تطبيق شكلي لاتفاق الرياض.. قنبلة موقوتة جنوباً ووسيلة ضغط لصراع خليجي بالساحل الغربي
الجنوب اليوم | تقرير
اعتبرت مصادر سياسية جنوبية أن منطقة الساحل الغربي ستشهد صراعاً جديداً بين الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي عما قريب.
وقال مصدر رفيع في الحراك الجنوبي في تصريح خاص للجنوب اليوم مشترطاً إخفاء هويته، أن التطبيق الشكلي لاتفاق الرياض يبقي الوضع في الجنوب كقنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، لافتاً إلى أن الدليل على ذلك هو عدم قبول معظم التيارات العسكرية التابعة للانتقالي بتنفيذ الاتفاق واقتصار ما سُمي بإعادة انتشار القوات التابعة لهادي والانتقالي في أبين على وحدات صغيرة فقط وبعض المدرعات والأطقم التي تم سحبها من مكان إلى آخر.
وأضاف المصدر إنه وبموازاة الوضع المتأرجح الذي ستشهده المناطق الجنوبية خاصة عدن التي ستعاد حكومة هادي إليها مع اقتصار مهامها على بعض الملفات فقط وبقاء الملفات المهمة والسيادية خاضعة لقرارات السفير السعودي لدى اليمن، إلى جانب كل ذلك يقول المصدر بالحراك الجنوبي أن الساحل الغربي أيضاً سيكون محور الصراع القادم بشكل عنيف بين تيار قطر وتركيا في حكومة هادي، وبين تيار الإمارات ممثلاً بطارق صالح والمجلس الانتقالي.
ولفت المصدر إلى أن إصدار قناة الجزيرة القطرية برنامجاً وثائقياً بشأن الساحل الغربي في اليمن وفي هذا التوقيت تحديداً دليل على أن المنطقة تتجه نحو التصعيد بين الدول الخليجية وباستخدام أدوات محلية يمنية.
وكانت منطقة الساحل الغربي قد شهدت توترات بين الفصائل المسلحة الموالية لقطر ويمثلها الإصلاح وبين الفصائل الموالية للإمارات، حيث قام كل طرف بتكثيف تواجد عناصره المسلحة عند نقاط التماس وحدود انتشار فصائل كل طرف، وذلك عقب مقطع الفيديو الذي تم تسريبه للقيادي في الإصلاح بتعز عبده فرحان الملقب بـ”سالم” والذي اعترف في لقاء مع قيادات غير معروفة بتعز أن الإصلاح حصل على ضوء اخضر لاجتياح الساحل الغربي بهدف الوصول إلى المخا، مؤكداً أن المخا كمنطقة استراتيجية بالغة الأهمية “تابعة لنا” حسب قوله، بالإضافة إلى أن الإصلاح وجد في الصراع المحتدم بين مليشيات طارق صالح وقوات العمالقة والقوات الجنوبية إلى جانب الرفض التهامي لوجود طارق، فرصة ذهبية للانقضاض على الساحل الغربي ولم يستدعِ الأمر سوى التنسيق مع تركيا للحصول على الدعم اللازم، فالإصلاح بهذه الخطوة لن يعزز من سيطرته على جنوب تعز فقط بل وسيمكنه من نقل الصراع مع الانتقالي من أبين إلى الساحل الغربي وتحديداً إلى شمال عدن الأمر الذي يمكنه من تطويق الانتقالي أكثر، وقد بدأ الإصلاح بالتهيئة لذلك من خلال التحركات التي شهدتها المناطق المحيطة بالساحل لنقل الصراع من أبين.
وبينما بدأ طارق صالح بتمويل من الإمارات بشراء ولاءات شخصيات بارزة في الوازعية وقيام الانتقالي بتعزيز تواجده في منطقة العلقمة في لحج، قام الإصلاح بتعزيز انتشار فصائله في الحجرية التابعة للريف الغربي الجنوبي لتعز والمحاذية للأجزاء الساحلية من تعز بمديرياتها الثلاث الوازعية والمخا وذباب باب المندب، ومن خلال بقاء وزارة الدفاع تحت سيطرة الإصلاح في الحكومة الجديدة فقد ضمن الحزب تمرير توجيهات نائب الرئيس هادي، علي محسن الأحمر، لإعلان الساحل الغربي منطقة عسكرية منفصلة عن المنطقة العسكرية الرابعة
المصدر بالحراك الجنوبي أكد في حديثه أن التحالف السعودي يتعمد إبقاء الوضع في الجنوب في حالة تأرجح ولا يريد أن يحسم الوضع لصالح أي طرف محلي بهدف استغلاله فيما بعد لخدمة أهدافه في الساحل الغربي كورقة ضغط، لافتاً إن الانتقالي خرج خاسراً من اتفاق الرياض حيث انخفضت مطالبه من مشاركة حقيقية في القرار السياسي والسلطة بنسبة 50% إلى الاكتفاء بالحصول على 4 حقائب وزارية فقط من أصل 24 حقيبة، وفوق كل ذلك ستعود المناطق التي سبق وسيطر عليها الانتقالي وخسر لأجلها الآلاف من القتلى والجرحى في الجنوب ليستلمها من جديد حزب الإصلاح عبر قواته المنخرطة تحت قيادة “الشرعية”.