الإمارات تتجه للبحث عن بديل للإنتقالي في الجنوب بعد ضرب القضية الجنوبية
الجنوب اليوم | خاص
بعدما تمكنت الإمارات من ضرب القضية الجنوبية مستخدمة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تم إنشائه في مايو 2017، بتمويل ودعم من أبوظبي، تتجه لقصقصه أجنجة المجلس الذي عمل على تهميش كافة التيارات والأصوات الجنوبية المشاركة في حمل ملف القضية الجنوبية، مدعياً تمثيله للجنوب وللقضية الجنوبية، ولكن تشير الوقائع في المحافظات الجنوبية إلى أين نجم المجلس الانتقالي بدأ بالأفول ، فالإمارات التي منحت طارق عفاش سلطات وصلاحيات واسعة ومكنت عمار عفاش صلاحيات واسعة في إدارة الملف الأمني سرياً في تعز والساحل الغربي وفرضته على مدير الأمن السابق القيادي في الانتقالي شلال شائع خلال السنوات الماضية ، تتجه اليوم إلى منح طارق صالح حق التواجد العسكري في شبوة وتحديداً في مديرية رضوم النفطية .
ثقة الإمارات بطارق عفاش ومنح شقيقه حق إدارة الملف الأمني والسجون السرية في بئر احمد بعدن، لم تأتي لتعزيز دور المجلس الانتقالي في إدارة الملفين الأمني والعسكري في المحافظات الجنوبية، بقدر ما يمكن وصفة بتعطيل دور الانتقالي وتهميشه تدريجياً، ففي حين ينتظر الانتقالي العودة إلى شبوة وفق اتفاق الرياض ، بدأت الإمارات بتهيئة مناطق واسعة في سواحل بلحاف برضوم لنقل عدد من ألوية طارق عفاش ، تلك الألوية سيضاف إليها ألوية جديدة سيتم إنشائها خلال الفترة القادمة تحت قيادة نجل القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا التي يمتلك حاضنه شعبية في أوساط قبائل العوالق التي تعمد الانتقالي تهميشها خلال الفترة الماضية .
هذا التوجه الذي يعكس رغبة إماراتية في إنشاء بدائل جديدة عن النخب التي شكلها خلال الفترة الماضية وتحديداً النخبة الشبوانية بمليشيات جديدة موالية له تتناقض كليا مع دعوات الانتقالي للانفصال عن صنعاء، وتكرس قوات جديدة تابعة لنظام 7/7 العدو الأول لأبناء الجنوب.
على مدى الفترة الماضية استغلت الإمارات قوات الانتقالي في الجنوب للنيل من الاخوان المسلمين وتحديداً حزب الإصلاح، كونه عدو استراتيجي لها، ولم يكن دعمها للانتقالي لمقاتلة الإصلاح في شبوة وأبين وعدن ولحج ناتج عن مساندتها لفكرة الانفصال التي يرفعها المجلس، بل لتصفية حسابات مع فرع الإخوان المسلمين في اليمن الذي تخوض معه صراع في ليبيا وتركيا ومصر والسودان، ولعل دعمها الكبير واللامحدود لمليشيات عفاشية تابعة لنظام 7 /7 ، يرفض رفع أعلام الجنوب في عقر دار الانتقالي ، لدليل على أن الامارات استخدمت الانتقالي كأداة مؤقته ، وبدأت بالتخلي عنه لصالح أعداء الجنوب الأساسين.
خطوات الإمارات لإنهاء دور الانتقالي والاتجاه نحو إيجاد مليشيات موالية لها تابعة لعفاش في الجنوب ، بدأت بفرض وصاية طارق عفاش على مختلف الألوية العسكرية الجنوبية الموالية للإمارات في الساحل الغربي قبل عامين ، واستمرت في منح مليشيات طارق عفاش الدعم المالي والمادي الكبير في حين أوقفت منذ قرابة العام أي رواتب لقوات جنوبية أكانت في الساحل الغربي أو عدن أو أبين أو شبوة أو حضرموت ، وسلمت قيادة الأحزمة الأمنية للسعودية في أكتوبر الماضي ووجهتها بتنفيذ أوامر القيادات السعودية كونها لم سلمت قيادة التحالف للسعودية في عدن وانسحبت ، وفي نفس الوقت ضاعفت الدعم المالي لطارق عفاش ومنحته ملايين الدولارات شهرياً .
كل الأدلة تشير إلى أن الإمارات تتجه لإنهاء دعمها للانتقالي كلياً خلال المرحلة القادمة ، واستبداله بتكتلات وتيارات ومليشيات أخرى لها اهداف وتوجهات وأجندة مناهضة للقضية الجنوبية.
ورغم أن الكثير من المؤشرات واضحة ، إلا أن القادم يحمل المزيد من المفاجئات ويكشف العديد من الحقائق والتي ستؤكد إحداها أن المجلس الانتقالي كان خدعة إماراتية للجنوب استخدمته لتهيئة الأوضاع لتمكين نظام 7/7 من استعادة السيطرة والتحكم بمصائر الجنوبيين باسم الإمارات ودول التحالف من باب المندب وحتى سقطرى .