اتهامات حقوقية للسعودية باعتقال مئات الجنود اليمنيين الموالين لها وممارسة التعذيب بحقهم
الجنوب اليوم | متابعات
اتهمت منظمة حقوقية الأربعاء السلطات السعودية باعتقال مئات من اليمنيين في سجن تابع للقوات الجوية، يفتقر لأدنى المعايير ويمارس فيه التعذيب وسوء المعاملة بشكل ممنهج ومنتظم. وقالت منظمة سام للحقوق والحريات (مقرها جنيف) في بيان لها إنها حصلت على معلومات تؤكد تعرض معتقلين يمنيين للتعذيب في السجون السعودية على يد جنود وضباط سعوديين، حيث تستخدم في التعذيب معدات كهربائية ويتعرض بعض المعتقلين للعزل لمدة قد تصل لأشهر، ويحرمون من الاتصال بالعالم الخارجي، بما في ذلك السجناء الآخرون، كما يحرمون من الرعاية الصحية.
ونقل البيان عن توفيق الحميدي رئيس منظمة سام قوله إن “من بين المعتقلين مجندين كانوا يقاتلون في الحدود الجنوبية للسعودية ضد الحوثيين، يزيد عددهم عن 500 مجند، منهم 28 اعتقلوا بسبب مطالبتهم بإجازة خلال أيام عيد الفطر الماضي”. وأضاف “لا تخضع ظروف احتجازهم لأي شكل من الإشراف القضائي، ومن بين المعتقلين صيادون يمنيون احتجزتهم قوات خفر السواحل اليمنية لأسباب غير معروفة، وسلمتهم للقوات السعودية”. وتابع “حصلت سام على معلومات تؤكد وفاة واحد منهم على الأقل بسبب التعذيب الذي يتعرضون له في السجن السعودي”.
ووثقت “منظمة سام للحقوق والحريات” بعض الحالات من قبل معتقلين سابقين بسجن القوات الجوية، تحدثوا عما يتعرض له المعتقلون من معاملة قاسية وغير إنسانية من قبل موظفي ومسؤولي المعتقل خلال فترة احتجازهم حيث تعرضوا للتعذيب بطريقة الصلب والضرب بالأسلاك الكهربائية.
وبحسب البيان فإن من ضمن المعتقلين الذين وثقت حالتهم، أحمد صالح الفاتقي وعلي الكوماني، اللذان لا يزالان قيد الاعتقال ويتعرضان للتعذيب بشكل يومي، وسبق أن احتجزا في زنازين فردية لأشهر قبل بدء التحقيقات المصحوبة بالتعذيب. ويقول أحد المفرج عنهم “أغلب الاعتقال يتم بوشاية من قيادة الألوية، حيث يأخذونك مقيد اليدين والقدمين، ومغمض العينين إلى المجهول، ثم يضعونك في زنزانة انفرادية لمدة شهر أو أقل، وهي عبارة عن مترين في متر”. ويضيف “الأكل والشرب وقضاء الحاجة في داخلها، وبعد شهر من الحجز الانفرادي يقيدونك بالحديد ويضعون رباطا على عينيك ثم يعرضونك على لجنة تحقيق تتهمك بكل أنواع التهم ويعذبونك بالأسلاك الكهربائية حتى تتمنى الموت”. وقال شاهد آخر “التقيت بمحتجز أخذ من مقر الجرحى في جيزان، وكان من المفترض أن يسافر إلى الهند للعلاج، لكن بدلاً من الذهاب إلى الهند ذهب إلى معتقل القوة الجوية وتعرض للتعذيب الشديد خلال فترة اعتقاله لمدة ثلاثة أشهر”.
وأكد البيان أنه لا يحصل المحتجزون في المعتقل على الرعاية الصحية أو الأكل الصحي.
وأفاد أحد المحتجزين السابقين أن “الأكل الذي يقدم لنا حبة خبز مع قليل من العدس أو الفول صباحاً وكذلك في المساء، والظهر قليل رز مع سمك، البعض كان يسقط مغمياً عليه أثناء الصلاة، والأكل غالباً بلا ملح، وعندما نطلب ملح يردون علينا: أنتم لا تستحقون”. وشددت المنظمة على أنه بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي، فإن الإخفاء القسري هو اعتقال السلطات شخصا وإنكار احتجازه أو عدم الكشف عن مصيره أو مكان احتجازه والأشخاص المخفيون قسراً أكثر عرضة للتعذيب وسوء المعاملة.
وحملت السلطات السعودية واليمنية مسؤولية اعتقال وإخفاء مواطنين يمنيين في معتقل القوات الجوية وتطالب بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين أو تسليمهم للمؤسسات الشرطية والقضائية اليمنية إن كانوا متهمين بارتكاب أفعال مخالفة للقانون.