الصبيحة في كل غرفة جريح

✍ اياد العبدلي
———————-

في الوقت الذي يسكن فيه الاخرون الادوار العلوية للفنادق والفلل يسكن جرحى الصبيحة ايضا الادوار العلوية والطوابق المرتفعة للمستشفيات..
هناك فقط تجد الاجساد السمراء والنحيلة والمثخنة بالجراح!!لن ابالغ لو قلت ان الدور الرابع بمستشفى الجمهورية والخاص بالتحالف لا تكاد تجد سرير الا وعليه جسد مسجى!!وبجانبه قريب تقراء في وجهه الهموم المغلفة بعزة وكبرياء النفس وتنظر الى ثلاجة الغرفة فتجدها خالية من العصائر والفواكه الا من قارورة ماء باردة ربما تم تعبئتها من حنفية البرّاد!! والجرحى يتقلبون يمنة ويسرة بجراحهم المثخنة ولن تجد الا ان تقف حائراً امام هذه المشاهد ولن تقدم سواء تحية إجلال واحترام لهذه الاجساد الطاهرة…
وذا هميت بالمغادرة فستجد امامك في ساحة المستشفى العشرات من الاهل والاقارب القلقون على حياة ابنائهم يستظلون تحت الاشجار كي تخفف عليهم حرارة الالم وحرقة الشمس!!يفترش قطعة كرتون ويدكئ على حذاء طالما كانت واقية له في القيافي والجبال متنقلا بين الخنادق والمتارس في زمن الفنادق والمجالس!!
فهذا الواقع ولمن اراد ان يتأكد من حجم تضحية ابناء الصبيحة فليتجه الى المستشفيات فضلا عن المقابر المتجددة !!!
لكن حين تمزج مرارة الواقع والم التضخيات بحلاوة الحرية والكرامة يهون كل ذلك….
ما يخفف من وقع الالم ويبعث الامل ويخفف من هول الصدمة وجود قيادة لا تألوا جهدا عن المتابعة والاهتمام والحرص على احوال الجرحئ امثال الشيخ حمدي الصبيحي الذي تجده في مقدمة الصفوف والذي دفع ضريبة الحرية والكرامة باعز واقرب الناس اليه…وما لمسناه منه من اهتمام ومتابعة وتكليف لمتابعة حالة الجرحى وتقديم يد العون وتذليل الصعاب ومطالبته بسرعة تسفير الحالات الحرجة…
لان الاهتمام بالجريح هي الاولوية القصوى…
والله من وراء القصد
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين..