موقع “المونيتور” الأمريكي: لا غنى لــ السعودية عن “الورقة الأمريكية” في اليمن وسوريا
الجنوب اليوم- متابعات
توقف موقع “المونيتور” عند الحماسة التي أبدتها المملكة العربية السعودية، إزاء الغارات الأمريكية الأخيرة على سوريا، مع ترجيح أن تكون “التوقعات السعودية بخطوات أمريكية مستقبلية لإزاحة الأسد”، تنطوي على جانب من “المبالغة”، و”الإغراق في التفاؤل”.
وذكّر تقرير “المونيتور”، الذي حمل عنوان: “آمال سعودية كبيرة بمواصلة ترامب للغارات في سوريا”، بمساعي المملكة العربية السعودية لتنحية عائلة الأسد الحاكمة في سوريا منذ عقود، باعتبارها “مفتاحاً لنفوذ إيران”، الغريم الإقليمي للرياض، لافتاً إلى ما سعت إليه المملكة لدى إدارة رونالد ريغان، في ثمانينيات القرن الماضي على هذا الصعيد، فضلاً عن رهانها على “عملية سلام” سورية- إسرائيلية في حقبة التسعينيات، لـ”إغراء دمشق، ودفعها للابتعاد عن طهران”، دون أن تنجح في أي من هذه المساعي، التي راهنت بشكل “مبالغ فيه” على قدرات الولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار، شدّد التقرير على أن “السمة المشتركة للسياسة الخارجية السعودية، تمثلت (على الدوام) بوجود تصور بشأن قوة غير محدودة لدى أمريكا”.
وبالمقارنة مع “خيبة أمل” الرياض من سياسات الإدارة الأمريكية السابقة، لفت التقرير، الذي أعده بروس ريدل، إلى أن المملكة العربية السعودية “تتشارك” والرئيس الأمريكي دونالد ترامب “العداء تجاه إيران”، مشيراً إلى الترحيب السعودي بموافقة إدارة ترامب مؤخراً على بيع طائرات “أف-16″، إلى البحرين، من منطلق القول إن ذلك يعطي مؤشرات على أن البيت الأبيض “يدرك أن إيران، هي مصدر انعدام الاستقرار في الجزيرة” التي تستضيف مقر الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية.
هذا، واعتبر الكاتب أن ما يطمح إليه السعوديون هو أن يتم “إطلاق يدهم في اليمن”، وأن “يحصلوا على دعم أمريكي للهجوم على ميناء الحديدة” هناك، مضيفاً أن الجانب السعودي “يتوقع أن تبقى قضايا حقوق الإنسان، ومسألة المساواة بين الجنسين” داخل المملكة، “خارج إطار المباحثات” مع واشنطن، مع التركيز على قضية “العقوبات ضد إيران”، وهو الأمر نفسه الذي كان على جدول أعمال زيارة الملك السعودي للصين واليابان واندونيسيا، مطلع الشهر الماضي، وفق الكاتب.
من جهة أخرى، لم يغفل ريدل بعض الآراء التي ترى أن “إخفاقات إدارة ترامب” في ملفات داخلية عدة، مثل قضايا الرعاية الصحية، والهجرة، تنم عن “عدم كفاءة فريق إدارته”، وما يعنيه ذلك من انعكاسات على سياسته الخارجية، لجهة ترجيح “عدم إمكانية تحقيق آمال حلفائه من العرب الخليجيين، بدحر إيران”.
كما ألمح الكاتب إلى أنه يجدر بقادة دول الخليج “عدم تعليق آمالهم كلياً على ترامب”، لافتاً إلى أن الضربات الصاروخية الأمريكية الأخيرة ضد سوريا، تركت إنطباعاً بأن إدارة ترامب “تتمتع بالكفاءة”، و”القدرة”، و”الحزم”، و”رفعت من التوقعات” لديهم بوجود “استراتيجية أمريكية للإطاحة بالأسد، عاجلاً، وليس آجلاً”.
وبحسب الكاتب، فإن “إنزال المزيد من الضربات ضد النظام السوري، وإيران، هو ما يتوق السعوديون إلى رؤيته”، معتبراً أن الرياض تنظر بعين القلق إلى الدور الروسي، وذلك لما تتمتع به موسكو من “قدرات تعطيلية ضد هجمات (أمريكية) منتظمة، وأكثر شراسة، ضد قوات الأسد، والإيرانيين، وحزب الله” في المستقبل، وانطلاقاً ومن “أولوية سعودية، بمد المعارضة (السورية) بالمزيد من الأسلحة”.
وأضاف ريدل إنه “وبصرف النظر عن القدرات المالية، فإن بحوزة السعوديين القليل مما يمكن لهم تقديمه لصالح الحملة ضد نظام الأسد، وداعميه الإيرانيين” على الساحة السورية. وفي هذا السياق، أوضح الكاتب أن “المملكة العربية السعودية، غارقة في اليمن”، مشيراً إلى انهماك سلاح الجو السعودي بحملة القصف الجوي هناك، واستنفار الدفاعات الجوية السعودية لصد الهجمات الصاروخية المنطلقة من اليمن، وموضحاً أن الرياض “لطالما أبدت ترددها إزاء إرسال قواتها البرية (الجيش أو الحرس الوطني) إلى اليمن” القريب، ناهيك عن ترددها بنسبة أكبر إزاء “إرسال تلك القوات إلى سوريا البعيدة”.
ومن منظور الكاتب، إذا كانت “المخابرات السعودية شديدة البراعة في مكافحة الإرهاب في الداخل”، فإنها “لا تتوافر على خبرة في أنشطة عسكرية سرية، على غرار تلك التي يملكها فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني”.
وعلى ضوء ما سبق، ذهب الكاتب إلى أنه “يجب على المملكة أن تراهن على الورقة الأمريكية”، في إشارة إلى إدارة ترامب، شارحاً أن جل ما باستطاعة الرياض القيام به هو “توفير الأموال” اللازمة، كونها “لا تستطيع أن تقدم ما هو أكثر من ذلك، من أجل القضية السورية، وذلك بالنظر إلى التزامها الهائل في المغامرة اليمنية، التي رهن الملك سلمان، ونجله، ولي ولي العهد، ووزير الدفاع، مصداقيتهما، وسمعتهما، بها”.
هذا، وخلص ريدل إلى القول بأنه إذا ما تبين أن هجوم واشنطن الصاروخي في سوريا، “لن يعقبه عمل عسكري أمريكي أكثر شراسة” هناك، فمن شأن ذلك أن يترتب عنه “شعور بالخيبة المريرة” في الأوساط السعودية، وإن كان ذلك لن يعني تلاشي التعاون الأمريكي السعودي في مواجهة إيران، في الخليج عموماً، وفي اليمن خصوصاً.