصل عدن يعد خطراً كبيراً ليس على الجنوب فقط بل على المنطقة بأسرها “، وقالت ” أننا قد نضطر للعودة الى ارض الجنوب للدفاع عنه من الجماعات الارهابية التي تشكلت قواتنا في مكافحة الارهاب من اجل مطاردتها وتطهير الجنوب منها “، وجددت انذارها الأخير بإيقاف ما يجري من تمدد للإرهاب وإلا فإننا عائدون الى ارض الجنوب للدفاع عنه “.
الوية المشاة في الساحل الغربي بقيادة اللواء هيثم قاسم طاهر عبرت عن أسفها الكبير ازاء ما يحصل من تطورات عسكرية في محافظة شبوة ، وأكدت أن تلك التصرفات تمنح التنظيمات المتطرفة فرصة جديدة بعد ان طردها ابناء شبوه بشكل شبه كامل، وأشار قطاع ألوية المشاة بقيادة اللواء الركن هيثم قاسم طاهر، إلى دعمها الكامل لأبناء محافظة شبوه في استعادة الأمن الى محافظتهم، مؤكدين اننا الى جانبهم في حماية شبوة وخياراتهم المشروعة ، واعتبرت كسر النخبة الشبوانية يأتي لصالح الاخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية المتطرقة التي كان للنخبة تجربة مهمة في دحر كل الارهابين في المحافظة وتطهيرها من القاعدة وداعش .
وأوضحت ان السياسات القمعية واستخدام القوة في فرض واقعاً لا يتماشى مع تطلعات الناس في الجنوب لن تؤدي الى اي حلول، بل ستضيف تعقيداً، مؤكدين في السياق ذاته ان تحكم جماعة الاخوان المسلمين في الشرعية هو ما يؤدي وسيؤدي الى نتائج كارثية على الجميع سواء على المستوى السياسي والاقتصادي او المستوى العسكري والأمني.
ومن خلال المؤشرات فأن الورقة التي حاول الانتقالي اللجوء إليها والمتمثلة بالتهديد بسحب القوات الجنوبية من جبهات الشمال وجبهات الساحل الغربي لاتزال حتى الآن غامضة، فالكثير من الألوية الجنوبية التي تقاتل في جبهات الشمال غير موالية للانتقالي، وأخرى في الحد السعودي موالية لهادي وهو ما يفقد تلك الورقة أهميتها في تغيير معادلة الصراع في ابين وعدن.