صراع النفوذ بين الانتقالي والإصلاح ينتقل إلى طور الباحة واستعدادات متبادلة لمعركة فاصلة
الجنوب اليوم | تقرير
على وقع التحركات العسكرية الأخيرة لقوات الإصلاح التابعة لهادي في طور الباحة بمحافظة لحج، والتي انتقلت من التربة جنوب غرب تعز، حرك المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات قواته وأرسل تعزيزات عسكرية للمنطقة في مؤشر على اقتراب تفجر الموقف عسكرياً.
قوات الانتقالي
وعلم الجنوب اليوم من مصادر موثوقة أن تعزيزات الانتقالي التي أرسلها إلى طور الباحة ضمت عدداً من الآليات تقل العشرات من المسلحين، بالإضافة إلى مدرعات إماراتية وأسلحة تنوعت بين المتوسطة والثقيلة.
وأشارت المصادر إلى أن التعزيزات يقودها فاروق الكعلولي قائد اللواء التاسع صاعقة الموالي للانتقالي.
محسومة للإصلاح
تبدو المعركة بين الانتقالي والإصلاح في طور الباحة محسومة سلفاً للأخيرة، بالنظر إلى حجم القوة العسكرية التي يملكها والتي رصد لها عدة ألوية، بل إن الإصلاح وبإيعاز من نائب الرئيس هادي، علي محسن الأحمر، شكل لها محوراً عسكرياً خاصاً بهذه المعركة وما بعدها.
مصادر خاصة للجنوب اليوم في تعز كشفت أن اللواء الرابع مشاة جبلي الذي يقوده القيادي في الإصلاح أبو بكر الجبولي سيكون نواة تشكيل المحور العسكري الجديد الذي سيضم عددا من الألوية العسكرية والتي سيتم فرضها على أرض الواقع قبل أن يتم الإعلان عنها بشكل تدريجي واعتمادها رسمياً كقوة تابعة لهادي ووزارة الدفاع بتسهيل من علي محسن.
ووفقاً للمصادر فإن محور طور الباحة الذي يشكله الإصلاح، يتكون من اللواء الرابع مشاة جبلي واللواء التاسع مشاة ويقوده العميد منيف العطوي وهو لواء استحدث مؤخراً وبدأ إعلام الجيش يعترف به رغم أن الإصلاح وقف خلف تشكيله بمسلحيه الذين أطلق عليهم الحشد الشعبي، بالإضافة إلى هذين اللواء سيضم المحور أيضاً اللواء السادس دعم واسناد بقيادة نعمان دوكم، وهو قيادي بحزب الإصلاح، حيث كان قائد احدى كتائب اللواء الرابع وهو من منتسبي الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها محسن، كما سيضم المحور، اللواء الخامس مشاة بقيادة بديع محمد، وهو قيادي بالإصلاح ومعروف بتشدده وتطرفه العقائدي، وهذا الأخير استلم مؤخراً مقراً عسكرياً لبدء تجميع قواته غرب طور الباحة، بالإضافة إلى اللواء الثامن مشاة بقيادة ياسر الصوملي، وهو أيضاً قيادي بالإصلاح، وأيضاً اللواء 120 مدفعية والذي أسندت قيادته لرامي الصامتي، بالإضافة إلى لواء الدفاع الساحلي والذي يعتبر مقر قيادته في عدن وليس في لحج غير أن ضمه للمحور سببه وفق المصادر أنه محسوب على القوة العسكرية للإصلاح كون اللواء تم طرده من عدن من قبل مليشيا الانتقالي حين سيطرت على عدن في أغسطس العام الماضي، كما سيضم المحور أيضاً كتائب من اللواء الرابع حماية رئاسية وهي الكتائب التي تم إخراجها من قبل الانتقالي من عدن العام الماضي ويقود هذا اللواء مهران القباطي المحسوب على نائب هادي.
ومن الملاحظ أن معظم عناصر هذه الألوية تم تجنيدها في التربة جنوب غرب تعز، أثناء استعدادات الإصلاح للسيطرة على الحجرية بالكامل، الأمر الذي يؤكد مضي الإصلاح في تنفيذ خطة انتشاره العسكرية التي كشفتها تسريبات المقطع الفيديو الذي تم تسجيله سراً للقيادي بالإصلاح عبده فرحان الملقب بـ”سالم”.
شرطة وأمن يشرف على تشكيلها الميسري
تكشف المصادر أيضاً أنه تقرر أيضاً إنشاء قوات شرطة عسكرية في المحور ونشرها بمناطق سيطرة المحور بعد إخضاع طور الباحة لنطاقها العسكري.
كما تكشف أيضاً أن من ضمن ما تم وضعه في خطة إخضاع طور الباحة وتشكيل المحور، إيكال المهام الأمنية في نطاق المحور لمجندين مستجدين يتبعون وزارة الداخلية، وأكدت المصادر أن وزير داخلية هادي احمد الميسري وجه بتجنيد 3 آلاف عنصر من الإصلاح لنشرهم كعناصر أمنية في طور الباحة حيث سيتم توزيع هذه العناصر بين قوات نجدة وقوات أمن عام وقوات مكافحة إرهاب وقوات أمن خاصة.
الهدف من وراء تشكيل المحور
ويرى مراقبون إن محور طور الباحة سيمكن الإصلاح من محاصرة وخنق المليشيات المدعومة إماراتياً في الساحل بما في ذلك مليشيا طارق صالح والقوات الجنوبية والتي يهدف الإصلاح إلى إحلال قواته بدلا عنها ليتمكن من خلال ذلك إلى الوصول إلى المنفذ البحري المتمثل بالشريط الساحلي للحج وجنوب غرب تعز، الأمر الذي قد يسمح له باستقبال الدعم من حلفائه في قطر وتركيا.
وعوضاً عن ذلك فإن الإصلاح من خلال هذا المحور سيتمكن من تأمين نطاق تواجده في مدينة تعز وريفها الجنوبي الغربي، غير أن الأخطر من ذلك هو أن المحور سيكون مقدمة لإسقاط قاعدة العند الجوية في لحج والتي تعد الحامية العسكرية الاستراتيجية لعدن.