الطريق إلى الساحل .. ليس مجرد فيلم بل عنوان لصراع الأجندة الإقليمية في الساحل الغربي
الجنوب اليوم | خاص
لم يكن الطريق إلى الساحل مجرد فيلم من إنتاج قناة الجزيرة القطرية، بمعزل عن أهداف ورسائل متعددة، فالفيلم الذي بثته القناة الأحد الماضي، فالطريق إلى الساحل الغربي نهج خاص بتوسع حزب الإصلاح غرب تعز وصولاً إلى الساحل الغربي، ويأتي في سياق صراع النفوذ الإماراتي والسعودي القطري والتركي في الساحل الغربي لليمن، إلا أن الفيلم الذي أعده الصحفي جمال المليكي ويعد باكورة برنامج المتحري ، أكد أن الصراع المحتدم بين الإمارات وقطر وتركيا في الساحل غربي أكبر مما نتوقع ، فالفيلم الذي تحدث عن دور الإمارات للسيطرة على الساحل الغربي وجزر البحر الأحمر لفرض السيطرة على باب المندب ، أغفل الحديث عن دور الإمارات بإسرائيل في باب المندب ، وتجاهل الحديث عن لقاء قيادات إسرائيلية بقيادات موالية للإمارات في المخا ، وعن التعاون بين تل أبيب والإمارات العسكري واللوجيستي في باب المندب ، ويتضح من ذلك أن قطر لا تريد أن تغضب كوشنر صهر ترامب منسق عملية التطبيع بين عدد من الدول العربية مع إسرائيل ، وأن قطر رغم عدائها الكبير مع الإمارات والسعودية لاتزال تحتفظ بصداقتها مع إدارة ترامب التي أوشك على الرحيل من البيت الأبيض ، إلا أنها ركزت أهدافها في الفيلم على كشف علاقة طارق عفاش وشقيقة عمار عفاش بالإمارات ودورهما في إخضاع الجنوبين لخدمة مشاريع وأجندة أبوظبي.
الفيلم أكد للمراقب كيف يتم توظيف الصراعات الداخلية بين قوات العمالقة والمقاومة التهامية وقوات طارق في الساحل الغربي لخدمة مصالح وأجندات أطراف أخرى ، وبدون شك كان القيام موجة لخدمة الأجندة القطرية التركية ضد الأجندة الإماراتية ، وأكد أن علاقة الإصلاح بالرئيس هادي وحكومية تدهورت كثيراً واصبح هادي وحكومته محل اتهام الإصلاح بالوقوف وراء تسليم الساحل الغربي لطارق عفاش والموالين للإمارات.
وأكد ايضاً أن الساحل الغربي مقاطعة خارجة عن سيطرة حكومة هادي بشكل كلي، وأنها مقاطعة تُدار من أبوظبي.
الفيلم الذي أثار سخط الموالين للإمارات بشكل كبير ، جاء بالتزامن مع توجه الجنرال علي محسن الأحمر لإعلان الساحل الغربي منطقة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع في حكومة هادي ، بالإضافة إلى أن تمكن محور تعز بقيادة عبدة سالم وحمود المخلافي من تطويق القوات الموالية للإمارات في مختلف جبهات غرب تعز والتوغل داخل مديريات تابعة لمحافظة لحج ، استعداداً للسيطرة على مديرية المخا وطرد القوات الموالية للإمارات ، تنفيذاً لعبارة قائد محور تعز الشهيرة ” المخا حقنا ” وهذه العبارة اطلقها قبل سيطرة الإصلاح على اللواء 35 بالتربة بتعز والتقدم باتجاه طور الباحة ومناطق أخرى محاذية لمناطق الساحل الغربي ، الشهر الماضي أكد مستشار اعلامي لطارق صالح، استكمال فصائل الاصلاح-المدعومة من تركيا وقطر ، تطويق باب المندب والمخا عبر نشر أكثر من 10 معسكرات ونقاط تفتيش في محيطه.
ونشر نبيل الصوفي في موقعه الالكتروني “نيوز يمن ” خارطة لانتشار معسكرات “الإخوان” في محيط باب المندب والمخا، أبرز معاقل طارق، مشيراً إلى أن التيار المدعوم من تركيا بقيادة سالم وحمود المخلافي استحدث الشهر الماضي ، معسكرات في ريف تعز الجنوبي الغربي أبرزها الرئيس في يفرس بجبل حبشي وثاني في صنة بالمعافر بقيادة العائد من تركيا أبوعزام وثالث في الأخمر بمديرية المواسط بقيادة عدنان الفودعي ورابع في قرية راسن على تخوم الوازعية بقيادة عبدالله علي الشيباني وخامس في منطقة الأصابح بقيادة عدنا الزريقي ..
