السعودية تضع قوات الإنتقالي أمام خيارين الموت جوعاً أو الموت في محرقة الإصلاح في مأرب
الجنوب اليوم | خاص
وضعت السعودية قوات الانتقالي الجنوبي اليوم أمام خيارين كلاهما مر، يتمثل الأول بتنفيذ أوامر الجانب السعودي المبني على طلب من جنرال حرب صيف 94م علي محسن الأحمر، للقتال في صفوف خصم الجنوبيين في معركة مأرب الشمالية، أو تقبل العقاب الجماعي السعودي الممثل بقطع التغذية على كافة قوات المجلس الانتقالي والذي اتخذه الجانب السعودي اليوم رداً على موقف الانتقالي الرافض للدفع بقواته الى جبهات مارب للقتال دفاعاً عن مصالح الإصلاح.
الجانب السعودي الذي قدم نفسة مؤخراً كمساند رئيسي للإصلاح في المحافظات الجنوبية، مارس ضغوطا على المجلس الانتقالي وغيره من المكونات الجنوبية للمشاركة في القتال إلى جانب مليشيات حزب الإصلاح في محافظة مأرب بعد تقدم الحوثيين في مختلف محاور القتال المحيطة بالمدينة ، لكن الانتقالي لم يفوت الفرصة.
ودعا الجانب السعودي إلى تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض الذي يلزم مليشيات الإصلاح المتواجدة في المحافظات الجنوبية بأكثر من 30 لواء عسكري بتنفيذ التزامها وفق الاتفاق والانسحاب من جبهات القتال غرب مدينة زنجبار عاصمة أبين وسحب تواجدها العسكري من شقرة بالمحافظة نفسها ، يضاف إلى سحب كافة مليشيات الإصلاح المسيطرة على محافظة شبوة سيطرة كاملة ، ونقل كافة القوات الموالية للإصلاح في وادي حضرموت وصرف رواتب للقوات التابعة للانتقالي في مختلف محافظات الجنوب.
رد الانتقالي بمطالب مشروعة وفق اتفاق الرياض الذي رعته الرياض وابوظبي ، ازعج الإصلاح وغير موقف السعودية أيضاً تجاه الانتقالي لصالح الإخوان ، واعتبرت الرياض رفض الأوامر العسكرية من قبل الانتقالي خط أحمر ، وجراء ذلك سارعت في فرض عقاب جماعي على قوات الانتقالي التي تتجاوز 90 ألف جندي بقطع التغذية اليومية عنها.
وقالت مصادر مقربة من المجلس الانتقالي أن السعودية أوقفت ” التموين الغذائي ” عن القوات العسكرية التي تخضعُ للمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات ، ولفتت المصادر إلى أن قيادة قوات الواجب السعودي ” 802″ قطعت التموين الغذائي اليوم السبت ، بعدما قطعت القوات السعودية مرتبات مليشيات الانتقالي منذ تسعة أشهر.
ولفتت المصادر إلى أن السعودية تعامل قوات الانتقالي المتواجدة في معظم محافظات الجنوب وتسيطر عسكرياً وامنيا على مدينة عدن كمليشيات متمردة وتحت البند السابع.
التوجه السعودي لمعاقبة قوات الانتقالي عقاباً لرفضها القتال في صفوف الإصلاح، أثار ردود أفعال جنوبية غاضبة، حيث طالب عدد من القيادات التابعة للمجلس الانتقالي قيادة المجلس إلى الرد عل الاجراء السعودي العقابي غير المسئول، بالسيطرة على الإيرادات العامة بعدن وتمويل القوات الجنوبية وتعيق الشراكة في حكومة المناصفة واتفاق الرياض، معتبرين هذه الخطوة ابتزاز للقوات الجنوب ومحاولة لإذلال القوات الجنوبية وتركيعها بالقوة.
وفي أول رد دعا القيادي في المجلس الانتقالي “أحمد عمر بن فريد” إلى نقل القوات الشمالية للقتال في مأرب، رافضاً فكرة إرسال الجنوبيين للقتال في الشمال نيابة عن مليشيات الاصلاح ، مضيفا بإن هناك اتفاقاً يُطالب بإخراج القوات الشمالية من الجنوب.
