من يقف خلف الفوضى الأمنية بعدن.. الانتقالي أم السعودية وما المصلحة من ذلك؟
الجنوب اليوم | تقرير
على الرغم من وجود الكثير من المبررات التي تدعو إلى الاعتقاد بأن أعمال الفوضى المصطنعة في مدينة عدن يقف خلفها المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، إلا أن مراقبين سياسيين بدأوا بقراءة المشهد في عدن بشكل مغاير مرجحين بأن الرياض هي من تقف خلف التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المدينة منذ عودة حكومة المحاصصة إليها.
رأي المراقبين السياسيين نابع من منطلق أن الخلافات التي وقعت بشكل مفاجئ بين السعودية والإمارات عشية عودة حكومة هادي إلى عدن في 30 ديسمبر الجاري دفعت بالإمارات إلى توجيه ضربة موجعة للسعودية من خلال التفجيرات التي استهدفت المطار لحظة توقف الطائرة التي أقلت وزراء حكومة هادي من الرياض إلى عدن، لترد السعودية بعد ذلك بسلسلة من التفجيرات التي لم تتوقف يوماً واحداً منذ وصول الحكومة إلى عدن والهدف الانتقام من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي تعمل لصالح الإمارات وترفض تمكين الرياض من تنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق.
الهدف السعودي من التفجيرات التي تحدث في عدن هو إفشال المجلس الانتقالي أمنياً ليتسنى لها بعد ذلك تسليم الملف الأمني لقوات موالية لها بدلاً من الانتقالي التي أثبتت أنها لا تزال تدين بالولاء للإمارات بدليل تلقي قيادة الانتقالي الأوامر الإماراتية برفض السماح لقوات هادي في اللواء الأول حماية رئاسية من دخول عدن وكذا رفض استكمال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض في أبين ورفض السماح لقوات الأمن التابعة لهادي بدخول مدينة زنجبار عاصمة أبين.
للسعودية دافع قوي في أن تكون هي من تقف خلف التفجيرات الغامضة اليومية في عدن بهدف تصوير الوضع في المدينة وأمام الرأي العام المحلي والإقليمي بأنه فشل أمني ذريع سببه الانتقالي الممسك بهذا الملف وإزاء ذلك يتعين على الانتقالي بعد هذا الفشل الذريع أن يستجيب للضغوط السعودية ويقبل بتسليم الملف الأمني للقوات التي تختارها الرياض حتى وإن كانت تلك القوات تتبع أبرز خصوم الانتقالي (الإصلاح).
في المقابل فإن تسليم الانتقالي للملف الأمني للسعودية يعني تسليم عدن بأكملها للإصلاح، الأمر الذي سيعرض كوادر الانتقالي وقياداته ونخبه للخطر الوجودي، إذ لا يستبعد أن ينتقم الإصلاح من الانتقالي جراء ما تعرضت له قياداته ونخبه ومنتسبيه والموالين له على مدى الأعوام الماضية من اغتيالات وتصفيات وملاحقات كما حدث مع خطباء المساجد في عدن ومع القيادات الأمنية والعسكرية التي جرى تصفيتها عبر خلايا الإمارات الأجنبية كتلك التي كان يترأسها “أبراهام غولن” والمحلية كالتي كان يقف على رأسها يسران المقطري ثاني أهم رجل يعمل لصالح الإمارات في عدن بعد شلال شايع، حيث كان المقطري الذي عينته أبوظبي قائداً لوحدة مكافحة الإرهاب في أمن عدن، رجل أبوظبي في ترويج الحشيش والمخدرات والخمور والجنس في عدن إلى جانب مهمته الأساسية الخاصة بعمليات الاغتيال.
خسر الإصلاح نحو 250 من قياداته الوسطى وكوادره وأعضائه العاديين منذ أن بدأت الإمارات بالعمل على تمكين خلاياها وأذرعها بالعمل في عدن لتتطور تلك الخلايا إلى كيان سياسي وعسكري في آن واحد كانت باكورته “المجلس الانتقالي الجنوبي”، وإزاء تلك الخسارة فإن من غير المستبعد ألا يعود الإصلاح إلى عدن منتقماً ممن قاموا بتصفية وتشريد قياداته وكوادره، فالإصلاح كحزب عقائدي لا ينسى خصومه وأعداءه وما فعلوه به بسهولة حاله كحال حركة الإخوان المسلمين على مستوى العالم.