الإصلاح يفقد سيطرته على نهم ويشدد قبضته العسكرية على شبوة وحضرموت
الجنوب اليوم | تقرير خاص
سقط حزب الإصلاح في نهم وفقد كل مكاسبة العسكرية على الأرض التي كسبها على مدى أربعة سنوات، وكان بإمكانه الحفاظ على تلك المكاسب العسكرية لو سحب جزءً يسير من ميلشياته التي تتموضع في شبوة واضعة اليد على الزناد لمواجهة كل من يطالبها بالرحيل،
لقد عول المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات على جبهة نهم لاستنزاف مليشيات الإصلاح ودفع الإخوان إلى سحب ميليشياتهم من شبوة لعودة قوات النخبة الشبوانية إلى مواقعها التي سقطت تحت سيطرة مليشيات الإصلاح في أغسطس الماضي، ولكن تلك الحسابات يبدو انها لم تكن دقيقة ، فالإصلاح الذي تكبد خسائر فادحة في جبهة نهم، وسقطت من يدية مناطق استراتيجية في هيلان وصرواح ومجزر لم يوجه طلباً لأياً من ميلشياته المنتشرة بكثافة في محافظة شبوة الذي يسيطر الحزب على 90% منها كونها تحتضن اهم مصالحة الاقتصادية التي يستخدمها في تمويل ميلشياته على حساب شبوة وتنميتها وحق أبنائها في الحصول على الخدمات الأساسية ، وبالعكس من ذلك فاجئ حزب الإصلاح الانتقالي بحشد العشرات المقاتلين من أبناء شبوة ومن أبناء القبائل الجنوبية للقتال معه في نهم شرقي صنعاء ، وهو ما دفع ببعض قيادات الانتقالي بدعوة المجلس إلى تفجير موقف والتهديد باستخدام القوة في شبوة لإخراج مليشيات الإصلاح تنفيذا لاتفاق الرياض .
وكماهو حال حضور الإصلاح في شبوة يتمسك بوادي حضرموت ويشدد من قبضته على وادي حضرموت، ففي الوقت الذي فقد الإصلاح المتون والغيل والعقبة وبراقش وخب والشغف التي سقطت عليها الحوثيين، يعمل على تسليم الجوف للحوثيين ويتهيا لنقل قواته إلى وداي حضرموت ، وبالتزامن مع تصاعد المواجهات العسكرية في الجوف بين مليشيات الإصلاح وقوات الحوثيين منذ أيام يعمل الحزب على فتح طريق النجاة ليستكمل تحكمة بحضرموت ووفقا لمصادر محلية فان الإصلاح قام منذ أسابيع بشق خط صحراوي جديد يربط الجوف بوادي حضرموت يربط محافظة الجوف ووادي حضرموت ، يمتد من خب والشعب التي باتت تشهد مواجهات مسلحة مع الحوثيين ويصل ذلك الخط خب والشعف بالجوف بمنطقة العبر بمحافظة حضرموت الذي من المتوقع تدشينه خلال الأسابيع القادمة وذلك لتأمين نقل ميلشياته بين الجوف وحضرموت ، وكما يتحدى الإصلاح إرادة شعب الجنوب في شبوة يتحداها في حضرموت ، ويعمل على تسليم الجوف وينسحب من امام ضربات الحوثيين مقابل الانتقالي إلى حضرموت ليشدد قبضته العسكرية ويخضع أبناء حضرموت طوعا او بقوة السلاح وعلى ذات النهج يتجة الإصلاح في شبوة .
حالة التوتر بين الاخوان والانتقالي في شبوة تصاعدت مؤخراً ، فالطرفين اللذان يعيشا حالة مواجهة غير مباشرة في شبوة تمثلت باحتجاز مليشيا الإصلاح العشرات من أبناء المحافظة قبل أيام تحت ذريعة الاشتباه بانتمائهم للانتقالي، واستمرار العمليات غير المباشرة من تفجير عبوات ناسفة والهجوم على مواكب بعض قيادات الإصلاح في المحافظة وغيرها من المستحيل ان يتعايشا كشركاء وفق اتفاق الرياض ، ورغم تربص الانتقالي بالإصلاح واننظاره للحظة الفارقة الممثلة بانسحاب قواته من شبوة ليحل محلها ، لم تصل حدة التوتر إلى حد تفجير الأوضاع لتراجع نفوذ الانتقالي العسكري في شبوة وابين مقابل ارتفاع نفوذ حزب الإصلاح، ولذلك فان ما قاله وزير داخلية حكومة هادي أحمد الميسري قبل يومين بان قوات حكومته قادرة على اجتياح أبين وعدن وفرض وجودها بالقوة مبني على معلومات تفيد بأن الانتقالي فقد قواه العسكرية في تلك المحافظات ، وراهن على اتفاق الرياض للعودة إليها فنكث الإصلاح به وحول اتفاق الرياض إلى أداة لتعزيز نفوذه في شبوة من خلال رفض محافظ شبوة المعين من قبل الفار هادي والتابع للإصلاح محمد بن عديو تنفيذ الاتفاق في شبوة ، وكذلك تعمد الإصلاح إفشال الاتفاق من خلال مطالبته بإعادة كافة الأسلحة المنهوبة من عدن ، ووفقا للمصادر فقد تعمد الإصلاح التحرك في الأوساط القبلية وكثف نشاطه الاستخباراتي للحد من أي مساعي إماراتية لتشكيل قوات موالية لها من أوساط القبائل بقيادة عوض عارف الزوكا الذي عولت عليه الإمارات لنقل تجربة طارق عفاش من الساحل الغربي إلى شبوة وإعادة حضورها في شبوة عبر اذرع جديدة تنحدر إلى القبيلة الشبوانية وتمتلك تأثير وقبول قبلي واسع ، ولعل قيام الحزب بالاستعانة بمقاتلين قبليين للمشاركة في جبهة نهم وجبهات المتون في الجوف لدليل على مدى التوغل الإخوانية في واساط القبائل وكذلك رسالة مباشرة للإمارات مررها الإصلاح تعمد من خلال التأكيد على أن أبناء قبائل شبوة أصبحوا اشدا ولاءً للإصلاح .
رسالة الإصلاح اليوم الذي حشد مقاتلين من شبوة لمساندته في نهم للانتقالي تفيد بان الحزب لن ينسحب من شبوة حتى وان سقطت نهم ومابعد نهم، فمصالحة ليست في جبال نهم وانما في صحاري مأرب وشبوة وحضرموت المليئة بالذهب الأسود، لكن انتكاسات الإصلاح امام الحوثيين في جبهات نهم والجوف وصرواح بعثت امل للانتقالي بان ينقض على تلك المليشيات التي تفرض تواجدها تحت غطاء قوات هادي في شبوة وأبين وحضرموت .
فالإصلاح مستعد ان يسلم الشمال بكلة ويفقده على ان لا يفقد مصالحة التي تعد مصالح أبناء الجنوب المنهوبة منذ حرب صيف عام 1994م ، فهل يفوق أبناء الجنوب من غفلتهم .