الانتقالي يغازل الرياض بمهاجمة الحوثيين لرفضهم شروط المبادرة الأمريكية السعودية
الجنوب اليوم | خاص
في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات توتراً كبيراً، رأى الانتقالي الجنوبي أن يقلل من حدة التوتر مع السعودية، مستغلاً مبادرتها الأخيرة المقدمة للحوثيين لشن هجوم عليهم بسبب رفضها وإبداء تأييد الانتقالي للسعودية في محاولة منه التودد إليها من جديد بعد موجة التوتر التي شهدتها المناطق الجنوبية والتي تتهم فيها السعودية الانتقالي بالوقوف خلفها، إلى جانب الوصول إلى طريق مسدود بشأن تنفيذ الانتقالي بنود اتفاق الرياض.
موقف الانتقالي جاء على لسان متحدث المجلس علي الكثيري الذي قال إن مبادرة السعودية “تعد مساراً ضرورياً للدفع بعملية السلام الشامل في اليمن”، زاعماً إن رفض الحوثيين لها يؤكد رفضهم للسلام.
هذا الموقف من الانتقالي يأتي في الوقت الذي يرفض فيه المجلس تنفيذ بنود اتفاق الرياض التي تلزمه بالانسحاب من المدن الجنوبية عسكرياً وتسليم سلاحه لشرعية هادي وقوات الإصلاح.
وفيما اعتبر الانتقالي رفض الحوثيين مبادرة السعودية يعد إطالة لأمد الحرب ومفاقمة المعاناة الإنسانية، اعتبر مراقبون إن رفض الانتقالي تنفيذ اتفاق الرياض بكل بنوده العسكرية والأمنية تسبب بإحداث أزمة إنسانية في المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة التحالف جنوباً وأصبحت المعاناة الإنسانية في هذه المناطق أضعاف ما يعانيه المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين، بدليل الفارق الكبير بين سعر العملة المحلية وسعر الصرف أمام الدولار لدى مناطق الحوثيين ومناطق سيطرة التحالف جنوب البلاد، وكذا فارق أسعار السلع الغذائية والمواد الرئيسية، وانعكاس الجمود في تنفيذ اتفاق الرياض على الوضع المعيشي بشكل عام في المناطق الجنوبية بما في ذلك وصول الأزمة لانعدام المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء بشكل دائم عن معظم المدن بسبب انعدام الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، وهي أوضاع يرى المراقبون إنها يفترض أن تحدث في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بحكمها مناطق خاضعة لحصار كامل من قبل التحالف بينما المناطق الجنوبية وباعتبارها مناطق محررة ولا يوجد فيها حوثيين فإن المفترض أن لا يشهد المواطنون فيها ولو ليوم واحد انقطاعاً للكهرباء أو انعدام المشتقات النفطية على أقل تقدير.