خفايا الجولة الخارجية لقيادة الانتقالي الجنوبي وسيناريو مابعد موسكو ولندن
الجنوب اليوم | خاص
لايزال وفد المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات في العاصمة الروسية موسكو ، فزيارته لاتزال مفتوحة ومن المتوقع ـأن يغادر موسكوا إلى لندن ليلتقي مسئولين في وزارة الخارجية البريطانية ، قبل أن ينتقل إلى دول الاتحاد الأوروبي.
الزيارة التي يقوم بها الانتقالي غير عادية وإن حاول البعض التقليل من شأنها ، فكل المؤشرات تفيد بأن زيارة قيادة المجلس الانتقالي إلى موسكو وبعدها الى لندن ليس هدفها الفسحة ، وبالعكس مما جاء في بيان الخارجية الروسية إزاء لقاءات المسئولين الروس مع وفد الانتقالي والتي تضمن عبارات مألوفة كحرص موسكو على وحدة اليمن وحرصها على السلام وحرصها على المصالحة ونجاح الحكومة الائتلافية كما جاء في بيان موسكو ، لكن تلك العبارات ديبلوماسية ومن الطبيعي أن تفصح عنها موسكو لإخفاء ما دار من حديث بين قادة الانتقالي والمسئولين الروس. ولعل دعوة موسكو لقادة الانتقالي لزيارتها دليل على أن ما جرى في المباحثات تجاوز ما جاء في حديث الخارجية الروسية عن الزيارة ، فالانتقالي اتجه لإحياء علاقات دولة الجنوب القديمة مع روسيا وبريطانيا مؤخراً ويتجه للترتيب لما بعد اتفاق الرياض ، ولعل متانة العلاقات الروسية الإماراتية ودور الدولتين في سوريا وليبيا أحد دوافع الانتقالي لإعادة علاقاته كطرف موالي للإمارات وكطرف يمتلك حضور وسيطرة عسكرية في المحافظات الجنوبية يتمثل باستعادة الدولة والانفصال.
وبعيداً عن تأكيدات الامارات الظاهرية عن حرصها على وحدة اليمن واستقراره ، فالمخطط دعم الانتقالي وضرب الإصلاح في الجنوب ، وتوجه دول التحالف الأخير فيما يتعلق باتفاق الرياض أكد عدم رغبة الإمارات والسعودية بإحلال السلام في تلك المحافظات ، والدليل على ذلك ترك الباب مفتوحاً أمام الصراعات والمواجهات والخلافات وتجاهل الرياض لدورها في إغلاق ملف الصراعات باستكمال تنفيذ الشقين العسكري والسياسي من اتفاق الرياض ، فالهدف من تعليق الاتفاق تهيئة الأجواء لجولة صراعية أخيرة قد يعمل التحالف من خلالها على طرد القوات الموالية للإصلاح من المحافظات الجنوبية وإتاحة المجال للانتقالي للسيطرة الكاملة وهي تهيئة درماتيكية للانفصال بضوء أخضر إماراتي سعودي ، لذلك الترتيبات جارية من قبل الانتقالي بدعم إماراتي وزيارته الأخيرة إلى موسكوا تهدف إلى تطمين الجانب الروسي بأن مصالحه في جنوب اليمن كحليف استراتيجي سابق في الحسبان ، بالإضافة إلى أن الزيارة التي سيقوم بها الانتقالي إلى لندن تأتي في نفس التوجه كون بريطانيا لاعب أساسي ومهم في الازمة اليمنية ومستعمر سابق للجنوب ، ولذلك بعيداً عن التقليل من أهمية جولة الانتقالي الخارجية فان مايعرضة المجلس من امتيازات لعدد من الدول في المحافظات الجنوبية مغري لكل الدول التي يسعى المجلس للتحالف معها في إطار مشروعة الانقلابية الجديد .
وليس غريبا أن ذكر رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي استعداده لإقامة علاقات مع إسرائيل ، فتوجه الإمارات هو توجه الانتقالي كون أبوظبي راعي أساسي للانتقالي وممول له وداعم لتحركاته السياسية والعسكرية.
ولعل التصاريح السابقة لنائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك عن استعداد المجلس التطبيع مع إسرائيل وزيارته إلى تل أبيب تؤكد بأن حديث الانتقالي عن التطبيع ليست تصريحات غير محسوبة بل موقف مؤجل وسيتم إعلانه في حال الانفصال ، لإدراك قادة الانتقالي بأن أي علاقة لهم مع تل أبيب سوف تساهم في دفع السعودية ودول الخليج وعدد من دول المنطقة بالإعتراف بدولة الجنوب قسرياً ، كون إسرائيل اللاعب الخفي والأكبر في المنطقة .
فسيناريوا الأوضاع في الجنوب مرشح للتصعيد عقب انتهاء زيارة الانتقالي لموسكو ولندن وعدد من الدول الخارجية ، ومصير اتفاق الرياض سيكون الفشل الذريع كما خطط له .