بلحاف.. صراع بين الإمارات وفرنسا بعد إغراءات قدمها الإصلاح لتوتال
الجنوب اليوم | تقرير
يشهد ملف منشأة بلحاف الغازية الخاضعة لسيطرة القوات الإماراتية في محافظة شبوة التي يهيمن عليها الإصلاح، صراعاً كبيراً بين أبوظبي وباريس.
ومؤخراً كشفت وكالة الصحافة الفرنسية عن بدء النيابة الوطنية تحقيقات في تعاملات مالية مشبوهة لعائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تحتضن الإمارات عائلته وأبناءه وأمواله التي جمعها خلال سنواته حكومة الـ33.
مصادر سياسية تتحدث أن فتح فرنسا لملف أموال عائلة صالح الموجود جزء كبير منها في الإمارات، سببه صراع بين الأخيرة وبين فرنسا بسبب منشأة بلحاف الغازية التي تملك شركة توتال للبترول الفرنسية 40% من حق الاستثمارات فيها.
وترفض الإمارات سحب قواتها المتمركزة في منشأة بلحاف على الرغم من إعلانها الانسحاب من اليمن عسكرياً منذ قرابة العامين، وتتخذ من المنشأة قاعدة عسكرية مغلقة حيث تتواجد فيها أيضاً قوات أمريكية من المارينز تتبع الأسطول الخامس الأمريكي المنتشر في المنطقة والإقليم.
ومؤخراً فتح البرلمان الفرنسي قد فتح في وقت سابق تحقيقاً حول تحويل الإمارات منشأة بلحاف لتصدير الغاز إلى معتقل تمارس فيه القوات الإماراتية انتهاكات بحق المعتقلين.
ويرى مراقبون إن الإصلاح المهيمن على القرار في حكومة هادي المنفية قدم تنازلات مجحفة لشركة توتال الفرنسية بخصوص الغاز المسال المستخرج من مأرب والذي يتم تصديره بعد تحويله في منشأة بلحاف، مرجحين أن تكون هذه التنازلات متعلقة بسعر الغاز المسال المباع لتوتال، حيث يتوقع المراقبون أن يكون الإصلاح قد أغرى شركة توتال بسعر جديد للغاز الذي تسحبه توتال من بلحاف بنسبة 40% من حجم الإنتاج الذي لا يزال متوقفاً حتى اليوم منذ 2015، وأن هذا التخفيض في السعر كان هدفه دفع فرنسا للضغط على الإمارات للخروج من بلحاف والسماح لحكومة هادي بإعادة تصدير الغاز المسال الذي ستكون توتال أكبر المستفيدين منه، غير أن المعلومات السابقة لا تزال مجرد توقعات وتسريبات.
ومن المتوقع أن يتجه الإصلاح إلى استغلال الغاز المسال لإعادة تصديره بعد أن سحبت السعودية معداتها ومعظم قواتها من مأرب التي باتت قريبة من سقوطها بيد الحوثيين، الأمر الذي يعد تهديداً خطيراً للإصلاح المستفيد من منشأة صافر النفطية التي تدر على الحزب وقياداته مئات الملايين من الدولارات شهرياً جراء عمليات التهريب التي تتم للنفط الخام عبر سواحل شبوة ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب قطع هذا المصدر الإيرادي الهام بالنسبة للإصلاح.