مأساة العميد الحوشبي في مأرب ..صرخة في جبين أحرار الجنوب
الجنوب اليوم | خاص
في الثانية عشر من فبراير الماضي، أقدمت العشرات من العناصر المسلحة التابعة لحزب الإصلاح في محافظة مأرب بمداهمة منزل العميد /خالد محمد الامير الحوشبي مسؤول مخازن تسليح وزارة الدفاع في صحن الجن، تم محاصرة منزل العميد خالد نجل أمير الحواشب في محافظة الضالع بشكل محكم وتم توجيه فوهات الرشاشات والمدرعات باتجاه نوافد المنزل، بعد إطلاق النار في الهواء اقتحمت تلك العناصر المنزل رافضة طلب العميد الحوشبي بالانتظار للاتصال بقيادة وزارة الدفاع ، وبصورة مهينة تدل على أن الأمر مبيت وأن الحوشبي أحد ضحايا الصراع الداخلي المتصاعد في أوساط وزارة الدفاع بمأرب وتحديداً بين تيار الإصلاح وتيار الإمارات بقيادة بن عزيز ،سلم العميد خالد الأمير نفسة لتلك المليشيات لكنه تفاجئ بأن عناصر الإصلاح اقتادت نجلة محمد خالد الأمير وزوج ابنته باسم الذي لايزال عريساً ، الأمر لم يتوقف عند ذلك بل سقطت المبادئ والقيم والأعراف الإنسانية والقبلية وبتوحش مفرط اعتقلت مليشيات الإصلاح بصورة فجه زوجة العميد الحوشبي ، ولم يتبقى سوى ابنت العميد صفاء التي لم يمضي على عرسها الأسبوعين والتي سقطت من هول الفاجعة وشدة الصدمة مغشياً عليها وأصيب بسبب تلك الجريمة التي حلت بأسرتها بفشل كلوي ، وعقب ذلك قامت تلك العناصر بكل توحش بالعبث بمحتويات المنزل ونهب مبالغَ مالية وأسلحة، كما اعتدت على مواطنين تجمعوا لمنعهم من أخذ النساء ، واقتادت العميد خالد الحوشبي هو وزوجته ونجله وزوج ابنته العريس والذي يعد نجل شقيقته إلى مقر الاستخبارات العسكرية في مأرب ، لكنهم أعادوا زوجة الحوشبي بعد التحقيق معها اليوم التالي ، ونقلوا العميد الحوشبي ونجلة محمد وزوجة ابنته إلى مكان مجهول ,
كعادتها عندما تريد تلك المليشيات من تصفية حساباتها مع أي قيادي مناهض لها في مارب توجه له تهمة التواصل او التآمر مع الحوثيين في صنعاء ، فالعميد خالد الأمير ادعت مليشيات الإصلاح أنه هاشمي من بيت الأمير في مأرب في بداية الأمر وزعمت أنه أي الأمير الحوشبي مسئول مخازن السلاح في معسكر صحن الجن على علاقة بقيادات من بيت الأمير مع انصار الله ، وبعد أكثر من شهر من إخفاء العميد خالد الأمير الحوشبي الذي ينحدر إلى محافظة الضالع تبين لتلك المليشيات بأن العميد المعتقل ليس له علاقة ببيت الأمير في مأرب وينحدر إلى المحافظات الجنوبية بعدما تم تشكيل لجنة من أبناء الحواشب ووصلت إلى مارب للمطالبة بالإفراج عنه والاعتذار عما حدث له من انتهاك جسيم طال عرضة ومالة ومكانته الاجتماعية باعتباره نجل أمير الحواشب في الضالع ، ومع ذلك لم تتراجع مليشيات حزب الإصلاح عن جريمتها المرتكبة بحقة دون ان تمتلك أي دليل فاستمرت في اخفائه قسرياً هو ونجلة وزوج ابنته وبررت ذلك بانه كان على علاقة بالحوثيين .
وبينما اسرة وأهالي العميد الحوشبي يبحثون في أروقة وزارة الدفاع التابعة لحكومة هادي في مأرب عن مصيره هو ونجلة ونجل شقيقته ، تضاعفت حالة ابنته صفاء التي أصيبت بفشل كلوي جراء اقتحام منزلها بالسلاح واعتقال والدها ووالدتها وشقيقها وعريسها باسم فجر 12 فبراير 2020م ، ولم تجد من يقف إلى جانبها في مصابها وإصابتها بالفشل الكلوي ففارقت الحياة في ال22 من يونيو الماضي في مأرب ولاتزال جثة العروسة الشهيدة صفاء الحوشبي في ثلاجة الموتى بالمستشفى العسكري بمارب حتى اليوم ، ولم يعلم والدها أن اينته الوحيدة صفاء قد دفعت حياتها ثمناً لإرهاب حزب الإصلاح ضد أسرتها في مدينة مأرب .
تفيد المصادر أن لجنة محلية من الحواشب وأن أهالي العميد خالد الأمير الحوشبي طالبو وزير الدفاع في مأرب اللواء محمد المقدشي بتحويل العميد إلى القضاء والسماح له بالخروج لدفن ابنته الوحيدة التي فارقت الحياة اثر إصابتها بالفشل الكلوي ليلة اقتحام منزل العميد الحوشبي ، وحتى الآن يتجاهل المقدشي نداءات الحواشب الإنسانية .
قضية العميد الحوشبي المخفي قسرياً تعكس مدى إذلال أبناء الجنوب من قبل وزارة دفاع هادي ومدى الجرم الذي ارتكب بحق العميد وأسرته كونه مرتكب الجريمة يرى بأن تداعياتها لن تثير غضب قبائل حاشد أو بكيل.
فقضية الحوشبي اليوم قضية كل أحرار الجنوب ، ومظلومية الحوشبي وأسرته وابنته المرحومة قضية كل حر يمني أصيل يرفض الظلم والذل والإهانة الآدمية وسحق الكرامة.