تمزيق صور قيادات الانتقالي بأحياء عدن تكشف تطورات خطيرة (الدلالات والرسائل)
الجنوب اليوم | تقرير
بشكل مفاجئ أصبح مواطنوا عدن اليوم الإثنين على صور قيادات الانتقالي المعلقة في أحياء عدن وهي ممزقة من قبل جهة مجهولة حتى اللحظة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للوحات عملاقة معلقة بأحياء عدن عليها صور قيادات ورموز المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات وقد تم تمزيقها بشكل مقصود هدفه إرساله رسالة للانتقالي الجنوبي فيما يبدو.
فمدينة عدن التي تم فيها تمزيق صور الزبيدي وبن بريك، تخضع بشكل كامل لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، وحدث كهذا يدفع للتساؤل عن حجم الاختراق الذي أحدثه الإصلاح في عدن على حساب سيطرة الانتقالي وهيمنته التي بدأت تنكمش.
ويرى مراقبون إن لتمزيق صور قيادات الانتقالي دلالات واضحة بأن الإصلاح لا يزال قوة لا يستهان بها في الجنوب وتحديداً في عدن معقل الانتقالي، أما من الناحية الثانية فإن الرسالة التي أراد بها الإصلاح إيصالها للانتقالي هو إشعاره بأن الحزب ومؤيديه وعناصره لا يزال موجوداً في عدن وبإمكانه قلب الموازين رأساً على عقب.
ومن شأن التطورات الأخيرة أن تتسبب بإرباك شديد للانتقالي الجنوبي الذي كان يتوهم بأنه أحكم قبضته على عدن وتمكن من طرد عناصر الإصلاح من المدينة، ووفق المراقبين فإن لتوقيت الحدث دلالة بتطورات المواقف الصادرة من الانتقالي بشأن اتفاق الرياض.
فتمزيق صور قيادة الانتقالي تأتي بعد يوم واحد فقط من تصريحات لنائب رئيس الدائرة الإعلامية بالانتقالي منصور صالح، ألمح فيها إلى نية المجلس التراجع عن تنفيذ اتفاق الرياض ودافع فيها عن قرار المجلس الذي رفض تسليم أسلحته أو ضم عناصره إلى وزارتي الدفاع والداخلية في حكومة هادي التي يشارك فيها الانتقالي بموجب اتفاق الرياض.
التنصل عن اتفاق الرياض وتنفيذ بنوده من قبل الانتقالي، قوبل إذاً بتهديد واضح بقلب الطاولة على المجلس الانتقالي من الداخل، فالإصلاح وعلى افتراض أنه من يقف خلف تمزيق الصور، أراد إيصال رسالة تهديد واضحة للانتقالي بأن مسألة إنهاء سيطرة الانتقالي على عدن لا تتطلب معارك عسكرية تأتي من محيط عدن كأبين أو شبوة أو لحج التي يبدي الانتقالي تخوفه من تحركات الإصلاح فيها، إذ أن ما حدث مؤخراً يؤكد أن الإصلاح لا يزال يفرض وجوده من داخل عدن ويملك عناصر وخلايا نائمة داخل المدينة وتنتظر فقط التوجيهات.
وتكشف التطورات الأخيرة أيضاً حقيقة احتفاظ الإصلاح بمقاتليه وعناصره المؤدلجة داخل المدن الجنوبية خاصة في عدن، وعلى الرغم من أن الإصلاح يخوض معارك عنيفة في مأرب ضد قوات الحوثيين الذين يدقون أبواب مدينة مأرب شرق البلاد ورغم أن التحالف السعودي الإماراتي خسر ورقة مهمة كان يتكئ عليها ويستغلها طوال السنوات الماضية من عمر الحرب وهي ورقة قبائل مأرب الذين ظل التحالف والإصلاح يستخدمهم للقتال ويدفع بهم للواجهة بينما يتحكم الحزب بالثروات والسلطة، هذه الورقة ورغم أن الإصلاح خسرها بعد رفض القبائل استمرار القتال مع التحالف ضد الحوثيين، رغم كل ذلك، إلا أن الإصلاح لم تهتز له شعرة إزاء تقدم الحوثيين نحو مدينة مأرب وهذا ما بدا جلياً وواضحاً من خلال إبقاء الحزب مقاتليه العقائديين منتشرين في معسكرات ومدن الجنوب بينما دفع بأبناء المحافظات الجنوبية ممن تم تجنيدهم مؤخراً للقتال في مأرب رغم صعوبة المعارك وعدم حصول المقاتلين الجنوبيين على التدريب والتأهيل الكافي لخوض معارك كتلك التي تدور رحاها على أبواب المدينة.