وأفاد الصوفي بافتتاح فصائل الإصلاح معسكر جديد يعد السادس في منطقة الصنعة بقيادة ابراهيم المقرمي وسابع في جبل صبران بقيادة أسامة القردعي إلى جانب مقرهم الرسمي بالتربة والذي يخصص لعقد الاجتماعات ..
كما اعتبر تمدد “الإخوان” في شمال لحج يأتي في سياق تطويق باب المندب عبر استحداث معسكر في نقيل هيجة العبد بمنطقة المقاطرة إلى جانب اللواء الرابع وترتيبها لإنشاء أخر في العلقمة بمديرية المضاربة الساحلية في لحج، كما نشر أكثر من 14 نقطة استحدثتها فصائل الإخوان على تخوم باب المندب .
الاستعدادات الجديدة على الأرض تشير إلى أن ترتيبات حزب الإصلاح مستمرة لنقل المعركة بينه وبين الموالين للإمارات من شرق زنجبار إلى الساحل الغربي خلال الفترة القادمة ، فبعد أن احتدمت المواجهات بين مليشيات الإصلاح وقوات موالية للإمارات في مدينة التربة غرب تعز منتصف العام الجاري وحسمت لصالح الإصلاح ومليشيات الحشد الشعبي ، انتقلت المواجهات إلى مناطق عدة في طور الباحة ومناطق أخرى في محافظة لحج ، فأطراف الصراع المواليان للتحالف عززا حضورهما العسكري في مناطق الصبيحة والقبيطة ومناطق قريبة من هيجة العبد الواقعة بين تعز ولحج ، وفي أكتوبر الماضي اندلعت مواجهات مسلحة بين مليشيات الإصلاح ومليشيات الانتقالي في مديرية طور الباحة بمحافظة لحج .
وقالت مصادر محلية ، أن اللواء الرابع مشاة جبلي التابع ل ” الإصلاح ” واللواء التاسع صاعقة الذي دفع به المجلس الانتقالي كتعزيزات إلى طور الباحة بهدف إفشال مخطط الإصلاح لتوسيع نفوذه في المحافظة ، تبادلا القصف المدفعي المكثف في محيط جبل إيرف الذي تتمركز فصائل الإصلاح فيه ،وذلك بعد محاولة قوات الانتقالي التقدم للسيطرة علي الجبل عبر الخط الرئيسي لطور الباحة ، لكن لايزال مخطط الإصلاح بتشكيل محور طور الباحة الذي يتكون من 9 ألوية عسكرية يكون مركزها لحج حاضراً ، رغم إعلان مليشيات الإصلاج التراجع عن التنفيذ ، فالإصلاح اتجه نحو تجنيد أبناء المناطق الواقعة بالقرب من باب المندب وتكليف مشائخ بقيادة معسكرات ممولة من قطر وتركيا بملايين الريالات ، كما حدث الشهر الماضي عندما قام قائد اللواء الرابع مشاة جبلي أبو بكر الجبولي الموالي للإصلاح بتعيين نجل شيخ قبيلة العلقمة قائداً للواء وكلفة بتأسيس لواءً عسكرياً في القبيلة ، وهو ما يؤكد مضي الإصلاح نحو اختراق مناطق الصبيحة ليتمكن من الوصول إلى باب المندب والسيطرة على الساحل الغربي.
تحركات الإصلاح التي بدأت بالسيطرة على جبهات غرب تعز المشرفة على باب المندب وصولا إلى مناطق داخل محافظة لحج ومناطق أخرى تقع على التماس مع الساحل الغربي ، لا يؤكد أن الإصلاح يسعى لتحرير الساحل الغربي وباب المندب من الاحتلال الإماراتي ، بل الهدف الأساسي استبدال احتلال باحتلال وتمكين تركيا وقطر من الوصول الى باب المندب وجزيرة ميون ، وهو استبدال أجنبي بأجنبي وأداة بأداة على حساب الوطن , ولذلك فإن الطريق إلى الساحل تقف خلفه ؟أجندة وخفايا وأطماع محلية ودولية .