كيف غيّرت 11 سبتمبر شكل العالم
الجنوب اليوم | متابعات
في تمام 08:46 من صباح يوم 11/سبتمبر/2001م في مدينة نيويورك، حلَّقت طائرة تجارية إلى البرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، مصيبة الطوابق من 93 إلى 99 وتساءل الجميع مصدومون عما مايحدث وفي 09:09 اتت طائرة نفاثة أخرى لتصطدم بالبرج الجنوبي و بعد حوالي 40 دقيقة عندما اصطدمت طائرة ثالثة بالبنتاغون ليعلم الجميع انه حدث ارهابي (ولا زال الجدل لليوم) هل الحادث مدبر أم لا! ولكني ساتحدث عن كيف غيّرت هجمات 11 سبتمبر شكل العالم؟
التأثير الفوري للهجمات
آذت أحداث 11 سبتمبر النفسية الأمريكية التي لم تشهد ولاياتها على البر الرئيس هجومًا واخر هجوم كان هجوم اليابانيين على ميناء بيرل هاربر في هاواي خلال الحرب العالميه الثانيه!!
تسببت الكارثة في سلسلة من ردود الفعل لا تزال أصداؤها تتردد حتى اليوم. آثار دائمة ومتداخلة كمايسمى “حرب على الإرهاب”وتزايد الشبهات حول الحكومات ووسائل الإعلام في العديد من الدول الديمقراطية، وتزايد حاد في العداء الغربي تجاه المسلمين، وتدهور القوة الأمريكية إلى جانب الفوضى الدولية المتزايدة، والتطورات التي ساعدت على صعود دونالد ترامب وأخرين.
حرب بلا نهاية
بعد أسابيع من أحداث 11 سبتمبر غزت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أفغانستان بهدف تدمير تنظيم القاعدة، الذي منحه نظام طالبان المتطرف الملاذ الآمن.
وبدعم من عشرات الحلفاء، أسقط الاجتياح سريعًا حركة طالبان وفي ظل حكم الرئيس باراك أوباما عثرت القوات الأمريكية على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقتلته وعلى الرغم من انتهاء ذريعة الارهاب في افغانستان الا ان امريكا تحتفظ بحوالي 10الف جندي هناك تحت ذريعة مخاوف عودة الارهاب!
وثاني الخطوات التي اتخذتها أمريكا هو غزو العراق عام 2003 على الرغم من عدم ارتباط العراقي صدام حسين بالأحداث، فإنه كان لدى المسئولين في إدارة بوش اقتناع بأن نظامه يشكل تهديدًا كبيرًا للنظام العالمي الجديد.
سارعت القوات الغازية إلى الإطاحة بصدام، لكن أدى الاحتلال الذي جرى بشكل سيئ وخاطئ إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها فتسبب في تمرد كبير طويل المدى في العراق، وتسبب أيضًا في تعزيز نفوذ إيران الإقليمي في الشرق الأوسط على نحوٍ أوسع، وصعود الدولة الإسلامية، وخلق فوضى مستمرة أدت إلى حروب أهلية وهجمات إرهابية لا حصر لها، وتطرف.
التكاليف النقدية والاجتماعية
تنفق الولايات المتحدة اليوم 32 مليون دولار في الساعة على الحروب التي خاضتها منذ 11 سبتمبر، وتبلغ التكلفة الإجمالية أكثر من 5.6 تريليون دولار. انتشرت الحرب المزعومة على الإرهاب في 76 دولة، حيث يقوم الجيش الأمريكي الآن بأنشطة مكافحة الإرهاب، بدءًا من ضربات الطائرات بدون طيار وحتى عمليات الرصد والمراقبة.مُوِّلت هذه المبالغ الصادمة بالاقتراض، مما زاد من عدم المساواة الاجتماعية في الولايات المتحدة، وأشار بعض المراقبين إلى أن الإنفاق الحكومي على الحرب كان أكثر تسببًا في الأزمة المالية العالمية 2007-2008 من التحرر المالي.
تآكل الديمقراطية
أدت حقبة ما بعد 11 سبتمبر إلى تآكل الحريات المدنية في جميع أنحاء العالم كمبرر لزيادة الرقابة على المواطنين و تقييد المعارضة وتقنين القدرة على احتجاز المشتبه بهم دون سبب.
وكانت النتيجة مناخًا من عدم الثقة السائد في أصوات السلطة، حيث يرتاب المواطنون في الولايات المتحدة ودول أخرى على نحو متزايد، في المصادر الحكومية و وسائل الإعلام، ويتساءلون أحيانًا عن إمكانية إدراك الحقيقة، مما يجعل عواقب الديمقراطية تبدو وخيمة.
زيادة الإسلاموفوبيا
أثارت أحداث 11 سبتمبر موجة من الإسلاموفوبيا في الغرب، فبعد أن خاض الأمريكيون حربًا باردة غير مسبوقة منذ عقود، أظهروا الهجوم كصراع الخير ضد الشر، ما جعل الإسلام المتطرف هو العدو في النهاية.
استخدمت وسائل الإعلام والسياسة في العديد من الدول، الآراء والإجراءات المتطرفة للإرهابيين الإسلاميين للإساءة إلى المسلمين عمومًا، ومنذ 11 سبتمبر، تعرض المسلمون في الولايات المتحدة وأماكن أخرى للمضايقات والعنف.
غالبًا ما يُعامل المسلمون في الدول الغربية على أنهم العدو البارز الأول، ووصل الشعبويون الأوروبيون إلى السلطة كنتيجة لاستنكارهم وجود اللاجئين من الدول ذات الأغلبية المسلمة كسوريا، ويُقابل استعداد وقدرة المسلمين على الاندماج بشك متزايد.
بعد أسبوع من تنصيبه، وفَّى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوعده بالتوقيع على مشروع «حظر المسلمين»، والذي يهدف إلى منع المواطنين من ست دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
الهجمات اللاحقة
جرى تجنب واحدة من أكثر النتائج المتوقعة طويلًا منذ 11 سبتمبر حتى الآن، فعلى الرغم من مشاركة الإرهابيين الإسلاميين في هجمات ناجحة في الغرب منذ الأحداث، بما فيها تفجيرات بالي عام 2002، وتفجيرات قطار مدريد عام 2004، وهجمات باريس عام 2015، لم يكن أي منها على شاكلة هجمات 11 سبتمبر.