الإمارات تنسحب دون وداع وتخلف دماراً مهولاً في ميناء عدن (تقرير )
الجنوب اليوم | خاص
بينما قيادات الإنتقالي تبكي على رحيل الإمارات وتودع أبو محمد الإماراتي بالدموع وتحن للضرب على المؤخرات في مقر قوات التحالف الذي سلم لقيادات سعودية ، سحبت الإمارات كل ماجاءت به إلى عدن وتركت السجون السرية ورصيد أسود من الجرائم التي طالت رجال دين وقيادات سياسية وعسكرية جنوبية اغتالهم مسدس أبو ظبي الصامت في شوارع عدن ، وعلى مدى الأيام الماضية سحب الإماراتيين الراحلين عن عدن جبراً كل احتياجاتهم سحبة وصولاً إلى مطالبة الهلال الأحمر الإماراتي بأجهزة لابتوب وأجهزة مكتبية وأثاث مكتبي كانت قد قدمته لبعض الجهات الحكومية في عدن ، ولعل طلب الهلال الأحمر الإماراتي من كهرباء عدن تسليم التوريبنات المقدمة منه للكهرباء خير دليل على عدم رضى الإمارات عن خروجها من عدن ، وسعيها لاسترداد ما يمكن إسترداده من سيارات ومولدات كهرباء وحتى أثاث مكتبي ، بعد ان عجزت عن إستعادة الطلاء الإماراتي الذي وضعته على عدد من مدارس عدن ومقراتها الحكومية بسبب عبارات تطالب برحيل المحتل الإماراتي من الجنوب .
في ميناء عدن الذي كانت ولاتزال عيون الإمارات عليه، نشر موظفون يعملون في ميناء عدن مقاطع فيديو بينوا من خلالها ما قامت به الإمارات من عمل غير تدميري تمثل بقيام الجانب الإماراتي بإغراق عدداً من السفن متعمدين بذلك تعطيل الميناء عن العمل.
ووفقا للمصادر فقد قام الإماراتيين بإغراق سفن وتفكيك أخرى ويتم حاليا محاولة إنقاذه سفن من الغرق بشفط المياه من سطحها، وأكد الموظفون أن عملية إغراق السفن تمت بعلم مدراء الميناء والمسؤولين عنه دون أن يبلغوا السلطات خشية تهديدهم بالقتل من قبل القوات الإماراتية في الميناء، نفس العملية التخريبية تتعرض لها سفينة أخرى في ميناء بلحاف ووفق المصادر فان الجانب الإماراتي يقوم منذ أيام بتفكيك السفينة قيل مغادرته الميناء وإخلائه .
وفي الوقت الذي اخلت الإمارات تواجدها العسكري من الساحل الغربي وقاعدة العند ، أخلت القوات الإماراتية السبت كافة مواقعها العسكرية بمديريات ثمود ورماه بمحافظة حضرموت وسلمت المعسكرات هناك والنقاط الأمنية لقيادة المنطقة العسكرية الأولى ، وقالت مصادر عسكرية هناك ان القوات الموالية لهادي تسلمت عددا من المعسكرات من الجانب الاماراتي العشرات من النقاط الأمنية في المديريتين ، بعد مغادرة تلك القوات الإماراتية صوب مدينة المكلا في حين باشرت قوات المنطقة العسكرية الاولى تسلم مهام تأمين المنطقة ، ومن بين المعسكرات التي تسلمتها قوات المنطقة العسكرية الاولى معسكر القعيان .
ويتوقع مراقبون ان تسحب ما تبقى من قواتها من مطار الريان في حضرموت وتسلمه بشكل كلي إلى الجانب السعودي، تعزز تواجدها العسكري في سقطرى وترسل المزيد من امدادات السلاح لميليشياتها في الجزيرة دون إبلاغ السلطات الموالية لهادي في الجزيرة وفي تحدى واضح للجميع ، وهو ما يؤكد أن ابوظبي لا تريد الانسحاب من سقطرى باي شكل من الاشكال.
الانسحاب الإماراتي الأخير جاء بناءً على إتفاق يقضي بانسحاب الإمارات من اليمن حتى لا تكون هدفاً عسكرياً للحوثيين ، وهو ما تردد قبل قرابة الشهرين لكن الإمارات حاولت التلكؤ على إتفاق رعته دول إقليمية كما تفيد المصادر ، الا ان مصادر أخرى اعتبرت الانسحاب الإماراتي جاء بعد منحة من قبل الرياض صك غفران بعدم الملاحقة القانونية على خلفية الجرائم البشعة التي أرتكبتها أبو ظبي في الجنوب، إلى ذلك قالت مصادر حقوقية في عدن ان العشرات من معتقلي السجون السرية الإماراتية في بئر احمد بدئوا بالأضراب عن الطعام بعدم الإفراج عنهم، وقالت أسرهم أن المعتقلين في سجن بئر أحمد بدوا إضرابا مفتوحا عن الطعام إحتجاجا على إستمرار اعتقالهم بعد قرار الإفراج عنهم من قبل النيابة ، وتعتقل الإمارات الآلاف من الجنوبيين في سجونها السرية في عدن وحضرموت منذ أربع سنوات دون محاكمة، وكانت تقارير دولية أكدت أن الإمارات تمارس مختلف أصناف العذاب بالمعتقلين منها التعذيب حتى الموت والاغتصاب.
وفي ذات الاتجاه تخلت أبو ظبي عن المجلس الانتقالي الجنوبي وعن طارق عفاش ومليشيات في الساحل الغربي وخرجت من الجنوب بخفي حنين مؤخراً وهو ما أضعف دور الانتقالي الجنوبي التفاوضي مع حكومة هادي في جدة ، بعد ان أصبح اليوم يتقرب من الرياض ويعرض على امراءها تقديم المزيد من التنازلات مقابل إعتماد رواتب لمليشياته من جانب واعتمادة حليف في الجنوب ينفذ كافة أجندة الرياض .