وأكد أن من غير المقبول أن تُقاتل القوات الجنوبية في مأرب، بينما مليشيات الإصلاح رابضة على آبار النفط في شبوة وحضرموت، حد تعبيره.
الانتقالي الذي انتقد بشدة التبرعات المالية لمليشيات الإصلاح في مأرب ، وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي فضل الجعدي في تدوينه على منصة تويتر , إن الحديث عن فتح حساب تبرعات لدعم معركة مأرب وإيراداتها مكدسة في خزائن الأدوات الحاكمة لها ودون توريده للبنك المركزي بعدن ، هو أمر غير منطقي ” .
وفي نفس السياق ، أكدت مصادر محلية في لحج ، رفض عدد من المجندين التابعين للتحالف في محافظة لحج، بالقتال مع الإصلاح في مأرب.
وأوضحت المصادر أن عشرات من مجندي التحالف اعتصموا أمام قيادة المنطقة الرابعة بمدينة عدن، تعبيراً عن رفضهم التوجه للقتال مع الإصلاح في مأرب ، واستنكر المجندين من عملية التضليل التي طالتهم من قيادتهم العسكرية بعد إخبارهم بأنه سيتم عقد دورات تدريبية لهم ليتفاجؤوا بأنه سيتم إرسالهم للقتال في جبهات للدفاع عن مصالح حزب الإصلاح.
وجاءت عملية الرفض بعد تصاعد التحذيرات الجنوبية من مخاطر الإنجرار وراء دعوات سماسرة الموت للقتال في مارب، يضاف إلى أن مقتل العشرات من المقاتلين الجنوبين في جبهات مأرب خلال الأيام الماضية، نتيجة الخيانة ورفع الإحداثيات الكيدية لطيران التحالف لاستهداف تجمعات ومواقع تابعة لمقاتلين من شبوة وأبين ولحج.
وعلى الرغم من وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من المحافظات الجنوبية خلال الأسبوعين الماضيين إلى مأرب لدعم مليشيات الإصلاح، إلا أن القوات السعودية وجهت أمس الأول بسرعة دعم مليشيات الاخوان في محيط مأرب بتعزيزات عسكرية جنوبية كبيرة، بعدما فشلت كافة القوات المتواجدة في مأرب من صد هجوم الحوثيين أو وقف تقدمهم العسكري نحو المدينة.
مساء اليوم أكدت مصادر محلية في شقرة مرور أكثر من 40 طقم وعدد من الآليات العسكرية ومئات الجنود التابعين لمحور طور الباحة في طريقها صوب محافظة شبوة ثم إلى محافظة مأرب ، بعد أن سمحت قوات الانتقالي لها بالمرور. وجاءت تلك التعزيزات التي تحركت الجمعة بتوجيهات سعودية عاجلة لوقف سقوط مأرب ، بعدما انهارت كافة خطوط الدفاع المحيطة بالمدينة أمام تقدم الحوثيين رغم الاسناد الجوي الكثيف للطيران السعودي ، تلك التعزيزات التي تحركت باسم محور طور الباحة التابع لحزب الإصلاح ، بقيادة ياسر الصوملي قائد اللواء الثامن احتياط ورامي الصماتي قائد لواء 30 مدفعية وجبر سعيد قائد الشرطة العسكرية في طور الباحة وأيمن شكيب محمود عمليات اللواء التاسع عشر مشاة محور طور الباحة ، لم يشارك فيها أي عنصر من عناصر الإصلاح ، ومعظمها من السلفيين والمجندين الموالين للسعودية وتفتقر للخبرة القتالية كونها لأول مرة تدخل مواجهات عسكرية.
مراقبين جنوبيين نبهوا من تحركات علي محسن والإصلاح للدفع بالجنوبين عبر الرياض للقتال في مأرب ، مشيرين إلى أن هناك مكيدة تنتظرهم في جبهات مأرب كما سبق لجنوبيين أن وقعوا في محرقة مصطنعة كما تعرض لها أبناء شبوة وأبين من قبلهم .
ألوية العمالقة الجنوبية في الساحل الغربي ، ردت على التوجيه السعودي برفض القتال في معركة الإصلاح دفاعاً عن مصالحه الاقتصادية والمالية الكبرى في مأرب.
وحذرت من مؤامرة إخوانية كبيرة تنتظر الجنوبين في جبهات مأرب متهمة الإصلاح بالخيانة والفشل .