قيادة الجنوب استرخصت أبناءها فتم تهميشها في المبادرة وفي المفاوضات “ماموقع الجنوب بمفاوضات مسقط”
الجنوب اليوم | خاص
كشفت المفاوضات المنعقدة في العاصمة العمانية مسقط مدى إهمال التحالف السعودي الإماراتي “الذي يفترض بأنه حليف” للجنوب وأبنائه وقيادته وقضيته وعدم اكتراث الرياض لأي للا للجنوب ولا لقيادته، إذ يبدو أن السعودية تترجم فعلاً اعتبارها الجنوبيين بأنهم مجرد بنادق مأجورة يتم توجيهها حيث تشاء فقط أما عند المفاوضات والحلول السياسية فلا مكان لهم، لأن الرياض ترى أن ما ستقرره وتتفق عليه في المفاوضات سيكون الجنوبيون ملزمون بالقبول وعدم الاعتراض.
هذه كانت نتيجة طبيعية لنهاية كل حرب، وهذا المصير الذي يواجهه الجنوبيون اليوم هو المصير الطبيعي والمنطقي لمن ارتضى لنفسه أن لا يكون صاحب قضية وأن يسخر دمه وماله وأرضه لخدمة غيره ولتحقيق مصالح الغير، ولو كانت العلاقة بين الجنوبيين والتحالف أو حتى بين الرئيس هادي ومن معه والتحالف علاقة ندية قائمة على المصالح المشتركة وليس على التبعية لكان من يتفاوضون اليوم في مسقط هم الحوثيون بمقابل الجنوبيين أو هادي وليس الحوثيين بمقابل الأمريكيين والبريطانيين والسعوديين.
للأسف لقد قدم قادة الجنوب أبناءه للسعودية والإمارات بأرخص ثمن حتى بات الجنوب بنظر التحالف مجرد أدوات، هذه هي الحقيقة وما حدث في مسقط ترجمة فعلية لذلك.
بقليل من التمعن سنجد أن إيران لم تكن موجودة في مفاوضات مسقط، فإذا كانت أمريكا وبريطانيا والسعودية صادقتان في أن الحوثيين هم أدوات لإيران لكانت المفاوضات في مسقط بين الإيرانيين من جهة والأمريكيين والبريطانيين والسعوديين من جهة مقابلة، ولو كانت الحرب بين الحوثيين من جهة والجنوبيين وهادي تحت مظلة “الشرعية” من جهة لكانت المفاوضات اليوم في مسقط هي أيضاً بين هذه الأطراف.
سواءً كانت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أو قيادة الشرعية فكلاهما جعلا المواطن اليمني عموماً والمواطن الجنوبي خصوصاً مجرد بندقية بيد الرياض وأبوظبي ولا قيمة له سوى ما يتقاضاه نهاية كل شهر (1000) ريال سعودي، هذه القيادة سواءً الانتقالي أو الشرعية بمكوناتها وقادتها ليسوا في نظر السعودية والإمارات سوى أدوات، الرياض وأبوظبي تخططان حسب مصالحهما ووتتفاوضان وتقرران وتقبلان أو ترفضان وكل ذلك نيابة عن الجنوبيين والشرعية اللذين عليهم فقط أن ينفذوا ماتم الاتفاق عليه.